شركة أرامكو السعودية (أرشيف)
شركة أرامكو السعودية (أرشيف)
الأحد 17 نوفمبر 2019 / 20:33

فورة في السعودية للفوز بـ "جوهرة التاج"..أرامكو

من سائقي سيارات الأجرة، إلى رجال الدين، استخدم السعوديون الذين لا يطيقون صبراً لتملك جزء من شركة النفط العملاقة أرامكو، الإنترنت أو توجهوا إلى البنوك المحلية اليوم الأحد، في بداية بيع أسهم تأجل طويلاً، وقد يصبح أكبر طرح عام أولي في العالم.

وصف أحمد سند، الذي سجل نفسه وأسرته اليوم في فرع البنك السعودي البريطاني ساب، بوسط الرياض، الطرح الأولي الذي هيمن على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المقاهي وخلال الجلسات العائلية، بأنه "حديث المجتمع" و"حدث عالمي".

وقال: "لا أعتقد أن أحداً سيفوت الفرصة هذه في اكتتاب أرامكو، ما في خيار أفضل في الفترة الحالية".

ومددت البنوك المحلية ساعات العمل لتلبية الطلب الكبير المتوقع أثناء البيع الذيي سيستمر إلى 28 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري.

ولأسابيع، أخذت اللوحات الإعلانية على جوانب الطرق وفي مراكز التسوق تمهد للإدراج، بـ"أرامكو السعودية، قريباً على تداول".

سيكون بوسع المستثمرين الأفراد شراء ما يصل إلى 0.5% من أرامكو، أي نحو 8.5 مليارات دولار من الأسهم، في الطرح الأولي الذي يقدر قيمة الشركة بين 1.6 و1.7 تريليون دولار.

تتناقض حملة أرامكو التسويقية المكثفة مع بيع أسهم ضخم آخر هذا الشهر، هو الإدراج الثانوي لعملاق التجزئة الصيني علي بابا التي تسعى إلى أول إدراج بلا ورق في هونغ كونغ.

سيحق للمستثمرين الأفراد السعوديين الحصول على سهم مجاني واحد عن كل 10 أسهم يشترونها إذا احتفظوا بأسهمهم، 180 يوماً على الأقل. ومن المتوقع مشاركة ما يصل إلى 5 ملايين شخص، بحسب وسائل إعلام محلية.

يقول طبيب الأسنان عبد الله الفقيه، إنه بدأ الإدخار فور أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن خطط الطرح الأولي قبل نحو 4 أعوام.

وأكد "سأستثمر في الشركة للمدى الطويل، سأحصل على أسهم مجانية، وسأشتري مزيداً من الأسهم بالأرباح. إنها فرصة لا تتكرر".

طفرة إقراض
تسوق البنوك السعودية أيضاً قروضاً للعملاء للمساعدة في تمويل استثماراتهم، مع توسع البعض في الإقراض إلى 4 أمثال السقف المعتاد، حسبما قاله مصدران ماليان.

وأضاف المصدران، أن البنوك قادرة على زيادة الحد الأقصى لأنها ستحتفظ بالأسهم نيابةً عن العملاء ضماناً.

وقال الرئيس التنفيذي لمصرف الإنماء عبدالمحسن الفارس، الذي يعمل وفقاً للشريعة الإسلامية، إن العملاء يمكن أن يحصلوا على موافقة فورية على تسهيلات الإقراض.

وأضاف "نحن متفائلون جداً بأن المشاركة ستكون كبيرة... نتوقع أن يُغطى بالكامل ويفيض".

وقال علماء دين كبار في نهاية الأسبوع الماضي، من بينهم عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ عبد الله المطلق، إن الاستثمار في أرامكو جائز شرعاً.

وأبلغ الشيخ متصلاً كان يسأل عن الطرح في برنامج إذاعي أسبوعي يوم الجمعة "هي، أرامكو من أعمدة الاقتصاد في المملكة... أعتقد حتى المشايخ ونحن سنشارك فيها".

حمى نفط في الرياض
قالت أرامكو اليوم، إنها تخطط لبيع 1.5% من أسهمها أو حوالي 3 مليارات سهم، بسعر استرشادي في نطاق 30 إلى 32 ريالاً، مقدرة قيمة الطرح الأولي بما يصل إلى 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار) عند سقف النطاق.

وقد تتجاوز بذلك الطرح العام الأولي القياسي لشركة علي بابا الصينية في 2014 والذي بلغت حصيلته 25 مليار دولار.

وقال رئيس لشركة أخرى مدرجة في الرياض، إنه يتطلع مع آخرين في مجتمع الأعمال للاستثمار. وأضاف "إنها الأعظم جودة بأي معيار. الأفضل في المجال".

وتستحث الحكومة السعوديين الأثرياء للاستثمار في الطرح الأولي باستخدام السيولة الموجودة في الخارج، ويرى سعوديون كثيرون في الأمر فرصة لإظهار مدى وطنيتهم بعد هجوم سبتمبر (أيلول) على منشأتين لأرامكو والذي استهدف قلب صناعة الطاقة بالمملكة.

وقال الكاتب السعودي أنور أبو العلا في تغريدة حديثة: "الاكتتاب في أرامكو واجب وطني لمن استطاع إليه سبيلاً".

وأبلغ مصرفيان، أن آلاف السعوديين يسعون للاستثمار نيابةً عمن يعولونهم، لزيادة عدد الأسهم التي يمكنهم شراؤها.

وقال سعود التخيفي، الذي اكتتب لنفسه ولزوجته و3 من أطفاله، إنها فرصة "لنكون شركاء" مع ولي العهد الأمير محمد الذي شجع على طرح أسهم أرامكو للمساعدة في تمويل إصلاحات تهدف للحد من اعتماد الاقتصاد على النفط.