الأربعاء 13 نوفمبر 2019 / 14:26

قمة بين ترامب وأردوغان على خلفية توترات كبيرة

توقع دوريان جونز، الصحافي والكاتب المستقل لدى إذاعة صوت أميركا، توتراً قوياً في اللقاء المنتظر في واشنطن بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي دونالد ترامب.

ويعتقد بعض المحللين أن اللقاء سيكون فرصة لإعادة ضبط علاقات توترت بسبب خلافات على عدد من القضايا السياسية.

وحسب كاتب المقال، يتوقع أن تتصدر العملية العسكرية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية جدول المحادثات. وتعتبر أنقره مقاتلي الوحدات إرهابيين، رغم أنها كانت حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش.

تهديدات
ويهدد الكونغرس الأمريكي بفرض عقوبات واسعة النطاق على تركيا بسبب عملياتها العسكرية ضد الأكراد. وتستهدف بعض العقوبات أردوغان، شخصياً.

لكن أردوغان يحذر بدوره من تعريض اتفاقيات، تفاوض عليها مع واشنطن وموسكو لوقف العملية العسكرية ضد الميليشيا الكردية، للخطر. ويتهم الزعيم التركي الميليشيا بالبقاء على الحدود التركية.

ولايستبعد محللون تطلع أردوغان للحصول على دعم ضمني على الأقل، من ترامب لاستئناف العملية في سوريا.

لحظة حاسمة
ويُعتقد على نطاق واسع أن لقاء اليوم يأتي في لحظة حاسمة في العلاقات بين حليفين في الناتو.

وأوضحت آصلي آيدينتاسباس، الزميلة البارزة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن الاجتماع بين أردوغان وترامب يأتي في وقت تشهد العلاقات الأمريكية التركية، توتراً شديداً.

وقالت: "هذا لقاء على درجة عالية من الأهمية. وهناك قائمة طويلة من المشاكل بين البلدين. وفي حقيقة الأمر، لم تصل العلاقة قط إلى هذا الحد من السوء. وهناك بالطبع التوغل التركي في سوريا، والاعتراضات الأمريكية عليه. إن ما يجري على الأرض بالغ الخطورة".

إعادة ضبط
ورغم تصاعد التوتر بين تركيا وأمريكا، يبدو، حسب كاتب المقال، أن الرئيسين أقاما علاقة عمل ناجحة، وكيمياء شخصية تعتقد أنقره أنها توفر فرصة لإعادة ضبط العلاقات بينهما.

وفي هذا السياق، يقول البروفسور مسعود كاسين، مستشار السياسة الخارجية للرئيس التركي: "آمل أن يتمكن الزعيمان، بما يتمتعان به من كاريزما قوية، من التوصل إلى وسيلة جديدة وعقلانية تفيد العلاقات المستقبلية بين تركيا والولايات المتحدة".

ويُضيف "ستعود هذه القمة التاريخية بالنفع على كليهما. وأتطلع إلى وجهات نظر متفائلة. وستطرح حلول ومنهجيات جديدة بين الجانبين".

استراتيجية خطيرة
لكن آيدينتاسباس تؤكد أن اعتماد أنقرة على ترامب وحده لحل الخلافات قد تكون استراتيجية محفوفة بالمخاطر.

وقالت: "تركز الخطأ الاستراتيجي الكبير من جانب أنقرة في رهن العلاقة بأكملها، في شخص الرئيس ترامب وحده، وبالأساس على تغريداته عبر تويتر. إنه اقتراح شديد الخطورة، وأشبه بروليت روسية في علاقة تعود لما قبل مائة عام".

وحسب كاتب المقال، يتطلع أردوغان إلى ترامب لرفع الحظر عن شراء أحدث مقاتلة أمريكية، الحظرالذي فرضه ترامب عليها بسبب شراء أنقرة صواريخ S-400 الروسية، التي تهدد حسب واشنطن باختراق أنظمة دفاع حلف الناتو، خاصةً تكنولوجيا المقاتلة F-35 المتطورة.

وتشعر واشنطن بالقلق من تعميق أنقرة لعلاقاتها مع موسكو. ولكن المحللين يتساءلون عن مدى قدرة ترامب على المناورة.

وقال مدحت ريندي، السفير التركي الأسبق لدى واشنطن: "بسبب الإقالة، يتعرض الرئيس ترامب لضغوط سياسية، وهو ليس مرتاحاً. وفي ظل مشاعر معادية لتركيا في الكونغرس، سيتعرض ترامب لضغوط، وربما لن يكون موقفه واعداً. وهناك ضغط متصاعد لفرض عقوبات على تركيا".

وأشارت الصحافة التركية، إلى أن ترامب بعث رسالةً إلى أردوغان عرض فيها تسوية. وتزعم تلك التقارير أن ترامب سيرفع العقوبات مقابل تجميد أنقره للصواريخ الروسية، ووقف شراء المزيد منها. 

وكان السناتور الأمريكي ليندسي غراهام، تقدم باقتراح مماثل، في بداية العام الجاري، ولكن أردوغان رفضه متسائلاً عما يدعو بلد، لشراء نظام دفاعي ثم لا يستخدمه.

ولكن أنقرة أعلنت، في الشهر الجاري تأجيلها، إلى العام الجديد، تسلم الدفعة الثانية من صواريخ S-400. وأرجعت سبب التأخير لنزاع حول مشروع إنتاج مستقبلي مشترك للنظام الصاروخي.

ويقول محللون إن التأجيل يوفر بعض النفوذ لأردوغان في لقائه مع ترامب، إذ يُنتظر أن يعرض أردوغان فيه شراء صواريخ باتريوت الأمريكية.

وقال كاسين: "نستطيع شراء صواريخ باتريوت إذا توصلنا إلى اتفاق حول إنتاج مشترك ونقل تقنيات".

لكن أنقرة تشير إلى أنه إذا لم يُثمر اجتماع هذا الأسبوع ترامب عن إعادة ضبط للعلاقات، فستكون موسكو في الانتظار.

ويلفت كاتب المقال إلى تعاون فعلي بين قوات تركية وروسية في سوريا، وإلى استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التودد إلى أردوغان.

ويرى الكاتب أن بوتين يراقب على الأرجح عن كثب زيارة أردوغان، إلى واشنطن.