الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 / 16:17

بعيداً عن النفط وداعش... ما الهدف الحقيقي للقوات الأمريكية في سوريا ؟

24- زياد الأشقر

ماذا يفعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سوريا؟ يتساءل الباحث دانيال آر. ديبيتريس، قبل أن يقول إن الجواب يعتمد على الجهة التي يُطرح عليها هذا السؤال. فبالنسبة إلى رئيس الأركان الجنرال مارك ميلي وبقية القيادة العسكرية، لايزال الهدف نفسه، وهو "إلحاق الهزيمة الدائمة بداعش".

البيت الأبيض أمر أساساً بنشر الجنود الأمريكيين في منطقة خطرة ومشتعلة بهدف التخلص من ديكتاتور فشل في إطاحته

وقُدر عدد القوات في سوريا خلال مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع" الذي تبثه شبكة "أي بي سي" الأمريكية للتلفزيون، بما بين 500 و600 جندي، لكن الأكيد أنه أقل من ألف. وبدا أن قرار الرئيس دونالد ترامب بنشر مئات الجنود قرب حقول النفط في شرق سوريا، بمثابة امتداد للمهمة الأصلية.

وأضاف الكاتب في مقال بمجلة "ناشونال إنترست": "إذا وجهت السؤال نفسه إلى وزير الدفاع مارك إسبر، ستحصل على إجابة مختلفة. فالنسبة إليه، يعتبر منع داعش من الإستيلاء على حقول النفط أحد الأهداف في لائحة تطول لتشمل ضمان حصول الأكراد السوريين على عوائد النفط كلها، والحؤول دون وصول نظام الأسد والروس إلى المنطقة. وعلى مسافة 250 ميلاً إلى الجنوب من حقول النفط السورية، يتمركز مئتا جندي أمريكي في قاعدة التنف على المثلث الحدودي بين سوريا، والعراق، والأردن، ينفذون مهمة مختلفة تماماً تتمثل في منع إيران، من تأمين طريق إمداد من العراق، إلى لبنان، عبر سوريا".

واعتبر الكاتب أن المشروع الأمريكي في سوريا، عبارة عن فوضى متداعية، و"عليك التعاطف مع الجندي الأمريكي بكامل عتاده، والقابع في سيارة هامفي وسط الصحراء السورية، في انتظار سلسلة من الأوامر الواضحة والإجراءات من صانعي القرار في الوطن".

الأكراد قادرون على الدفاع عن النفط
وتبقى الأسئلة الملحة عما تفعل القوات الأمريكية في سوريا حتى الآن؟ والأهداف التي ترشد هذه الاستراتيجية؟ وإذا كانت هناك استراتيجية أصلاً؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأي مقاييس يتعين على الأمريكيين استخدامها لتحديد نجاح هذه الاستراتيجية، أو فشلها.

ومن المقلق أن لا تكون لدينا إجابات وافية على هذه التساؤلات. ويبدو الأمر كأن البيت الأبيض يرمي صحن السباغتي على الحائط ليرى إذا كان سيعلق عليه. ويتحدث ترامب عن الغنائم، فيما مستشاروه يتحدثون بحذر عند إجاباتهم عن أسباب احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في بلد وصفه ترامب نفسه بأرض "الرمال والموت".

وأضاف الكاتب أن هناك من يقود الشعب الأمريكي للاعتقاد أن نشر سيارات برادلي القتالية في سوريا هو جزء من خطة إبعاد داعش عن حقول النفط، متجاهلين أن الأكراد السوريين، أكثر قدرة على الدفاع عن حقول نفطهم، وإدارتها.

حلم خلع الأسد
وأضاف الكاتب أن البيت الأبيض ربما لا يريد الاعتراف بأن واشنطن لم تتخلَ مطلقاً عن حلمها باستبدال ديكتاتورية بشار الأسد المتوحشة المستندة إلى حكم عائلي، بديمقراطي صاحب ميول غربية.

إن هذا الحلم تحطم عندما برهنت المعارضة السورية بسرعة على أنها ليست سوى مجموعة من الفصائل المنقسمة على نفسها، وهواة من ذوي الولاءات المشكوك فيها. لكن حلم خلع الأسد لا يزال حياً.

اليأس الاقتصادي
ورأى الكاتب أن من الواضح لكل من راقب الحرب السورية منذ ثمانية أعوام، أن نظام الأسد يعيش أزمة مالية خانقة.

وربما تكون دمشق متجهة إلى كسب الحرب ضد خصومها المسلحين بكل الطرق غير الإنسانية، ومع ذلك فهي ليست على وشك كسب السلام.

ومع إقفال حقول النفط في الشرق أمامه، فإن الأسد سيكون معتمداً بالكامل على المال الروسي، والقروض الإيرانية، للنجاة، وفي غياب هذه المساعدات ستدخل سوريا، التي كانت توصف يوماً بأنها سلة غذاء الشرق الأوسط، عقداً آخر من اليأس الاقتصادي.

 وقال الكاتب: "لنكن واضحين مع ما يجري الآن، إن إعادة الإنتشار الأمريكي في دير الزور، لا علاقة لها بالبحث عن بقايا داعش، أو بتأخير إعادة إعمار سوريا وتأهيلها قدر المستطاع. إن البيت الأبيض أمر أساساً بنشر الجنود الأمريكيين في منطقة خطيرة ومشتعلة للتخلص من ديكتاتور فشل في الإطاحة به. كل ذلك يحدث دون أي نقاش في الكابيتول هيل، ناهيك عن انعدام تفويض من الكونغرس أو عملية جدية مشتركة بين وكالات الاستخبارات الأمريكية".