الأربعاء 20 نوفمبر 2019 / 09:47

الهلال الشيعي يئن تحت وطأة العقوبات الأمريكية

حذرت طهران من رد قوي على احتجاجات شعبية تخرج في الجمهورية الاسلامية التي تواجه ضغوطاً متزايدة في الداخل كما في منطقة نفوذها في الشرق الأوسط.

تخشى إيران أن يكون أعداؤها الغربيون يرعون الاضطرابات في الدول الثلاث، أو على الأقل تستعد للاستفادة منها. لذا، فإن أوامرها للقمع تعتبر جزئياص رسالة إلى أنها لن تذعن

ووجهت طهران رسالة مشددة مماثلة إلى فصائل موالية لها في العراق الذي يشهد اضطرابات أيضاً.

وانتقل قائد فيليق القدس الجنرال قاسم سليماني إلى بغداد الشهر الماضي لإبلاغ الميليشيات الشيعية وجوب اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد المحتجين الذين يحاولون اسقاط الحكومة. ومذذاك، قتل أكثر من 300 متظاهر.

وفي لبنان، خط النهاية لما يعرف بـ"الهلال الشيعي" للشرق الأوسط الذي تتمتع فيه إيران بدرجات متفاوتة من النفوذ، نجحت احتجاجات مستمرة منذ شهر في تعطيل الحكومة، وسط محاولات لتجنب أزمة مالية.

تايتانيك
ويوم الإثنين، شبه رئيس البرلمان نبيه بري، حليف إيران والذي جعله صيته بالفساد هدفاً للاحتجاجات، لبنان بسفينة التايتانيك.
وقال: "إنه كسفينة تغرق شيئاً فشيئاً...إذا لم نتخذ الخطوات الضرورية، سيغرق بكامله".

وخلافاً للعراق، لم تستهدف هتافات المحتجين في لبنان إيران مباشرة، وفضل هؤلاء المتحدرون من كل الطوائف مهاجمة زعمائهم.

اقتصادات متدهورة
وخرجت التظاهرات في الدول الثلاث احتجاجاً على اقتصادات متدهورة مع ارتفاع للأسعار وتراجع فرص العمل.
وتراجع أداء الاقتصاد الإيراني بسبب إعادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على الجهورية الإسلامية، ويعاني العراق تراجع أسعار النفط وقت يحاول إعادة البناء بعد الحرب على داعش، وراكم لبنان ديوناً كبيرة بالإنفاق أكثر من قدراته طوال سنوات.

وتعاني الدول الثلاث من فساد مستشر وعدم مساواة تحميه الميليشيات المدعومة من طهران، وهي وحدات الباسيج في إيران وحزب الله في العراق وميليشيات الحشد الشعبي في العراق.

وزادت الأزمة الاقتصادية سوءاً العداوى الأمريكية حيال طهران التي لم تعد قادرة على مد حلفائها بالمساعدات.
وخفض حزب الله دفعات الرعاية الصحية لمحاربين قدامى والطبقة الوسطى الشيعية في جنوب لبنان.

ورلفت كامل وزنة، وهو اقتصادي مقره بيروت أن العقوبات الأمريكية على المصارف اللبنانية التي تتعامل مع مؤسسات مرتبطة بالحزب، زعززعت الثقة بالنظام المصرفي.

وقال: "كان هذا الإجراء يستهدف حزب الله، ولكنه أثر على الجميع في لبنان".

سلمية
واتسمت التظاهرات في لبنان بالسلمية عموماً، مع أن شباناً يعتقد أن حزب الله وحركة أمل أرسلاهم، هاجموا المحتجين واشتبكت القوى الأمنية مع آلأاف من المتظاهرين الذين حاولوا منع النواب من الوصول إلى جلسة للبرلمان.

وتخشى إيران أن يكون أعداؤها الغربيون يرعون الاضطرابات في الدول الثلاث، أو على الأقل تستعد للاستفادة منها. لذا، فإن أوامرها للقمع تعتبر جزئياً رسالة إلى أنها لن تذعن.

تجنيد عملاء
وأوضحت تقارير مسربة أن إيران ربحت "كنزاً من المعلومات الاستخباراتية" بعد سحب الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما القوات الأمريكية من العراق عام 20011، وجندت عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" ورشتهم لكشف ما يعرفونه من أسرار.

وأظهرت البرقيات الاستخباراتية الإيرانية المسربة أن "عملاء" للسي آي إي كانوا خائفين على مصيرهم بعد مغادرة الولايات المتحدة، عرضوا خدماتهم للإيرانيين، بحسب التسريبات التي نشرتها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"إنترسبت".

وأبلغ أحدهم (تسميه السي آي إي) دوني براسكو مشغليه الجدد، بأسماء عملاء آخرين وتفاصيل عن طريقه تدريبه والأمكنة التي كان يلتقي فيها مشغلوه.

كذلك، كشفت البرقيات مدى تلاعب السياسيين العراقيين بالجانبين الأمريكي والإيراني اللذين كانا يتنافسان على النفوذذ في البلاد.