إيرانيون خلال تظاهرة مناهضة لأمريكا في طهران.(أرشيف)
إيرانيون خلال تظاهرة مناهضة لأمريكا في طهران.(أرشيف)
الجمعة 15 نوفمبر 2019 / 13:28

وكر جواسيس آيات الله...اتهامات بالتخوين والتجسس لصالح الغرب

نشر موقع "فورين أفيرز" مقالا للمعلق في الشؤون الإيرانية وطالب الدكتوراة في جامعة لوند في السويد، ميسم بهرافيش، تحت عنوان "وكر جواسيس آيات الله"، يتحدث فيه عن تخوين واتهام بعض المتشددين الإيرانيين بالتجسس لصالح الغرب وإسرائيل.

أعلن تشكيل "إدارة التسلل" داخل وزارة الاستخبارات تكون مهمتها الرئيسية مراقبة المسؤولين غير المنتخبين – في مقابل" تغيير" أقسام جديدة في الدولة

وبمناسبة مرور 40 عاماً على اقتحام مجموعة من الطلاب الإسلاميين للسفارة الأمريكية في طهران، واحتجاز العاملين فيها كرهائن، ذكر الكاتب بأن الحكومة الثورية الإيرانية كانت تعتبر السفارة بأنه "وكر للجواسيس".

وما زالت أزمة الرهائن تلقي بظلالها على علاقات إيران بالولايات المتحدة. ولكن ما لم تعرفه الولايات المتحدة هو الأثر الذي تركته تلك الحادثة على الطريقة التي أخذت فيها إيران تتعامل مع الاستخبارات ومكافحة التجسس".  

ويشير كاتب المقال إلى أنه منذ الاستيلاء على السفارة، أمضت الجمهورية الإسلامية عشرات السنين بحثاً عن جواسيس ومتسللين أينما كان هناك أثر قوي للغرب. وعملت العقيدة الثورية على تغذية تلك العقلية التي وجهت، في نهاية المطاف، شكوك أجهزة الأمن تجاه أفراد ومؤسسات مرتبطين بمكونات منتخبة في دولة ما بعد الثورة –واستمدوا قوتهم من آليات بدت مشابهة بشكل غير مريح لما كان سائداً في ديمقراطيات غربية.

تجانس وتوافق
وحسب الكاتب، ربما طرأ، لأول مرة منذ الثورة في 1979، تحول على تلك العقلية، سواء داخل دوائر الاستخبارات أو لدى العامة. وأدت حملة "الضغط الأقصى أقصى ضغط" لإدارة ترامب لتفضيل نظام سياسي فصائلي مبادئ التجانس والتوافق على مسائل أمنية ووجودية. كما أدت عمليات استخباراتية هائلة – بما فيها نجاح إسرائيل، في العام الماضي، في انتزاع ما زنته أكثر من نصف طن من "الأرشيف النووي" من مخزن في طهران- فضلاً عن تقلص موارد الدولة نتيجة لعقوبات، لإطلاق عملية نادرة في البحث عن الذات في جهاز الاستخبارات والأمن الإيراني.

ويرى كاتب المقال أنه في مواجهة تهديدات عسكرية متزايدة خارجية، واحتمالات وقوع اضطرابات داخلية، يبدو أن قادة إيران توصلوا إلى نتيحة بأنه لم يعد في وسعهم تجاهل احتمال وجود عملاء وجواسيس – ليس فقط ضمن مكاتب ومؤسسات منتخبة، كالرئاسة والبرلمان، وحيث سنحت تقليدياً فرص أفضل لوصول ساسة ذوي فكر إصلاحي إليها، بل ضمن معظم المؤسسات الثورية والمعادية للغرب.

العدو من الداخل
وحذر محمود علوي، وزير الاستخبارات، في بث حي يوم 24 أغسطس (آب). من أنه "لم يحدث قط في مسيرة الجمهورية الإسلامية أن اقترب الأعداء بشدة من المطلعين على ما يجري في إيران كما هو الحال اليوم"، ملمحاً إلى مراكز للمتشددين في السلطة كالحرس الثوري(IRGC)، الذي يدير وكالته الخاصة للاستخبارات. ولفت إلى أن أن السلطات العليا "دهشت" عندما تسلمت تقارير وزارته حول "اكتشافنا لجواسيس داخل الحكومة".

وأعلن تشكيل "إدارة التسلل" داخل وزارة الاستخبارات تكون مهمتها الرئيسية مراقبة المسؤولين غير المنتخبين – في مقابل" تغيير" أقسام جديدة في الدولة. وكانت تلك فروع اعتقد علوي بأنها تضم عناصر معادية، مدعومة من قبل وكالات استخبارات أجنبية.

تشكيك ومراقبة
وما يلفت الانتباه، حسب كاتب التقرير، أن استئصال الجواسيس، لا يعني اكتشاف من هم يعبرون صراحة عن تعاطفهم مع دول أجنبية، بل  مراقبة خصومهم" لأن المتسللين يتبنون عادة أشد الشعارات الثورية حماسة، ويتهمون آخرين بارتكاب أخطاء قبل أن يخضعوا هم أنفسهم لأدنى الشبهات".

وقبل أن يدلي علوي بتلك التصريحات، أجرى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي يشرف مباشرة على IRGC، تعديلات في مناصب قيادية كبيرة. ويبدو بأن القصد من تلك التغييرات تعزيز الموقف الإيراني الهجومي في المنطقة ومعالجة الثغرات الأمنية السابقة.