ارتفاع الدخان في غزة بعد قصف إسرائيلي (أرشيف)
ارتفاع الدخان في غزة بعد قصف إسرائيلي (أرشيف)
السبت 16 نوفمبر 2019 / 21:15

هل تستمر التهدئة الهشة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل؟

لا يزال شبح عودة التصعيد العسكري بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، يخيم على الأوضاع السياسية والميدانية، في ظل تهدئة هشة، تكرر خلالها إطلاق الصواريخ من القطاع، والقصف الإسرائيلي لمواقع في غزة.

ومنذ إعلان اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، تكرر إطلاق الصواريخ من القطاع غزة، وقصف الجيش الإسرائيلي لمواقع حماس والجهاد، في وقت أكد مسؤولون إسرائيليون أن تل أبيب لم تلتزم بأي تعهدٍ لوقف الاغتيالات في غزة.

وفي القطاع تفاقم الاحتقان والغضب بعد موجة التصعيد الأخيرة، ويرى فلسطينيون أن هذه الجولة لم تتناسب مع اغتيال إسرائيل لقيادي في سرايا القدس، وخرجت مظاهرات في مناطق متفرقة تدعو الفصائل الفلسطينية للرد.

وزاد الاحتقان بسبب تخلف حماس عن جولة التصعيد، وتبادل نشطاء ومؤيدون لحماس والجهاد الاتهامات.

وفي هذا السياق رأى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن أسباب التصعيد قائمة بين قطاع غزة وإسرائيل، في ظل الحصار الإسرائيلي على القطاع، زالانتهاكات الإسرائيلية ضد القطاع.

وقال الدجني لـ24، إن "هذه التهدئة واشتراطاتها تكررت أكثر من مرة، وفي كل مرة لم تلتزم بها إسرائيل، والفصائل الفلسطينية قد لا تقف مكتوفة الأيدي، لن تسير الأجواء في سياق الهدوء، ما لم يكن هناك تحرك جدي وملزم من القاهرة أو من الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل برفع الحصار عن غزة".

وأضاف، "فيما يخص الجولة الأخيرة، فإن الرأي العام الفلسطيني غير سعيد لأن شروط التهدئة التي أعلنتها الجهاد الإسلامي وإسرائيل، شروط إنسانية ولم تطبقها إسرائيل من قبل، في ظل تزايد نسبة الفقر، واختلال الأمن الغذائي، والبطالة، والأمراض المجتمعية، وبالتالي فإن الحصار أخطر من الحرب".

وتابع "التهدئة هشة لأن إسرائيل تقتل الشعب الفلسطيني ببطء، وتأكيد الإسرائيلي أنها غير ملزمة بوقف الاغتيالات، يستفز المقاومة الفلسطينية".

وأشار إلى أن اختيار نتانياهو لاغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء أبوالعطا، كانت مغامرة غير محسوبة، لكن الفصائل بما فيها الجهاد، حاولت تفويت الفرصة عليه برفض الانجرار لمواجهة واسعة تنقذ نتنياهو من قضايا الفساد التي تحيط به.

ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو: "لا أحد يرغب في الذهاب نحو تصعيد واسع، وإن اللاهدوء واللاحرب المستمر منذ فترة في قطاع غزة، والعودة للهدوء التام مستبعدة بسبب الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن يمكن الحديث عن العودة لما قبل الموجة التصعيدية، أي اللاهدوء واللاحرب".

وأضاف لـ24، أن "الحالة مستمرة منذ أكثر من عام، مرحلة ما قبل الحرب وما فوق الهدوء، ولكن مواقف جميع الأطراف توحي بأنها لا ترغب في الحرب، إذ لا توجد في إسرائيل حكومة يمكن أن تتخذ مثل هذا القرار، وفلسطينياً فإن الفصائل لا ترغب في الذهاب نحو مواجهة واسعة، فحتى الجهاد لم تستخدم كل ما لديها من صواريخ، وغياب حماس عن التصعيد، مؤشرات على رفض التصعيد".

وتابع قائلاً، إن "احتمال التصعيد قائم لكنه مستبعد، ومرتبط بخرق واسع من قبل المقاومة الفلسطينية أو ارتكاب إسرائيل لمجزرة، قد تدفع عجلة التصعيد نحو المواجهة الشاملة".