الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 / 11:44

بما تختلف الاحتجاجات الأخيرة في إيران عن سابقاتها؟

أفاد الصحافي الأمريكي جيسون رضائيان الذي كان معتقلاً في إيران أن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في البلاد ليست شيئاً جديداً، إلا أنها تبدو مختلفة هذه المرة وأكثر خطورة.

الشعور بالانهيار صار أكثر إلحاحاً. فسوء الإدارة الداخلية والفساد والعقوبات ترك البلاد في وضع مخيف

وعايش رضائيان فترات طويلة من الاضطرابات في طهران ومدن إيرانية أخرى، أولاً عام 2003 ثم مجدداً عامي 2009 و2011.وتذكر أنه تعرض لضربات بالعصي وعانى قنابل الغاز المسيل للدموع، عندما كان يتنقل في التظاهرات.

وعام 2009، شهدت البلاد أشهراً من الاحتجاجات رداً على اتهامات واسعة بالتزوير في الانتخابات. وكان الإيرانيون يعتبرون صناديق الاقتراع أحد الأماكن القليلة التي يمكنهم فيها الإعراب عن استيائهم وإسماع شكواهم، وردوا بغضب على فكرة أن النظام يحرمهم هذا المتنفس الوحيد للتعبير عن آرائهم.

أوشع وأشمل
ولفت إلى هذه الموجة الأخيرة من الاضطرابات التي تستند أساساً على سلسلة من الاحتجاجات الاقنصادية خصوصاً التي اندلعت قبل سنتين، تبدو أوسع وأعمق وأكثر انتشاراً.

خلال احتجاجات 2009، كان الشعار "أين صوتي"، ولكن هذه المرة تسمع هتافات قوية "الموت لخامنئي" وهو ما يفسّر تطور الغضب والاستياء.

النظام مستنفر
ويلفت الكاتب إلى أن "هذا ليس تفسيري الشخصي للوضع فحسب، فالنظام ييبدو مستنفراً. والأحد أقفلت السلطات الإنترنت وأطلق رجال أمن الرصاص على متظاهرين".

وأعطى المرشد الأعلى السيد علي خامنئي الضوء الأخضر علماً لقمع الاحتجاجات عندما غرد: "على المسؤولين عن حفظ الأمن القيام بواجباتهم.واليوم يخرج الإيرانيون إلى الشوارع مجدداً على رغم قطع الإنترنت، وتتوسع الاحتجاجات إلى أكثر من 100 مدينة إيرانية.

خائفون من الشعب
وكما كان متوقعاً، حمل خامنئي قوات خارجية مسؤولية الاحتجاجات، متهماً خصوصاً عائلة الشاه السابق ومجاهدين خلق والحكومة الأمريكية. ولفت الكاتب إلى أن هذه الادعاءات سخيفة وهي محاولة لتشتيت الانتباه عن الإخفاقات الخاصة للنظام. ويظهر الرد العنيف للسلطات أن زعماء الجمهورية الإسلامية خائفون من الشعب الذي يحكمونه أكثر من أي عدو خارجي.

ولفت الكاتب إلى أن ما تخشاه السلطات هذه المرة هو الاستياء الواسع المشترك بين المحتجين والشعور بأن الإيرانيين يوشكون الوصول الى القعر وأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي أجبروا على تحملها.

ورأى أن هذا الشعور بالانهيار صار أكثر إلحاحاً. فسوء الإدارة الداخلية والفساد والعقوبات ترك البلاد في وضع مخيف. وصارت القوة الشرائية للإيرانيين ضعيفة جداً مقارنة بما كانت عليه عام 2009، وهذا الارتفاع الأخير في أسعار المحروقات يجعل الأمور أكثر سوءاً.

عجز النظام
وأكد الكاتب أن الاحتجاجات ليست إلا اعتراضاً على عجز النظام عن إدارة أزمة مالية يعتقد الإيرانيون أنه سبب في صنعها. وليس رفع أسعار الوقود من دون سابق إنذار إلا القشة التي قصمت ظهر البعير.

وكان المستوى المعيشي العالي نسبياً للإيرانيين يبقيهم بعيدين عن الشارع، ولكن السلطات لم تعد قادرة على تقديم أي شيء لتحفيزهم على الصمت.