الأربعاء 13 نوفمبر 2019 / 15:39

تطوان تحتفي بـ 800 عاماً من حضور الفرنسيسكان في المغرب

افتتح معهد ثربانتس الإسباني في تطوان المغربية، مساء أمس الثلاثاء، معرضاً لإحياء ذكرى مرور ثمانية قرون على وجود الفرنسيسكان في المغرب، أين عملوا أخصائيين اجتماعيين، أو رسل للسلطان، أو مروجين ثقافيين، بعيدين بشكل شبه تام عن مهام التبشير.

ويطلق على المعرض اسم "800 عام من اللقاء"، ويتجه لمخاطبة عامة الناس عن عمل الفرنسيسكان منذ أن أرسل مؤسسها، سان فرانسيسكو دي أسياس، خمسة رهبان إيطاليين انتهى بهم المطاف في السجن، وأُعدموا لمحاولتهم نشر المسيحية.

ويوضح الأسقف سيميون ستاشيرا، الذي كرس سنوات من حياته لدراسة تاريخ الرهبان في المغرب، أن الفرنسيسكان ساعدوا أولاً وقبل كل شيء آلاف المسيحيين الأسرى في زنزانات تطوان، وسلا، وفاس بعد القبض عليهم على يد البربر.

وقدم الفرنسيسكان، الذين كان يجيئون دائماً من أبرشية إشبيلية الإسبانية، بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، الرعاية الطبية، والروحية للسجناء المسيحيين، الذين قضوا أحياناً عواماً كاملة خلف القضبان، حتى يدفع أحدهم فدية.

ويقول ستاتشيرا إن الثقة التي كان يودعها السلاطين في الفرنسيسكان كانت تصل لدرجة أنهم في كثير من الأحيان كانوا يرسلونهم "ترجماناً" للترجمة الفورية أمام المحاكم الأوروبية لتنسيق تبادل الأسرى المسلمين مع المسيحيين.

وأسس الفرنسيسكان في القرن التاسع عشر والعشرين مستشفى للمسيحيين، في مدينة طنجة، وبعد ذلك بدأ عمل ثقافي مثير مع إنشاء مطبعة لطباعة دراسات رائدة باللغة العربية.

واليوم في القرن الحادي والعشرين، أصبح عمل الفرنسيسكان أكثر توجهاً نحو مساعدة العديد من سكان جنوب الصحراء الذين تقطعت بهم السبل في المغرب، أثناء عبورهم إلى أوروبا.

وستعرض كل هذه الرحلة الطويلة التي امتدت ثمانية قرون، والتي تغيرت فيها مهام الفرنسيسكان كما هو الحال في العالم بأسره، في معرض تطوان، الذي سينتقل لاحقاً إلى معهد ثربانتس بطنجة.