(أرشيف)
(أرشيف)
الإثنين 18 نوفمبر 2019 / 15:15

محنة لبنان.. الأزمات الاقتصادية والسياسية منذ الحرب الأهلية

أدخلت المظاهرات ضد النخبة الحاكمة في لبنان البلاد في اضطرابات سياسية تزامناً مع أزمة اقتصادية حادة، وأثارها الغضب المتصاعد من ساسة طائفيين يهيمنون على الحكومة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

والاضطرابات الحالية، التي تمثل إحدى أسوأ فترات القلاقل منذ انتهاء الحرب، تختلف عن فصول التوتر السابقة بسبب الضغوط المالية التي أفضت إلى ندرة الدولار الأمريكي وإضعاف الليرة اللبنانية.

وفيما يلي أبرز الاضطرابات التي شهدها لبنان بعد الحرب الأهلية:

2005
قُتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، في 14 فبراير (شباط) إثر انفجار قنبلة ضخمة لدى مرور موكبه في بيروت، وهو ما أدى لمقتل 21 آخرين.

وتلت ذلك سلسلة من المظاهرات الحاشدة وضغوط دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان. ونظم حلفاء دمشق الشيعة في لبنان سلسلة من التجمعات الحاشدة دعما لسوريا.

بدأ لبنان عهداً جديداً بعيداً عن الهيمنة السورية، وكان لجماعة حزب الله اللبنانية، وهي ميليشيات مدعومة من إيران، وحليفة مقربة من دمشق، تمثيل في الحكومة لأول مرة.

2006
في يوليو تموز، خطف حزب الله جنديين إسرائيليين من داخل إسرائيل وقتل آخرين وهو ما أدى لنشوب حرب استمرت خمسة أسابيع وقُتل فيها ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليا.

وتصاعد التوتر إزاء ترسانة حزب الله القوية بعد الحرب. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة المدعومة من الغرب، والتي كان يقودها رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، ثم نظم احتجاجات مناوئة للحكومة.

2007
واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاماً ضد حكومة السنيورة استمر لنحو عام كامل. وكانت مطالبهم المعلنة هي الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة.

وفي مايو (أيار)، بدأت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتشددين من السنة ينتمون لجماعة فتح الإسلام، داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، مما أرغم آلافاً من اللاجئين الفلسطينيين على الفرار منه.

وسيطرت قوات لبنانية سيطرة كاملة على المخيم في سبتمبر (أيلول) بعد قتال استمر لما يزيد على ثلاثة أشهر وأسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص.

2008
في السادس من مايو (أيار)، اتهمت حكومة السنيورة حزب الله بإدارة شبكة اتصالات خاصة والتجسس على مطار بيروت من خلال تركيب كاميرات. وتعهدت الحكومة باتخاذ إجراء قانوني ضد هذه الشبكة.

وفي السابع من مايو (أيار)، قال حزب الله إن الإجراء ضد شبكة اتصالاته يعد إعلانا للحرب من جانب الحكومة. وبعد صراع أهلي قصير، سيطر حزب الله على غرب بيروت ذي الأغلبية المسلمة.

وبعد جهود وساطة، أبرم الزعماء المتنافسون اتفاقاً في قطر يوم 21 مايو (أيار) لإنهاء الصراع السياسي المستمر منذ 18 شهراً وانتخب البرلمان قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

2011
أُطيح بحكومة سعد الحريري الأولى في يناير (كانون الثاني)، إثر انسحاب حزب الله وحلفائه منها بسبب خلاف بشأن المحكمة الخاصة بلبنان والتي تدعمها الأمم المتحدة.

وجهت المحكمة لاحقاً اتهامات إلى أربعة من قياديي حزب الله فيما يتعلق بمقتل رفيق الحريري. ونفى حزب الله أي دور له في اغتيال رفيق الحريري، وقال أمينه العام حسن نصر الله إن السلطات لن تتمكن من العثور على الرجال الأربعة الذين وجهت إليهم المحكمة اتهامات.

وجرى توجيه الاتهام إلى عضو خامس في حزب الله عام 2013.

2012
انتشر مقاتلو حزب الله داخل سوريا سراً في بادئ الأمر، لدعم القوات الحكومية السورية في مواجهة انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. وتلعب الجماعة دوراً كبيراً في قمع هذه الانتفاضة.

2015
اندلعت أزمة بسبب القمامة حينما أغلقت السلطات المكب الرئيسي للنفايات قرب بيروت دون توفير بديل له، مما دفع الناس للخروج في احتجاجات حاشدة بعد تكدس تلال القمامة في الشوارع رافعين شعار "طلعت ريحتكم".

وبدت هذه الأزمة إشارة جلية على عجز نظام المحاصصة الطائفي عن تلبية احتياجات أساسية مثل الكهرباء والمياه.

2019
ومع ركود النمو الاقتصادي وتدفقات رؤوس الأموال، واجهت الحكومة ضغوطاً للحد من العجز الهائل في الميزانية.

وواجهت مقترحات لتقليص أجور العاملين في الدولة ومشروع قانون بشأن معاشات التقاعد معارضة شديدة. وتعهدت الحكومة بتنفيذ إصلاحات طال انتظارها لكنها لم تحرز تقدما يسمح بوصول الدعم الأجنبي.

في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، أعلنت الحكومة رسما قدره 20 سنتاً في اليوم على الاتصالات عبر الإنترنت، بما في ذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتطبيق واتساب، كما اقترحت زيادة ضريبة القيمة المضافة حتى تصل إلى 15% بحلول عام 2022.

وخرج الآلاف في احتجاجات متهمين الزعماء بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد.

وفي 18 أكتوبر (تشرين الأول)، تراجعت الحكومة عن تلك المقترحات لكن الاحتجاجات استمرت.

وفي 29 أكتوبر (تشرين الأول)، قدم الحريري استقالته على غير رغبة حزب الله.