الإثنين 18 نوفمبر 2019 / 13:31

نهيان بن مبارك يحضر احتفال كنيسة "القديسة مريم" باليوم العالمي للتسامح

أكد وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن "اليوم العالمي للتسامح" هو يوم مهم لتذكير الجميع بالضرورة المتزايدة للتفاهم العالمي ولاحترام الحياة البشرية.

وجاءت كلمة الشيخ نهيان بن مبارك، خلال حضوره حفل نظمته كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية - دبي تحت عنوان "تحية لدولة الإمارات المتسامحة"، للتعبير عن امتنان الكنسية الكاثوليكية لحكام ولشعب الإمارات العربية المتحدة لدعمهم قيم التسامح واستضافة زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى الدولة في "عام التسامح" مما يساهم في تعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة كـ "عاصمة التسامح العالمية".

وشارك بالحفل سفير الفاتيكان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الأساقفة فرانشيسكو باديلا، والنائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية المطران بول هيندر، وكاهن رعية كنيسة القديسة مريم - دبي الأب ليني كونولي، وكبار الشخصيات في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وشخصيات بارزة من مختلف الديانات.

قيم التسامح
ووفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، قال وزير التسامح خلال كلمته في الحفل: "كثيراً ما نسمع عن العديد من الصراعات العرقية والدينية والثقافية والوطنية، كما تتزايد السياسات الحصرية وخطابات الانقسام، حتى في أكثر البلدان أمانًا في العالم؛ ويهدد هذا السلوك غير المتسامح قيم التعايش والتي تعتبر ركيزة أساسية لنا كبشر".

وأضاف: "جاء عام التسامح ليعزز مفهوم التعايش من خلال تحفيز الجميع على التشارك بالفكر والعمل بهدف بناء مجتمع يسوده السلام وينعم بالأمان والازدهار".

نشر التسامح
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في شهر فبراير (شباط) من هذا العام قائلاً: "كانت زيارتهم تقديراً كبيراً لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي عمل بلا كلل لتحقيق هذا الحدث التاريخي الأبرز. لقد تشرفنا جميعاً بحضورهم الملهم، لما يمثلونه كقوى عالمية من أجل السلام والرحمة. ومن خلال توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي، وجهوا الاهتمام العالمي نحو نشر التسامح، وكانوا خير مثال للأخلاق التي يجب الجميع التحلي بها إذا أردنا مواجهة التحديات العالمية العظيمة التي نعيشها في القرن الحادي والعشرين".

وأضاف: "يسعدني أن أكون حاضراً في كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية للاحتفال باليوم العالمي للتسامح. إن هذا الحفل لا يجمع فقط العديد من الجنسيات المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بل يثبت أن قيم التسامح التي أتحدث عنها هي حيّة وفعّالة".

وتابع: "إن حسكم المجتمعي واضح جداً، فمنذ التأسيس في عام 1967، وفّرتم للكثيرين جواً عائلياً ومكاناً للراحة. لقد انضممتم في رحلة التسامح هذه معنا منذ البداية، تشاركوننا قيمنا في الماضي وفي المستقبل".

إلتزام إماراتي
وتقدّم سفير الكرسي الرسولي رئيس الأساقفة فرانشيسكو باديلا بالشكر إلى دولة الإمارات لما قدمته في سبيل نشر قيم التسامح قائلاً: "الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس الى أبوظبي جعلت العالم كله يرى التزام الإمارات الكلي للقبول والاحترام والتعاطف والحوار. الفعاليات العديدة التي تم إطلاقها خلال عام التسامح، كانت شهادة واضحة للجهود التي تبذلها الإمارات اذ استطاعت هذه الامّة وبنجاح جمع شعوب من أكثر من 200 دولة تعيش مع بعضها بسلام، كما شكلت هذه المبادرات مناسبة لبناء الجسور ما بين مختلف الأفراد عبر عيش القيم العالمية. وآمل أن يجعل عام التسامح هذه الأمّة منارة للنور ومصدر أمل للمضطهدين والمعرضين للتطرف في مختلف ارجاء العالم".

وأشاد النائب الرسولي في جنوب الجزيرة العربية المطران بول هندر بقيم التسامح التي يتبناها حكام الإمارات العربية المتحدة والمتوارثة عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وطالب بالقضاء على جميع أشكال الاستبعاد، مضيفاً أن"ما نحتاج إليه هو الشجاعة لنتخطى الحواجز الذهنية ولمقابلة أناس من مذاهب وثقافات مختلفة وتقديرهم ووضع خطة عمل مشتركة وتمهدّ وثيقة الأخوية الإنسانية التي تم توقيعها في أبوظبي الطريق لذلك لما تشكله من مرجعية أخلاقية وبرنامج عمل من أجل السلام والحوار".

وفي كلمته الترحيبية، أثنى الأب ليني كونولي على حكام الإمارات وشعبها والمؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية والتي تجعل من الإمارات المكان الأكثر أمناً وأماناً وسلاماً في العالم. ومتحدثاً عن مبدأ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للتسامح قال: "التسامح لا يعني بالضرورة أن مع الجميع، التسامح هو التفهم وقبول الاختلافات باحترام شديد لكرامة كل إنسان وحقه في اختلاف معتقداته، وثقافته مما يساهم بإثراء مجتمعنا".

شكراً دولة الإمارات
وكخاتمة لعام التسامح، أطلقت كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية ألبوم بعنوان "شكراً دولة الإمارات" يضم نصوص وقصائد ورسومات من أعمال أفراد من الرعية، كما قدمت جوقات الكنيسة أغنية عن التسامح باللغتين الإنجليزية والعربية تم كتابتها وتلحينها وتوزيعها خصيصاً لهذه المناسبة.

وتم تقديم عرض سمعي بصري يحمل عنوان "الإمارات، عاصمة التسامح" في نهاية الحفل وهو عبارة عن عمل درامي يسرد قصة خيالية لشاب من الهند، فقد جميع شركائه أثناء سفره على متن قارب صغير، وعن صياد إماراتي قام بإنقاذه وقد مرّ نفسه بتجربة مماثلة. كما تروي هذه الدراما كيف احتضنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وساعده على تخطي محنته والبدء من جديد.

وجاء حفل "تحية لدولة الإمارات المتسامحة" تتويجاً لسلسلة من الفعاليات التي قامت بها كنيسة "القديسة مريم الكاثوليكية" بتنفيذها خلال عام التسامح تقديراً للجهود التي تبذلها الإمارات لبناء مجتمعات متسامحة من مختلف الأديان.