الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيف)
الرئيس اللبناني ميشال عون (أرشيف)
الأربعاء 13 نوفمبر 2019 / 11:42

لبنان: خطاب عون يُلهب الشارع

لم يكن خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون في اليوم السادس والعشرين للتحركات الاحتجاجية التي تشهدها البلاد موفقاً، مع المحتجين أو القوى السياسية التي يفترض أن تشكل الحكومة المقبلة، هكذا وصف سياسي في بيروت خطاب عون، أمس الثلاثاء.

وكان عون أطلق ليلة أمس مواقف سياسية دفعت المدنيين إلى شوارع العاصمة بيروت،والمدن الأخرى رفضاً لما طرحه من حلول واقتراحات أظهرت تخلي الرئاسة عن أي إصلاحات، اقتُرحت خلال الأسابيع الماضية، ومن بينها الورقة الإصلاحية التي عرضها رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري.

فالورقة الإصلاحية التي أقرتها الحكومة المستقيلة عند عون انتهت حين قال: "لدينا أوراق نبحثها أفضل مما قدمه الحريري في مهلة الـ72 ساعة".

وطالب عون اللبنانيين، بتجنب "التهافت على المصارف لسحب ودائعهم"، متحدثاً عن المتظاهرين بشكل يحملهم فيه مسؤولية انهيار الوضع الاقتصادي، بقوله: "فهمنا المشاكل والمطالب، ولدينا استعداد لتصحيح الخطأ، ولكن لا تدمروا البلد بسلوكياتكم ولا تخربوا لبنان، وتستمروا بتطويق السلطات الرسمية، فإقفال الطرقات وتعطيل الدراسة وإقفال المؤسسات العامة، يشكل تعطيلًا وشللًا للبلد. ليراجعوا تاريخي، وليبقوا معي إذا أعجبهم".

ولم يكتف عون بذلك، بل حذر اللبنانيين من أن "يكونوا سلبيين خصوصاً الذين في الحراك لأن السلبية تؤدي إلى سلبية معاكسة، ما يوصل حتماً إلى صدام لبناني لبناني"، لينتهي إلى اتهام المتظاهرين بضرب لبنان إذا أكملوا على المنوال نفسه.

وقال: "فهمنا مشاكلكم ومطالبكم ولدينا استعداد لإصلاح كل خطأ"، مشيراً إلى أنه إذا بقي المحتجون على تحركاتهم، فإن "لبنان سيذهب إلى نكبة"، قبل أن يدعو الذين لا يجدون في الحكومة، أشخاصاً مناسبين، إلى الهجرة. 

وتسبب هذا الكلام وغيره، في إشعال التحركات الاحتجاجية في مئات النقاط اللبنانية، من بيروت إلى الشمال، والجنوب، وأغلقت الطرقات بشكل غير مسبوق. ودعا المحتجون إلى التظاهر اليوم أمام قصر بعبدا الرئاسي، لدعوة عون للاستقالة.

وبعدها زاد التوتر على الأرض، مع مقتل ناشط بارز في الحزب التقدمي الاشتراكي، وهو من المنضمين إلى مجموعات الحراك المدني، رغم قرار وليد جنبلاط زعيم الحزب بالامتناع عن المشاركة في الاحتجاجات.

وكان لافتاً في خطاب عون حديثه عن العقوبات الأمريكية على حزب الله، وتحذيره من خسارة المزيد من أموال مؤتمر باريس لدعم لبنان "سيدر" إذا زاد التوتر، واعتبر عون أن "حزب الله ملتزم بالقرار 1701 ولا يتدخل في أي موضوع على الأرض اللبنانية، وما فُرض على الحزب مالياً فرض على كل اللبنانيين"، محولاً أزمة تدخلات حزب الله في الإقليم وأعماله الإرهابية، من رقبة الميليشيا، إلى رقاب كل اللبنانيين.

وكان طبيعياً بعد خطاب عون أن تبقى الطرق في لبنان صباح اليوم الأربعاء مغلقة، في عدد كبير من المناطق، رغم تهديد حزب الله في ساعات الليل لمحتجين في مدخل مدينة النبطية الشمالي مثلاً من قطع الطرق، ومنع تجمعاً في مدينة صور، فيما أغلق الجيش الطرق المؤدية إلى قصر الرئاسة في بعبداً بشكل كامل منعاً لوصول المتظاهرين.