الخميس 14 نوفمبر 2019 / 10:10

علاء أبو فخر يزيد الشارع اللبناني التهاباً.. وحزب الله إلى خانة اليك

في الثامنة من مساء كل يوم تنطلق في المناطق اللبنانية أصوات الطرق على أدوات المطبخ لمدة خمس دقائق. من شرفات منازلهم يعلن الناس بأكثريتهم انتماءهم للثورة التي تتعرض للاتهامات "الجاهزة" من إعلام قوى تابعة لرئيس الجمهورية وحلفائه في حزب الله.

أصوات القرع على الطناجر تصل في بعض أحياء بيروت إلى المشاركة الكاملة لسكانها، فيما تختلف المشاركة وكثافتها من منطقة إلى أخرى، وفق "سلطة" القوى المسيطرة ومدى سماحها بالتعبير عن الرأي.

وبالتأكيد ليس القرع على الأواني المطبخية إلا أداة اعتراض لمن لا يمكنهم التوجه إلى ساحات الاعتصام بشكل يومي، أو لمن لا يمكنهم نهائياً إعلان تأييدهم للمحتجين في الشوارع.

يوماً بعد يوم تعطي الانتفاضة اللبنانية صورة جديدة للعلاقات بين الناس الذين يواجهون سلطة "الأمر الواقع" المحمية بسلاح حزب الله والتهديدات المتواصلة لمنعهم من المشاركة في التحركات أو إعلان التأييد العلني لها. فالناس يعلنون ان حقهم التظاهر ضد الفساد والانهيار الاقتصادي، والسلاح غير الشرعي والنهب المستمر لموارد الدولة، مواقف يدفعون ثمنها تهديد مستمر بالفوضى، في وقت يغطي الفاسدون على عشرات السنوات من السرقة والتهريب غير الشرعي في المرافئ والمطار، والتدخل الخارجي من قبل حزب الله الذي آذى مئات آلاف اللبنانيين في أرزاقهم.

يوم أمس استفاق اللبنانيون على هول اغتيال الشاب علاء أبو فخر بالرصاص خلال تحرك احتجاجي، عملية القتل التي أتت بعد وقت قليل من إنهاء رئيس الجمهورية ميشال عون مقابلة صحافية حملت عنوانين بارزين، الأول طلبه مغادرة  الناس الشارع والعودة إلى الحياة اليومية العادية من دون تقديم أي برنامج للحل أو خارطة طريق يمكن وصفها بالإيجابية.

والعنوان الثاني هو استهتاره بالمحتجين وطلبه منهم الهجرة من لبنان وتركه بحال لم يجدوا في السلطة من هو غير فاسد، ولكن في الشارع لفت المحتجين أن هناك نقطة ثالثة لم يتحدث عنها عون ولكن تنفيذها بدأ مباشرة بعد كلامه وهي التهديد بالسلاح.

يلفت ناشطون في بيروت إلى أن عملية قتل أبو فخر ليست بعيدة عن سياق حملات التهويل التي يمارسها التيار العوني ومعه حزب الله وحركة أمل منذ بدء الانتفاضة، فهذه القوى أدخلت عند مؤيديها أفكار التصدي بالعنف لمواجهة المحتجين، وفي قضية ابو فخر قام احد المحسوبين على قوى السلطة وهو عنصر أمني بتنفيذ خطوته بعد "حقن" استمر لأربعة أسابيع ضد الناس وما يمكن أن تؤدي الإصلاحات التي يطالبون بها إلى خسائر في حوافز يحصل عليها "موظفون" مرضي عنهم في السلطة.

يوم أمس استكمل "عونيون" مشهد استعمال السلاح من خلال إطلاق النار على المحتجين علناً من قبل مرافقين لنواب في التيار الوطني الحر، وظهرت مشاهد فيديو لتوزيع سلاح في مناطق يسيطر عليها التيار.

هذه النقاط الثلاث المعلنة وغير المعلنة تحولت أمس إلى سبب آخر دفع الناس للتظاهر أمام قصر الرئاسة في بعبدا، للمطالبة بتنفيذ استشارات ملزمة لتكليف رئيس للحكومة، التي يطالبون بأن تكون خارج سلطة "الفساد والسلاح" والتي يكون أبرز أدوارها انتخابات نيابية مبكرة تليها انتخابات لرئيس جمهورية هو الآخر ليس مرتبطاً بالمنظومة السابقة.

توجه المحتجين بهذا الشكل إلى بعبدا رافقه تهديدات أطلقتها قوى الأمر الواقع مجدداً ضد المحتجين في مناطق جنوب لبنان (حزب الله)، حيث عملت على منع المحتجين من قطع طريق النبطية وصور.

التهديد بالسلاح والتخويف من وضعه بمواجهة الناس دفع المحتجين في كافة المناطق اللبنانية إلى رفع صور "شهيد الثورة" علاء أبو فخر في كل مناطق لبنان، في تحد للتهديد وللتأكيد على سلمية التحركات، فيما انطلقت الدعوات للمشاركة في جنازته اليوم من كل مناطق لبنان تأكيداً على حق المواطنين ببلدهم.