ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (أرشيف)
ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (أرشيف)
الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 / 20:19

وسام زايد... على صدر مصر

كانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للإمارات، لوحة تشكيلية من الجمال والفن والمشاعر الطيبة. خفقَ قلبُ كل مواطن مصري، مع مراسم الاستقبال الأسطوري المُبهج، المرسوم بريشة فنان، الذي استقبلت به الإمارات رئيس دولة مصر العظيم، المشير عبد الفتاح السيسي.

لا أتصوّر أن هناك حاكمًا عربيًّا أحبَّ مصر وقدّر قيمتها، مثلما فعل الشيخ زايد، رحمه الله. وليس هناك حاكمٌ عربيّ ساند مصر في شدائدها وصعابها كما فعل الشيخ زايد، ويُكمل ذلك العهد ويسير على ذلك الدرب أبناؤه

خفقت قلوب المصريين وهم يشاهدون علم مصر يرتسم في سماء الإمارات في لوحة تشكيلية بديعة صنعتها الطائرات الإماراتية لحظة هبوط الطائرة المصرية على أرض الدولة الشقيقة التي تسكن في قلب كل مواطن مصري.

ولم يكن ذلك الاحتفاء الأنيق مجرد استقبال رفيع المستوى تقيمه دولة محترمة لاستقبال رئيس دولة شقيقة محترمة، الأمر له دلالات أبعد من ذلك وأعمق.

الأمرُ يحمل شيئاً لا تترجمه المادة، ولا تصوغه الكلمات صوغاً حسناً، لأنه عصي على الحروف والألسن. فهو من عصير فاكهة القلوب والمشاعر. شيء اسمه الحب، والاحترام، والتوقير، والتقدير.

وحين تعجز الكلمات عن التعبير عن الحب، يتدخل الفن ليحل المسألة في هدوء وصمت ودون كلمة واحدة. وهذا ما كان بالفعل. الفن والتشكيل قالا ما لم تستطع الكلمات قوله. فرسمت الطائرات والخيول والموسيقى المشهد على نحو فائق وبديع ومكتمل الأناقة.

شاهدنا الطائرات من السلاح الجوي الإماراتي، تحيط بطائرة الرئيس السيسي عند دخولها المجال الجوي الإماراتي، وعند خروجها منه، مثل حرس شرف جوي يرسم في الأفق بريشة الدخان علمَ مصر بألوانه الثلاثة الأحمر، والأبيض، والأسود، فكانت لوحة تشكيلية طائرة بريشة فنان مبدع، وقصيدة عشق وقطعة موسيقية من الطراز الأنيق.

وتأكدت خواتيم القصيدة مع الخيول العربية الجميلة تتهادى لترافق موكب الرئيس السيسي بعد إطلاق الواحد وعشرين طلقة الاحتفالية في مراسم الاستقبال الأنيق. واكتمل العقد الثري باللؤلؤة النفيسة حين قلد الشيخ محمد بن زايد، رئيسنا المصري "وسام زايد"، وهو أرفع الأوسمة في الإمارات، ما يوزاي عندنا في مصر "قلادة النيل" الجميلة، فكان كأنما ذلك الوسام على صدر كل مواطن مصري شريف.

كلّ ما سبق ليست مجرد بروتوكولات استقبال وتكريم راقية، بل هي رسالة للعالم أن الدول المحترمة تدرك أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن كل العالم، بجيشها العظيم وإصرار شعبها على القضاء على التطرف والإرهاب. وهي كذلك، يرسلها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من دار الخلود إلى شعب مصر ورئيسها. رسالة طيبة يحملها أبناؤه من بعده من حكام الإمارات والشعب الإماراتي العزيز. رسالة تقول: "لا تبالي يا مصر بحسادك والحاقدين، فإن مُحبيك أعلى شأناً وأرقى".

وكما العهد دائما، تظل الإمارات وهاد المحبة والاحتواء لكل مصري يحط رحاله على أرض ذلك البلد المتحضر. وكما العهد دائماً، نرى ونلمس آيات الاحترام التي تسكن قلبَ الإمارات لشقيقتها مصر. وكما العهد، تتجسد محبة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لمصر الوطن، في عيون وفي سلوك كل مسؤول في الإمارات، وكل مواطن إماراتي كريم.

وكأنما المحبة كالجينات تتوارثها الأجيال عن الأجيال، ويحملها الأبناء عن آبائهم. لهذا نلمس الاحترام والحب الحقيقيين في كلمات وأفعال كل مسؤول في الإمارات من أبناء الشيخ زايد، والشيخ راشد، مؤسسي الإتحاد، أكرم الله وجهيهما.

لا أتصور أن هناك حاكماً عربياً أحب مصر وقدّر قيمتها، مثلما فعل الشيخ زايد، رحمه الله. وليس هناك حاكم عربي ساند مصر في شدائدها وصعابها كما فعل الشيخ زايد، ويكمل ذلك العهد ويسير على ذلك الدرب أبناؤه من شعب الإمارات وحكامها ومسؤوليها.

لا يمكن أن ننسى ما فعلته الإمارات من أجلنا في لحظات الشدة وفي لحظات الانتصار. في جميع الحروب التي خاضتها مصر، كانت الإمارات تقف لتدعم. في ثوراتنا وأزمات ما بعد الثورات، كانت الإمارات دائماً حاضرة تشد الأزر وتساند.

وحين احترقت نفائس المجمع العلمي بالقاهرة، كانت يد الإمارات سباقة لتعويضنا ببعض ما فقدنا من مخطوطات، ومجلدات نادرة، لا تُقدر بمال. وكما في لحظات العسر، كذلك في لحظات الفرح والانتصار دائماً الإماراتُ حاضرة.

يتلون برج خليفة بألوان مصر في جميع أعيادنا، كأنما الصديقة تلوح لصديقتها من على البعد، وترسل لها زهرة في عيدها.

دولة الإمارات، أحبكِ كثيراً، مثلما يحبكِ كل مصري ومصرية. ونشكرك على "وسام زايد" الذي يتلألأ الآن على صدر كل مواطن مصري. طيب الله ثرى الشيخ زايد العظيم، وبارك في أبنائه، وحما الإمارات وشعبها الجميل النبيل.