الأربعاء 13 نوفمبر 2019 / 13:34

ديبلوماسية الأصهار الثلاثة... قناة خلفية لعلاقة ترامب بأردوغان

24- زياد الأشقر

ألقى الكاتبان ديفيد دي. كيرباتريك وإيريك ليبتون الضوء على خفايا علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتركيا، وقالا إن الموقف المتغير الذي يتبناه سيد البيت الأبيض من تركيا يكمن في قناة خلفية غير عادية أساسها ثلاثة أصهار اقترنوا بالسلطة، ويضطلعون الآن بأدوارٍ رئيسية في الربط بين أنقرة وواشنطن.

الثلاثة طوروا فردياً أو بالتنسيق، خط اتصال غير رسمي للعلاقة بين ترامب وأردوغان الذي من المقرر أن يزور اليوم البيت الأبيض

وأحد الثلاثة هو وزير المال التركي بيرات ألبيرق، صهر رجل تركيا القوي الرئيس رجب طيب أردوغان، والذي يشرف على علاقة تركيا بالولايات المتحدة.

والثاني، هو محمد علي يالجينداغ صهر رجل أعمال تركي بات شريكاً لـ"منظمة ترامب". ويعمل الآن على تعزيز صورة تركيا في إدارة ترامب.

أم الثالث، فهو جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره البارز، صاحب الصلاحيات الغامضة والواسعة في السياسة الخارجية.

خط اتصال غير رسمي
وأوضح الكاتبان، أن الثلاثة طوروا فردياً أو بالتنسيق، خط اتصال غير رسمي بين ترامب وأردوغان الذي من المقرر أن يزور اليوم البيت الأبيض، بعد أسابيع من التوغل العسكري التركي في شمال سوريا.

وفي وقت تعرض ترامب لانتقادات من الحزبين في الكونغرس بسبب سلسلة مواقف مؤيدة لأردوغان، أظهرت العلاقات بين الرجال الثلاثة، كيف أن العلاقات غير الرسمية والخفية بين الرئيسين ساهمت في تشكيل السياسة الأمريكية في منطقة متقلبة من العالم.

وذكر الكاتبان حيدث أردوغان في مقابلة تلفزيونية هذا العام، عن الحوار بين صهره بيرات ألبيرق وجاريد كوشنيرالذي سيُعيد العلاقات المضطربة بين واشنطن وأنقرة "إلى المسار الصحيح" قريباً. ويطلق ألبيرق على عمله مع كوشنر لقب "الديبلوماسية الخلفية".

وفي إطار صفقة الصواريخ الروسية، والعقوبات المصرفية وشؤونٍ أخرى، جعل أردوغان، ألبيرق والشريك التركي لترامب في أعماله محمد علي يالجينداغ، مبعوثين إلى الإدارة الأمريكية، وأحياناً عبر طريق كوشنر، وذلك وفقاً لما أفاد به مسؤولون أتراك وتسجيلات عامة.

صواريخ أس-400
وعلى سبيل المثال، جاء ألبيرق إلى واشنطن لحضور مؤتمر نظمه يالجينداغ في "فندق ترامب الدولي". وفي خضم ذلك دعا كوشنر ألبيرق إلى اجتماع طارئ في المكتب البيضاوي، أين نجح صهر أردوغان في إقناع ترامب بإرجاء العقوبات الأمريكية على تركيا بعد شرائها الصواريخ الروسية  إس-400.

وقال الكاتبان، إن ترامب وأردوغان يفضلان العلاقات العائلية والتجارية لتكون قنوات خلفية، وفق ما يقول مستشارون لأردوغان، وذلك للشكوك التي تراودهما في الوكالات الحكومية التي يعتقدان أنها تتآمر ضدهما.

ويقول مستشارو أردوغان أن الرئيس التركي، هو لفت ترامب إلى أن الرجلين يخوضان كفاحاً مشتركاً ضد قوىً متمترسة في حكومتي بلديهما.

مصدر قلق
ونقل الكاتبان عن إيريك إيدلمان وكيل وزارة الدفاع في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، أن "ترامب يستبدل العلاقات الرسمية بين الدول في حالات كثيرة بعلاقات صداقة عائلية، أو بعلاقات ودية"، و "من المؤكد أن أردوغان يفضل هذا النوع من العلاقات، إذ يُدير هو نفسه نظاماً رأسمالياً بواسطة مقربين منه... وهو ما يجب أن يكون مصدر قلق لكل الأمريكيين".

وتعود علاقات ترامب بتركيا، حسب الكاتبين، إلى أكثر من عقد، وبدأت بدعوة يالجينداغ لتنفيذ مشاريع في اسطنبول، وكان والد زوجة يالجينداغ، أيدين دوغان، يخطط لبناء ناطحتي سحاب ومركز تجاري. وأقنعه يالجينداغ، بأن الشركة العائلية مطالبة بالعثور على شريك عالمي.

وفاوض يالجينداغ على استخدام اسم "سي إن إن تورك" لشبكة التلفزيون التي تملكها العائلة، وسافر إلى نيويورك لإقناع ترامب بإعارة اسمه لناطحتي السحاب، قبل تدشينهما في 2012 باسم "برجا ترامب في اسطنبول"، بعد دفع مقابل لاستغلال الإسم تجارياً بمبلغ يتراوح بين 5 و10 ملايين دولار في السنة الأولى ليتدنى المقابل بعد ذلك إلى ما بين 100 ألف دولار ومليون دولار في السنوات التالية، وفق سجلات ترامب المالية.

الاقتصاد التركي
وقال الكاتبان، إن ترامب عندما كان يتعرض لانتقادات داخلية قوية بسبب سياساته مع تركيا خاصةً في ما يتعلق بالتخلي عن أكراد سوريا، وصفقة الصواريخ الروسية، هدد في لحظة ما بـ "تدمير" الاقتصاد التركي، ثم أعلن حزمة عقوبات ما لبث أن تراجع عنها، قبل أن يدعو أردوغان إلى البيت الأبيض.

وفي الأثناء اتهمت وزارة العدل جنائياً  "بنك خلق" التركي، لكن وزارة الخزانة لم تفرض عقوبات عليه. وسيصل أردوغان إلى الولايات المتحدة اليوم سيكون صهره برفقته، أما يالينجداغ، فسبقهما.