الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طب أردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طب أردوغان.(أرشيف)
الجمعة 15 نوفمبر 2019 / 15:09

أردوغان يحاول مجدداً..التلاعب بترامب!

بعدما زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ترى لارا سليغمان، كاتبة لدى موقع "فورين بوليسي"، أن أردوغان العنيد مُنِح فرصة كي يعرض وجهات نظره من منبر البيت الأبيض، بينما لم يحصل ترامب على شيء.

أردوغان سعيد بما وفره له ترامب، منصة من البيت الأبيض يدافع من خلالها عن نفسه، فيما تواصل الصحافة الدولية انتقاد حكومته

ورغم ازدراء أردوغان الواضح للأعراف الغربية، كشرائه معدات عسكرية روسية، واعتقاله صحفيين، وإطلاقه غزواً دموياً في شمال شرق سوريا، وما يشاع عن سماحه لوكلائه العرب السوريين بارتكاب جرائم حرب دون رادع، كرس ترامب معظم تعليقاته لامتداح نظيره التركي.

وتشير سليغمان لتوجيه ترامب الشكر لأردوغان على جهوده في وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا – رغم أن القتال لم يتوقف فعلياً، لافتاً إلى "مساهمات تركيا الحيوية" في عمليات ضد داعش في أفغانستان عندما قال: "كما يدرك الجميع، إن تركيا حليف عظيم في الناتو، وشريك استراتيجي للولايات المتحدة حول العالم".

وتلفت كاتبة المقال إلى أن تركيا لم تلعب أي دور أساسي في مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة للقوات الخاصة الأمريكية تمت على مسافة قصيرة جداً من الحدود التركية مع سوريا.

تجاهل
ولم يتطرق ترامب إلى اتهامات وجهت لعملاء تركيا من العرب السوريين بارتكاب جرائم حرب، وتجاوزات في مجال حقوق الإنسان خلال عملية التوغل، بما فيها استخدام ذخائر محملة بالفوسفور الأبيض ضد المدنيين وإعدام سجناء واستهداف نساء وأطفال.

وفي الوقت نفسه، أمضى أردوغان معظم وقته أمام الكاميرات في مهاجمة وحدات حماية الشعب الكردي(YPG) – العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي اضطلعت، إلى حد كبير، بمهمة تقويض داعش – متهماً إياها بتنفيذ انفجار أودى بـ 13 شخصاً في بلدة تل أبيض السورية، في الشهر الماضي. وتنظر تركيا إلى وحدات YPG باعتبارها فرعاً لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي يشن منذ عشرات السنين تمرداً في تركيا.

وترى الكاتبة أن المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع في المكتب البيضاوي ليس سوى أحدث مثال على إذعان ترامب لرغبات أردوغان، بعد شهر فقط على سحب الرئيس الأمريكي قوات من الحدود مع سوريا، ممهداً الساحة أمام هجوم تركي ضد YPG.
وغرد رجب صويلو، صحفي تركي: "من المؤكد أن أردوغان سعيد بما وفره له ترامب، منصة من البيت الأبيض يدافع من خلالها عن نفسه، فيما تواصل الصحافة الدولية انتقاد حكومته. ويعتبر هذا إنجاز في مجال العلاقات العامة بالنسبة لأردوغان. فقد بثت قنوات تلفزيونية عالمية تعليقاته لمدة 15 دقيقة متواصلة".

تفويت فرصة
وترى الكاتبة أن لقاء البيت الأبيض، الذي ضم مجموعة من أبرز أعضاء مجلس الشيوخ منهم ليندسي غراهام، كان فرصة للزعيمين لمناقشة اتفاقية حول عدد من القضايا، بما فيها شراء تركيا منظومة الصواريخ الروسية S-400، والتي تهدد نظام مقاتلات أمريكية، فضلاً عن احتمال عقد صفقة تجارية بقيمة 100 مليار دولار. ولكن لم يتم التوصل لاتفاق بشأن أي من تلك القضايا.

وحسب كاتبة المقال، طرحت الإدارة "حلاً" من شأنه أن يتضمن موافقة تركيا على عدم تفعيل نظام S-400، الذي تسلمته تركيا في الصيف الماضي، واحتمال تمهيد الطريق أمام واشنطن لإعادة إدخال أنقره إلى برنامج المقاتلة F-35.

لكن يرى خبراء أن أردوغان التف مرة ثانية على ترامب بشأن قضية S-400. وقال ثوماس كاراكو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن مجرد الموافقة على عدم تفعيل S-400 لا يعتبر تنازلاً، ويمكن بسهولة الرجوع عنه".

وحسب الكاتبة، يكمن الخوف من استخدام تركيا نظام S-400، الذي صمم لتعقب أكثر الطائرات الأمريكية تعقيداً، والحصول على معلومات أساسية حول كيفية عمل F-35 عندما تكون في وضع التخفي.

وفي الشهر الماضي كرر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر مخاوفه لنظيره التركي، خلوصي آكار.
وباعتقاد الكاتبة، سيثير أي اتفاق بشأن حل لهذه القضية غضب مشرعين أمريكيين حذروا من عواقب شراء أنقره للنظام الصاروخي الروسي.

وحمَّل ترامب الرئيس الأمريكي السابق أوباما مسؤولية النزاع بزعم أن إدارة أوباما رفضت بيع نظام باتريوت لأردوغان. ولكن ذلك توصيف غير صحيح، حسب الكاتبة. فقد أهمل طلب تركيا شراء باتريوت مرتين قبل غرض شروط أفضل، سواء من حيث التسعير أوالإنتاج المشترك. ولكن وزارة الخارجية الأمريكية رفضت الصفقة رسمياً في الصيف الماضي.

وتلفت الكاتبة لانهيار الصفقات لأن أنقره أصرت على نقل التقنية الصاروخية، وهو ما رفضه مسؤولون أمريكيون.
ويواصل أردوغان التلويح أمام ترامب بصفقة شراء باتريوت رغم أنه بات من الواضح أن المناقشات لن تفضي لشيء.