صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 13 نوفمبر 2019 / 10:55

صحف عربية: تصريحات عون تُشعل الثورة في لبنان من جديد

24. إعداد: معتز أحمد إبراهيم

صدم الرئيس اللبناني ميشال عون أمس الثلاثاء، اللبنانيين والمتابعين للشأن اللبناني، بحواره التلفزيوني الذي كشف فيه قصر رؤيته، وعجز الطبقة السياسية عن التعاطي الإيجابي مع أزمة يرفض النظام الحاكم الإقرار بمسؤوليته عنها.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء يرى مراقبون أن الرئيس اللبناني فشل فشلاً ذريعاً في طمأنة الشارع اللبناني على مستقبل البلاد. 

صوت المتظاهرين
في صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية قال عبد المنعم إبراهيم  إن لبنان تردى في أزمة سياسية عميقة، بسبب مسؤوليه وقادته الذين كشفت الأزمة الأخيرة، جوانب لم تكن معروفة فيهم، أبرزها التمسك بالحكم مهما كان الثمن، مضيفاً أن "هؤلاء الساسة أو ما يسمى لبنانيا بالطبقة السياسية الحاكمة في لبنان منذ 1992 تريد تفصيلَ حكومةٍ بحسب مزاجِها ومصالحها السياسية، والاقتصادية" ولا علاقة لهم بمطالب المحتجين، والمنتفضين في الشوارع والساحات منذ حوالي شهر كامل.


لقاء عون
ومن جانبها، قالت صحيفة "الشرق" اللبنانية، تعقيباً على الحوار التلفزيوني أمس الثلاثاء، إن الرئيس الذي بدا حريصاً على "مكافحة الفساد" حسب قوله، فشل في مكافحة الفساد السياسي المنتشر مالياً ولكن أيضاً على مستويات كثيرة أخرى، قبل أن تضيف  "نحب أن نذكر الرئيس أنه يجب أن يبدأ بنفسه بهذا الموضوع خاصةً أنه أرسل 3 كتب إلى البنك اللبناني للتجارة كل كتاب فيه 5 ملايين دولار أمريكي باسم زوجته".

واعتبرت الصحيفة أن الرئيس اللبناني فشل أيضاً في النأي بنفسه سياسياً عن الوضع المتراجع، خاصةً أن "الرئيس نسي أو تناسى الرئيس أنه أطلق على نفسه لقب بي الكل، والمفروض أن يذهب إليهم ويستمع إلى مطالبهم، لا أن يقول "من لا يعجبه فليهاجر"، موضحة أن عون أشعل ثورة ثانية في لبنان، بكلامه الذي حمل فيه الحكومة والوزراء كل الإخفاقات فنسي أو تناسى أنه هو رئيس الجمهورية وأنه أيضاً مسؤول إلى جانب الوزراء ورئيس الحكومة، ونسي أيضاً، أن الوعود والشعارات التي طرحها يمكن أن تكون في بداية العهد وليس في بداية نصفه الثاني" وهو ما أدركه اللبنانيون جيداً حتى قبل نهاية الحوار مع عون فخرجوا إلى الشوارع احتجاجاً ورفضاً لتمسكه بالإنكار، وبعهده، في بداية انتفاضة جديدة.

عون المكبل
ومن جهتها قالت صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية، إن الرئيس عون نفض يديه من المسؤولية الأخلاقية والسياسية عن الأزمة، مكتفياً بمطالبة اللبنانيين بالإذعان وقبول الأمر الواقع، بمطالبتهم بالعودة إلى بيوتهم، وأوضحت الصحيفة، أن "عودوا إلى بيوتكم" التي توجه بها "رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الناس المنتفضين على الطبقة الحاكمة جاءت بنتائج عكسية بالمعنى الحرفي للكلمة، فمن كان منهم في بيته نزل إلى الشارع ليلاً ليعبر عن حجم الاستفزاز الذي شعر به جراء هذه العبارة وسواها من العبارات الانفعالية التي استخدمها عون في معرض مخاطبته المواطنين، وأبرزها وأكثرها استغراباً عبارة فسرتها وسائل التواصل الاجتماعي بأن من لا يعجبه أحد من السلطة عليه أن يهاجر من البلد!".

وأضافت الصحيفة "باختصار أججت مضامين مقابلة رئيس الجمهورية الشارع بدل أن تساهم في إخماد نيرانه، ففي الميدان سُجّل سقوط أول شهيد للثورة المواطن علاء أبو فخرو" .

الوقت الضائع
وفي صحيفة "الجمهورية" اللبنانية قال حسن خليل، إن الطبقة السياسية اللبنانية تلعب "في الوقت الضائع"، خاصةً أن "اللبنانيين استمعوا خلال اليومين الماضيين إلى خطابات لعدد من الأفرقاء، تبيّن من أكثرها أنّ من يلقيها ليس على صلة بأرض الواقع، أو أنّه يعيش حالة إنكار لما يجري، أو في وضع تنكّر لما فيه مصلحة الجهة التي ينتمي إليها".

وتساءل  خليل  "إلى أي جنس تنتمي غالبية الطبقة السياسية في لبنان؟ ألم تستوعب بعد استحالة في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فضلاً عن عدم اقتناعها بما يجري بالشارع والانصات للأصوات الداعية للتغيير؟".

واعتبر خليل أن هذه "الطبقة الحاكمة لا تزال تلعب في الوقت الضائع، في انتظار استبيان إمكانية الوصول إلى اتفاق سياسي يُعيد إحياء "التسوية الرئاسية"، قبل الذهاب نحو خيارات أخرى بدأت ملامحها تظهر بين السطور" ودون تنازلات لمطالب الشعب، أو حلول لمشاكل البلاد التي تنحرف بسرعة نحو مسار خطير.