الأحد 17 نوفمبر 2019 / 09:49

هذا ما استولى عليه الروس بقاعدتين أمريكيتين في سوريا

24- زياد الأشقر

تحدث الكاتب سيث ج. فرانتزمان في مقال في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن انتشار القوات الروسية في قواعد انسحب منها الجيش الأمريكي في شمال شرق سوريا، قائلاً إنها سابقة في التاريخ الروسي أن يكتسح جنود روس قواعد أمريكية سابقة. لكن هذا حصل مرات عدة في سوريا مع استكمال القوات الأمريكية عملية إعادة انتشار بعيداً عن الحدود مع تركيا وتسليم الأراضي السورية للجيش السوري وداعميه الروس. وأنشأت روسيا قاعدة للمروحيات قرب القامشلي أيضاً.

بات في حوزة الروس الآن مطاراً شيده الأمريكيون في سوريا

وقال إن قوات روسية تدعي أنها من الشرطة العسكرية، دخلت الجمعة إلى قاعدتي سارين وسبت جنوب مدينة كوباني ووصلت إلى القاعدتين مع مروحيات وبنادق وأقنعة سوداء لإخفاء وجوههم.

وتقع القاعدتان ما وراء الثلاثين كيلومتراً التي اتفقت عليها روسيا وتركيا في إطار اتفاق وقعاه في 22 أكتوبر (تشرين الأول) يسمح لأنقرة بالسيطرة على جزء من شرق سوريا.

وانسحبت الولايات المتحدة من جزء من شرق سوريا في 6 أكتوبر (تشرين الأول). ثم هاجمت تركيا قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا والمؤلفة في جزء منها من مقاتلين أكراد كانوا يقاتلون تنظيم داعش. وتوسلت واشنطن تركيا لوقف هجومها ودعت رئيسها رجب طيب أردوغان لزيارة البيت الأبيض. لكن تركيا ذهبت إلى الروس، الذين أبرمت معهم صفقة صواريخ إس-400 وصفقات أخرى، واتفقت معهم على أن تحصل أنقرة على جزء من سوريا وأن يسير الجيشان التركي والروسي دوريات مشتركة في شمال شرق سوريا.

النفط
ومذذاك قررت الولايات المتحدة أن تؤمن جزءاً من الأراضي السورية، بحيث يمكن قوات سوريا الديمقراطية الحصول على بعض النفط مقابل أن تحتفظ هذه القوات بحراسة عشرة ألاف أسير من داعش. وفي إطار هذه الصفقة نشأ فضاء من عدم التصعيد في شمال سوريا الآن. فالقوات الأمريكية المجهزة بعربات برادلي المدرعة تعبر من خلال حواجز للنظام السوري وأيضاً من طريق حواجز روسية. وتتحرك القوات السورية النظامية نحو الحدود مع تركيا.

ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تقاتل الجيش التركي قرب بلدة تل تمر. ومن وجهة نظر تكتيكية، فإن ثمة كابوساً معقداً وواسعاً ينتظر حصول خطأ ما. لكن من مصلحة الجميع عدم إغضاب لا الأمريكيين ولا الروس. فالقوات السورية النظامية وقوات سوريا الديمقراطية والميليشيات العربية المدعومة من أنقرة تقاتل بعضها، بينما تراقب قوات الخصمين السابقين الكبيرين إبان الحرب الباردة المشهد.

تجهيزات رياضية
وقال إن هذا ما حدث الجمعة. لكن المسألة لا تكمن فقط في المراقبة. فالقوات الأمريكية غادرت قاعدة سارين على نحوٍ مفاجئ خلال القتال بعد 9 أكتوبر (تشرين الأول) ومن ثم عادت لأخذ بعض المعدات. ودخل الروس إلى هناك بعدما ذهب الأمريكيون. إلا أنهم عثروا على دجاج من شركة ماونتن هاوس الأمريكية لا يزال على الطاولات. كما عثر الروس على تجهيزات رياضية ونرجيلة مكسورة وفق ما أظهر فيديو وزعه الروس، فضلاً عن عصا للبايسبول وزجاجات مياه داخل صندوق كبير.
     
وأضاف أن البعض ينظر إلى وضع يد الروس على قواعد أمريكية على أساس أنه إخفاق. وقال المبعوث الأمريكي السابق إلى التحالف الدولي بريت ماكغورك، إنه بات في حوزة الروس الآن مطاراً شيده الأمريكيون في سوريا.