صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 15 نوفمبر 2019 / 10:35

صحف عربية: الشارع اللبناني يصرّ.. حكومة تكنوقرط "خالية من الفساد"

24 - معتز أحمد إبراهيم

قالت مصادر سياسية في لبنان إن اتفاقاً على تعيين الوزير السابق محمد الصفدي ليكون رئيساً للحكومة، في الوقت الذي يواصل فيه الثوار الإصرار على مطالبهم بتشكيل حكومة تكنوقرط خالية من أي رمز من رموز الفساد السابقة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن الرئيس ميشال عون بات جزءاً من المشكلة في لبنان، فيما يراهن البعض على إمكانية استجابة حزب الله لمطالب الثوار في ظل تغريب الحزب لمصالحه السياسية حتى الآن على حساب الوطن.

عون سبب الأزمة
قال الكاتب الصحافي اللبناني خير الله خير الله في مقال له بصحيفة العرب اللندنية، إن الرئيس ميشال عون أحد أسباب الأزمة في لبنان، مشيراً إلى أنه عاد إلى لبنان على دم رفيق الحريري في 2005، هادفاً لأن يكون رئيساً للجمهورية حتى لو كان ذلك على أشلاء لبنان.

وأوضح أن عقدة رئاسة الجمهورية لا يمكن أن تفارق عون، التي تسمح له باستغلالها سياسياً لتنفيذ مآرب معينة، حيث يقوم الآن بخدمة المشروع التوسّعي الإيراني وحزب الله، موضحاً أن انتخابه رئيساً للجمهورية يعني القضاء على الجمهورية وتغيير طبيعة النظام اللبناني.

وذكر الكاتب أن لبنان وفي ظل رئاسة ميشال عون كان بمثابة صوت إيران في مجلس جامعة الدول العربية، وهو ما يمكن اكتشافه مع مراجعة سجّل وزير الخارجية جبران باسيل، صهر عون، في الاجتماعات العربية.

انقلاب حزب الله
وبدوره، قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني طوني عيسى في مقال له بصحيفة الجمهورية اللبنانية إن "حزب الله يمكن أن ينفذ انقلاباً سياسياً"، موضحاً أن الحزب لم ينتهج إلا وسيلة واحدة للتعاطي مع الانتفاضة اللبنانية، وهي انتهاج سياستي الإسكات أو الإسقاط.

وأضاف أنه "وفيما يرى البعض أنّ هناك ليونة متدرِّجة أظهرها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في إطلالاته منذ 17 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، غير أن الواضح أن الحزب يتفهم الجانب الإصلاحي والاجتماعي من الحراك الشعبي".

وزعم الكاتب أن الحزب يوافق على أنّ التركيبة التي يتشارك معها السلطة فاسدة، وأنّ مظالم الناس في محلِّها، لكنه لا يستطيع الموافقة على إسقاطها بسبب حاجته إليها سياسياً، غير أنه تساءل عن استمرار موقف الحزب من الانتقاضة الشعبية، وقال "هل يجرؤ الحزب ويبادر إلى انقلابٍ يفاجئ الحلفاء قبل الخصوم؟، في إشارة إلى ضرورة اتخاذ الحزب لموقف صريح من التعاطي مع الاحتجاجات الحالية وتغريب مصلحة لبنان عن مصلحته السياسية.

حكومة بقيادة الصفدي
ومن جهتها، أشارت صحيفة إنديبندنت عربية إلى توالي التطورات السياسية بصورة سريعة في لبنان، حيث يواصل المحتجون حراكهم من أجل تحقيق مطالبهم، وعلى رأسها تشكيل حكومة تكنوقراط.

ولفتت المصادر إلى عقد اتفاق شبه نهائي بين رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل على اسم الوزير السابق محمد الصفدي لتولي رئاسة الحكومة، وذلك في خلال اجتماع عقد في بيت الوسط.

وقالت الصحيفة إن "شكل الحكومة العتيدة سيكون تكنو سياسية، الأمر الذي يرفضه المحتجون، وبدأوا بالتنادي إلى مزيد من الاحتجاجات لرفض هذا الاقتراح وإسقاطه قبل أن يبصر النور".

تحديات ورفض
وأما صحيفة القبس الكويتية، فأشارت إلى دقة التحديات السياسية التي سيواجهها رئيس الحكومة الجديد، خاصة مع رفض حزب الله تشكيل حكومة تكنوقراط، مبينة أن الحزب ومنذ اندلاع التظاهرات يرفض وبشكل حاسم استقالة الحكومة أو أي مسؤول آخر.

واستشهدت الصحيفة برفض الأمين العام لحزب الله استقالة الحكومة في أول كلمة له مع اندلاع الاحتجاجات، ولفتت إلى أن الحزب يتخوف من تدرّج مسار المطالب الاحتجاجية، من تشكيل حكومة تكنوقراط إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد تقصير ولاية المجلس النيابي الحالي، وهو مطلب سياسي سيتم مراعاته مع تشكيل الحكومة الحالية.

ونبهت الصحيفة إلى أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يرفض هو الآخر حكومة تكنوقراط، ويعتبر أن الرضوخ لمطالب المنتفضين يعني تنازلاً يُنهي طموحه السياسي كأحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي يزيد من حجم التحديات أمام الحكومة الجديدة.