الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 / 11:26

ترامب-أردوغان..لقاء أحبط الجميع

يرى ستيفن كوك، زميل بارز لدى مركز "إيني" إنريكو لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، أن مزايا العلاقات الشخصية بين الرئيسين التركي أردوغان والأمريكي ترامب واضحة بالنسبة لأردوغان، وإن يكن لترامب أيضاً أسبابه.

فيما عدا سوريا والمجزرة الأرمنية، التي آثر نواب أمريكيون تأجيل التصويت عليها، لم يتحقق أي شيء بشأن قضايا رئيسية تفرق ما بين الولايات المتحدة وتركيا

ويقول كوك إنه بعد أيام على لقاء الرجلين، ما زال يحاول معرفة سبب عقد الاجتماع. فرغم التعليقات الكثيرة التي واكبت اللقاء، بما فيها تصويتان في مجلس النواب الأمريكي يعترف أحدهما بارتكاب الأتراك إبادة جماعية بحق الأرمن في 1915، والتصريح بفرض عقوبات ضد أنقره لغزوها سوريا في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، كان اللقاء محبطاً لجميع من شاركوا فيه.

ويرى الكاتب أن معظم ما تم بحثه في مؤتمرهما الصحفي المشترك مساء الأربعاء الأخير، يدخل ضمن خانة إما "تحديات مستمرة" أو "طموح مستقبلي". ولربما كان كافياً بالنسبة للرئيسن أن يستعرضا على الملأ محبتهما المتبادلة، لكن ذلك محا فقط للحظات تدهوراً طويلاً ومؤلماً لعلاقات كانت قوية يوماً ما بين حليفين.

ومجدداً، يمكن القول، حسب الكاتب، أن ذلك الاجتماع لم يتطرق لقضايا جوهرية بل لسياسات، وعلى هذا المستوى حقق كلا الرجلين شيئاً ما.

مكاسب ملموسة
ورغم أن النتائج كانت ضئيلة مقارنة بمخاطر جلية، لكن يستطيع ترامب وأردوغان الادعاء بتحقيق مكاسب ملموسة. فقد ضمن ترامب إطلاق سراح سركان غولغي، عالم أمريكي من أصل تركي اعتقل منذ عملية القمع التي أعقبت المحاولة الانقلابية في يوليو( تموز) 2016. وقد اتهم الرجل بالعمل لصالح السي آي إي، لكن كانت تلك تهمة زائفة. فقد كان غولغي رهينة، ويحق للرئيس الأمريكي تلقي التهنئة لنجاحه في إطلاق سراح مواطن أمريكي، كما فعل مع أندرو جونسون (اعتقل أيضاً إثر الانقلاب الفاشل)، رغم أن ترامب أساء لإنجازه الشخصي عبر شكره وامتنانه لسجان غولغي.

ووقف أرودغان إلى جانب الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض فيما مضى الزعيم الأمريكي إلى تكرار مزاعم الحكومة التركية حول عملية نبع السلام – مسمى أطلقته أنقره على غزوها سوريا. ورأى ترامب أن تركيا تحارب الإرهاب كما تحارب الولايات المتحدة الإرهاب، وأن أنقرة هاجمت داعش مباشرة.

تجاهل
ويلفت الكاتب إلى أن هذا التعليق يتجاهل حقيقة أن أنقره أبلغت إلى الرئيس الأمريكي السابق أوباما أنها لن تهاجم قوات أبو بكر البغدادي لأن الاستراتيجية الأمريكية لم تشمل تغيير النظام في سوريا. كما يتجاهل ذلك حقيقة أن العناصر الأساسيين في تنفيذ العمليات العسكرية الأخيرة في سوريا، والذين تطلق عليهم تركيا اسم الجيش الوطني السوري، مكونين من ميليشيات متعددة، بما فيها تنظيمات متطرفة.
  
آمال خائبة
ويرى الكاتب أنه فيما عدا سوريا والمجزرة الأرمنية، التي آثر نواب أمريكيون تأجيل التصويت عليها، لم يتحقق أي شيء بشأن قضايا رئيسية تفرق ما بين الولايات المتحدة وتركيا. وبدا واضحاً أن الوفد التركي كان يأمل بإيجاد بعض الحلول لقضية النظام الصاروخي الروسي S-400 التي بدأت تركيا تسلمه في الصيف الماضي، والتي كان من شأنها تجنب عقوبات فرضها الكونغرس. ووصف ترامب تلك القضية بأنها تشكل "تحدياً خطيراً"، لكنه أكد التزام إدارته بمواصلة الحوار مع تركيا بشأنها.

وهناك أيضاً مشكلة فتح الله غولن المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل ضد أردوغان في صيف 2016، والذي لم يستطع أروغان تحقيق أي تقدم بشأن ترحيله من منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا.

إلى ذلك، يرى الكاتب أن أردوغان لم يحقق في زيارته إلى واشنطن ما كان يتمناه ، وأن يوم 12 نوفمبر(تشرين الثاني)، لا يختلف في الجوهرعلى الأقل، عن اليوم التالي الذي زار فيه أردوغان البيت الأبيض وجرى لقاء لم يسفر عن شيء ملموس.