نواب من كتلة الإصلاح في مجلس النواب الأردني (أرشيف)
نواب من كتلة الإصلاح في مجلس النواب الأردني (أرشيف)
الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 / 22:52

أردنيون: مطالبة نواب الإخوان بإلغاء معاهدة وادي عربة مناورة إعلامية

24- عمان- ماهر الشوابكة

وصف أردنيون المذكرة التي تبنتها كتلة الإصلاح الإخوانية في مجلس النواب الأردني لتقديم مشروع لإلغاء قانون معاهدة وداي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل بالمناورة، أو "همبكة إعلامية".

وأضافوا لـ24 أن "توقيت تقديم المذكرة جاء في الربع الساعة الأخير من عمر المجلس النيابي الذي تنتهي ولايته في سبتمبر(أيلول) المقبل، للتكسب الشعبي، سيما أنهم يعرفون مسبقاً أنهم ليسوا في حجم إلغاء مثل هذه المعاهدة".

ووقع النائب الإخواني صالح العرموطي، مع نواب أغلبهم من كتلة الإصلاح مذكرة لتقديم مشروع قانون بإلغاء وإبطال اتفاقية وادي عربة في 1994 "قانون تصديق معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل"، بدعوى وجود أسباب موجبه.

وقال وزير التنمية السياسية السابق محمد داودية، رئيس مجلس إدارة دار الدستور للصحافة والنشر: "من المكرر والمعتاد تقديم مذكرة لإلغاء قانون معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية من جانب نواب كتلة الإصلاح النيابية الأردنية كتلة الإخوان المسلمين".

وأضاف داودية لـ24 "لقد قدمت مئات المذكرات النيابية لإلغاء المعاهدة وصدرت آلاف بيانات الإدانة ضدها وضد الدعم الأمريكي المتزايد لإسرائيل، لكن الحقائق على الأرض، السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، لا تفضي إلى جعل هذه المطالبة واقعية ممكنة التحقيق، بل تخالطها في معظم الحالات، المزايدة والشعبوية ودغدغة عواطف الشعب الأردني المعادي، بطبيعته للصهيونية".

وقال إن "سلام الأردن مع إسرائيل، مرتبط بسلسلة من الحساسيات التي لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكها، وأبرزها استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التي ترعاها الوصاية الهاشمية المثبتة في المعاهدة، ورفض حل الدولتين، ورفض الإقرار بحقوق شعب فلسطين العربي في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وإعلان يهودية الدولة، والاستمرار في الاستيطان، وضم القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل، واستمرار الاعتداءات على غزة، وأسر آلاف المقاومين الفلسطينيين لعشرات السنوات وضم الهضبة السورية الجولان".

وقال إنه "كما هو معلوم ترتفع الأصوات العالية والشعارات المدوية كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية".

وقال المحلل السياسي أسامة الرنتيسي، إنه لا يثق بمواقف جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أن معظم ما يفعلونه يدخل في باب الشعبوية والتكسب السياسي والحشو الإعلامي، وهم يعرفون أنهم ليسوا في حجم إلغاء معاهدة وادي عربة.

وأضاف لـ24 أن نواب الإخوان يوم إقرار قانون اتفاقية وادي عربة كان يصل عددهم آنذاك 21 نائب خرجوا من الجلسة ولم يصوتوا على رفض الاتفاقية.

وشكك الرنتيسي في أن صمود موقعي المذكرة حتى النهاية.

وقال الاستاذ الأكاديمي صائب القلعي، إن "نواب الإخوان عودونا على العزف على المطالب الشعبية، دون أن نرى نتيجة، ولذلك فإن مذكراتهم دائماً تذهب أدراج الرياح".

وأشار إلى أنه "يتمنى أن يرى ولو مرة واحدة مذكرة للإخوان تحقق نتيجة"، مرجعاً ذلك إلى أن "هذه المذكرات تلعب على عواطف الشعب الفقير، فيما هي أبعد ما تكون عن التحقيق، و أقرب إلى الخيال".