صحف (24)
صحف (24)
السبت 16 نوفمبر 2019 / 10:28

صحف عربية: العراق.. الشارع يرفع سقف المطالب

24 - معتز أحمد إبراهيم

تشكّل الاحتجاجات المتواصلة منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) في بغداد ومدن الجنوب انعطافاً كبيراً في المشهد السياسي والوضع العام في العراق. وبدأت موازين القوى تشهد اختلالات لصالح الشارع الذي رفع من سقف مطالبه إلى حد إسقاط النظام العراقي.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، تعيش البلاد في حالة من الفوضى الأمنية خاصة مع اختطاف أحد كبار القادة العسكريين، في الوقت الذي تعترف فيه بعض من الأقلام العراقية بنبل ووطنية المتظاهرين، مستبعدة وجود تيارات خارجية تحركهم، مشيرة إلى أن تحرك المتظاهرين نابع من شعورهم بالمسؤولية الوطنية.

مسلحو إيران
أشارت صحيفة "إنديبندنت" عربية إلى خطورة الموقف في العراق، ملقية الضوء على حالة عدم الاستقرار أو ألاّ دولة التي تعيشها البلاد.

وأضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تحدث عن خطورة عمليات الخطف خلال الآونة الأخيرة، خاصة وأنه يكشف عن حالة العجز التي تعانيها الدولة، في ظل انفلات الأمن، وتعدد الجهات التي تملك السلاح والنفوذ خاصة تلك التابعة لإيران.

واستشهدت الصحيفة بعملية خطف رئيس المعهد العالي للتطوير الأمني والإداري اللواء ياسر عبد الجبار، وهي العملية التي قامت بها مجموعة مسلحة تشير كافة الدلائل إنها تابعة لإيران.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن "المجموعة المسلحة التي نفذت هذه العملية على صلة بكتلة نيابية كبيرة في البرلمان العراقي، موالية لإيران".

وأضافت المصادر أن قرار الخطف اتخذ بعد رفض اللواء عبد الجبار إصدار أمر بقبول عدد من العناصر غير المؤهلين في المعهد الذي يرأسه، الأمر الذي يزيد من دقة الوضع بالعراق.

تصحيح المسارات
بدوره قال المحلل السياسي كريم شغيدل في مقال له بصحيفة "الصباح" العراقية أن الواقع السياسي والأمني في التعاطي مع المتظاهرين يدحض كلّ نظريات التآمر، مضيفاً أن كل من يتعايش مع المتظاهرين لن يجد في أذهانهم أيّة فكرة عن انقلاب عسكري مزعوم، وليس بينهم من يعمل لصالح جهة أجنبيّة كما يروج البعض.

وطالب شغيدل بضرورة استيعاب المتظاهرين والاستماع لمطالبهم بروية، وإقناعهم بحكمة، موضحاً أن القمع يزيدهم إصراراً وشعوراً بالمظلومية، لا سيما أنَّ غالبية القادة السياسيين والأحزاب والكتل قد أقروا بشرعية المطالب السياسي لهم.

ويرى أن هذا النوع من الحراك الشعبي غير المسيّس هو من نتاج الديمقراطية، بل هو وعي بمبادئ الديمقراطية الحقة التي فشلت الطبقة السياسية بترسيخها، والتظاهرات بتلقائيتها واستقلاليتها تعد مصدر قوة للبلد.

الشعب العراقي
من جانبه راهن المحلل السياسي بصحيفة "الزمان" كوهر يوحنان عوديش على قوة الشعب العراقي، مشيراً إلى أن الشعب يسمع الوعود الكاذبة والكلمات الرنانة منذ أكثر من 16 عاماً دون أن يلمس أي تحسن في الأوضاع المعيشية.

وأوضح عوديش أنه وبفضل سياسة النهب والفساد تحول هذا الوطن الغني بحضارته وتاريخه وخيراته الى جحيم البقاء فيه نوع من الانتحار، فتشرد الشعب وتهجر ونزح وسلبت حقوقه وقطع رزقه وتفاقمت معاناته الى درجة عدم الاحتمال وعند المطالبة بإبسط حقوقه يجابه بالخطف والقتل لتذليله أكثر وارضاخه للوضع الراهن.

وقال عوديش أن مظاهرات اليوم التي تعم العراق لاسترجاع الوطن لم يقم بها منذسنين، وليست أيضاً مظاهرات عبثية، موضحاً أن من قام بهذه المظاهرات هم من المواطنين العراقيين المخلصين والمحبين لوطنهم المذبوح.

وألقى الكاتب الضوء على تطورات المشهد العراقي، مشيرة إلى أن غالبية الساسة الآن يريدون النأي بالنفس عن ما وصل إليه الوضع من انحدار، محاولين تبرئة أنفسهم من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب، مشيراً إلى أن هؤلاء الساسة يحصدون الآن ثمار سياساتهم في حق الشعب العراق.