الخميس 14 نوفمبر 2019 / 16:31

أردوغان يشكل خطراً على المكاسب ضد الإرهاب

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس الماضي، أن عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم تركيا لعلاقة قربى تجمعهم بزعيم داعش أبو بكر البغدادي قريب من أن يصل إلى عشرة.

على ترامب محاسبة الحكومة التركية على جرائم الحرب التي ارتكبها وكلاؤها الإسلامويون في شمال شرق سوريا

وصنف الباحث البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" الأمريكية أيكان إردمير هذا الإعلان بأنه يأتي ضمن سلسلة بيانات لمسؤولين أتراك مصممة لإظهار يقظة أنقرة وسط انتقادات متزايدة لتجاهلها وتواطئها مع داعش. إنّ مقتل البغدادي في 26 أكتوبر (تشرين الأول) في شمال غرب سوريا وعلى بعد أقل من 4.5 كيلومترات عن الحدود مع تركيا أطلق اتهامات بأنّ الزعيم الإرهابي "تمتع ببعض الحماية التركية الضمنية".

أدلة على التجاهل والتواط
أضاف إردمير أنّه بحسب مجلة فورين بوليسي، قال مسؤول أمريكي بارز إنّ "تركيا لم تؤمّن أي مساعدة في هذه العملية وتم تحديد موقع (البغدادي) مباشرة بالقرب من حدودهم. هذا يظهر لكم مدى ضآلة ما يفعلونه في مكافحة داعش". وأشار الموفد الأمريكي السابق إلى التحالف المناهض لداعش بريت ماكغورك إنّ الولايات المتحدة اختارت "أن تطلق هذه العملية (ضد البغدادي) على بعد مئات الأميال في العراق، بعكس المنشآت في تركيا، حليف أطلسيّ" القريبة من الموقع.
في تعقيد أكبر للمسائل بالنسبة إلى أردوغان، عرض تقرير نشرته صحيفة ذا ناشونال الإماراتية في 6 نوفمبر الحالي مناقشات مع مسؤولين استخباريين عراقيين ذكر فيها أنّ واحداً من إخوة البغدادي سافر إلى إسطنبول مرات عدة من نهاية سنة 2018. وأظهرت تصنيفات وزارة الخزانة الأمريكية لممولين لداعش على لائحة الإرهاب في أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول) أنّ الدولة التركية أصبحت بيئة متساهلة بالنسبة إلى الجهاديين.

محاولات تحسين صورة أردوغان
يدرك أردوغان جيداً أن الاتهامات بالتجاهل والتواطؤ لا تضعه وحده في موقف صعب، بل هي ستضع مضيفه في البيت الأبيض دونالد ترامب في وضع مشابه. غرد مدير التواصل في الرئاسة التركية في 4 نوفمبر أنّ "الكثير من البروباغندا السوداء ضد تركيا كانت منتشرة كي تثير الشكوك حول عزمنا ضد (داعش)". ولتحسين صورة أردوغان الموصومة، أطلقت الحكومة التركية جهداً "لنشر دعاية حول جهد تركيا لإلقاء القبض على أعضاء داعش ممن كانوا مقربين من البغدادي".

أعلن مسؤولون أتراك في اليوم نفسه أنهم ألقوا القبض على شقيقة البغدادي رسمية عواد التي تبلغ من العمر 65 عاماً إلى جانب زوجها وكنتها وخمسة أولاد في مقطورة بالقرب من بلدة أعزاز الواقعة في شمال غرب سوريا. وكانت تلك المنطقة خاضعة للسيطرة التركية منذ سبتمبر 2016.

في اليوم التالي، أشارت القوى الأمنية التركية إلى إلقاء القبض على خمسة مقاتلين من داعش بمن فيهم رئيس الاستخبارات في التنظيم. وتم ذلك عبر عمليات عدة في بلدات سورية تديرها أنقرة كما داخل الحدود التركية. في 6 نوفمبر، كشف أردوغان أنّ بلاده كانت تحتجز أسماء فوزي محمد القبيسي، أولى زوجات البغدادي الأربع مع ابنته ليلى جابر، منذ اعتقالهما في محافظة هاتاي على الحدود مع سوريا في 2 يونيو (حزيران) 2018.

لمحاسبة تركيا
تابع إردمير أنه بينما كان أردوغان يروي قصص نجاحه ضد داعش لثلاثة أيام متتالية، انتقد الولايات المتحدة لقيادتها "حملة إعلامية" حول اغتيال البغدادي. وقال الرئيس التركي: "لقد اعتقلنا زوجته، لكننا لم نحدث ضجة حولها". بدا ترامب متأثراً بحملة الدعاية الذاتية للرئيس التركي وغرد عن إجراء "اتصال جيد جداً" مع أردوغان مضيفاً أنّ الأتراك "ألقوا القبض على العديد من مقاتلي داعش الذين أشرنا إلى أنهم هربوا خلال النزاع – بمن فيهم زوجة وشقيقة للقاتل الإرهابي البغدادي".

ودعا الباحث ترامب إلى عدم الوقوع في فخ العلاقات العامة لأردوغان وإلى ضرورة مطالبته تركيا بتحرك أقسى ضد جميع الشبكات الجهادية، وليس ضد داعش فقط، هذه الشبكات التي تنشط داخل وحول الحدود مع تركيا. ويجب على ترامب محاسبة الحكومة التركية على جرائم الحرب التي ارتكبها وكلاؤها الإسلامويون في شمال شرق سوريا. من خلال زيادة خطورة عدم الاستقرار في سوريا، يهدد أردوغان بعكس مفاعيل المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة مع حلفائها ضد داعش وفقاً لما أكده إردمير.