محتجون في ساحة التحرير وسط بغداد (تويتر)
محتجون في ساحة التحرير وسط بغداد (تويتر)
الخميس 14 نوفمبر 2019 / 23:03

المحتجون لا ينوون التوقف.. مطبخ مؤقت في قلب الاحتجاجات ببغداد

بينما يتدفق آلاف المتظاهرين العراقيين على ميدان التحرير في وسط بغداد، لمواصلة الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع ضد الحكومة، يعمل متطوعون لتجهيز قائمة طعام اليوم، وتقديم وجبة الغداء لهم.

ويجتمع طلاب جامعات، في الغالب، يومياً لساعات لتقديم وجبة للمحتجين. وبموجب الإمدادات التي يتبرع لهم بها محتجون آخرون يحضرون وجبات ساخنة للجميع.

وقال المحتج علي سلمان: "آلية عملنا أن نجلس من الخامسة صباحاً إلى السابعة مساءً لتحضير الطعام للطالبات والطلاب والأساتذة".

وأضاف سلمان "كل هذا نفعله من أجل العراق حتى نوقف وقفة واحدة، وقفة مشرفة، من أجل وطننا وإسناد الإصلاح ضد الفساد".

وتناول المحتجون اليوم الخميس وجبة أرز وخضروات مطهية، ويُمول كل شيء من مساهمات شخصية لمحتجين مثل أحمد علي، الذي يقول إنه لا يمانع في التبرع والخدمة لمدة قد تصل إلى 10 أعوام مقبلة، من أجل مصلحة وطنه العراق.

وقال علي: "هذا كله بمبادرة شخصية، من جيوبنا الخاصة، سنبقى نخدمهم حتى لو بعد عشر سنوات، لا نريد هذه الأحزاب. الشعب تعب".

وقُتل أكثر من 300 شخص منذ بدء الاحتجاجات في بغداد وجنوب البلاد في 1 أكتوبر (تشرين الأول)، تعبيراً عن الاستياء من المصاعب الاقتصادية، وتفشي الفساد.

واتخذت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعض الإجراءات لتهدئة الاضطرابات، بينها مساعدات للفقراء، وخلق مزيد من فرص العمل لخريجي الجامعات.

لكنها أخفقت في مواكبة المطالب المتزايدة للمتظاهرين الذين يدعون الآن إلى إصلاح النظام السياسي الطائفي في العراق ورحيل النخبة الحاكمة برمتها.

وهذه الاضطرابات من بين أكبر التحديات وأكثرها تعقيداً للنخبة الحاكمة الحالية منذ استيلائها على السلطة بعد الغزو الأمريكي، والإطاحة بصدام حسين في 2003.

ومنذ القضاء على تنظيم داعش في 2017، استمتع العراق بعامين من الاستقرار النسبي. لكن رغم ثروته النفطية، يعيش كثيرون في فقر مدقع، مع فرص محدودة للحصول على مياه نقية، وكهرباء، ورعاية صحية، أو تعليم.