الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس آبل تيم كوك (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس آبل تيم كوك (أرشيف)
الأربعاء 20 نوفمبر 2019 / 20:09

ترامب يُهادن عمالقة التكنولوجيا بزيارة شركة آبل

يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء مصنع شركة "آبل" في أوستن بتكساس، مع المدير التنفيذي للشركة تيم كوك الذي نجح في استمالة رئيس شعبوي، مؤيد للحمائية ويخوض حرباً ضد العولمة.

وكانت انطلاقة العلاقة بين ترامب وكوك، سيئة، غير أن هذه الزيارة تبدو ضرورية لترامب في سياق حملته للرئاسة.

وتتيح هذه الزيارة للرئيس المرشح لانتخابات 2020 الرئاسية كيل المديح للاقتصاد الأمريكي والمنتجات المصنعة على الأراضي الأمريكية.



أما تيم كوك، فإن الزيارة تشكل مناسبة لتقوية علاقته مع رئيس أطلق حرباً تجارية ضد الصين تسببت في إعادة فرض رسومات جمركية عقابية على الطرفين.

وأعلنت آبل في سبتمبر(أيلول) الماضي، أنها ستواصل تصنيع الجيل الجديد من حاسوبها الفاخر"ماك برو" في تكساس، بعدما نجحت في الحصول من الحكومة الأمريكية على إعفاءات جمركية لمكونات  تدخل في صناعة الحاسوب، وقد طرحت قبلها، حسب الصحافة الأمريكية، نقل إنتاج الحاسوب إلى الصين.

ويلاحظ بوب أودونيل من مركز "تيك أناليسيس ريسيرتش" للاستشارات الخاصة بالأسواق "مفارقة لا يصنعون كميات كبيرة من ماك برو".

ويباع هذا الحاسوب ابتداءً من 6 آلاف دولار، وتساوي مبيعاته أقل من 1% من عائدات آبل، التي تصنع معظم منتجاتها الأخرى مثل هواتف آيفون الذكية، والأجهزة اللوحية في الصين، وفي دول أخرى من جنوب شرق آسيا.

ويضيف أودونيل "لا يوجد في مصنع تكساس عشرات الآلاف من الموظفين، واحتفاظ آبل به مسألة رمزية بالدرجة الأولى".



لكن الحفاظ على هذا المصنع جنب الشركة العملاقة في قطاع التكنولوجيا خسائر كبيرة في أرباحها.

وفي مايو (أيار) الماضي، قال مكتب التحليلات "لوب فانتوريس" إن الشركة كانت ستخسر في أسوأ الحالات ما يساوي 25% من أرباحها الأمريكية، وخلال أشهر، كانت آبل سترغم على رفع أسعار منتجاتها، المرتفعة أصلاً.

يؤكد بوب أودونيل، أن "تيم كوك رجل براغماتي، يؤدي عمله باعتباره رجل أعمال، وبفضل لقاءاته مع ترامب نجح في الحصول على إعفاءات لشركته".

وتمكن كوك من الحصول على دعم رئيس قال في أواخر يوليو(تموز) الماضي، إن آبل لن تحصل على معاملة مختلفة في الحرب التجارية مع بكين.

ولم يتوان ترامب إطلاقاً عن الانتقاد والتهديد، ففي 2013 اشتكى مثلاً عبر تويتر من أن شاشة "آيفون" ليست كبيرة بما يكفي.
وكتب بالأحرف الكبيرة "سامسونغ تسرق منكم أعمالكم، ستيف جوبس يتقلب في قبره"، وذلك قبل عامين من تولي تيم كوك الرئاسة التنفيذية للمجموعة.

وبرز توتر أثناء حملة ترامب الانتخابية في 2016 بين الشركة والملياردير الجمهوري. وانتقد ترامب  "آبل" بسبب تمركز معظم عملياتها الإنتاجية في الخارج.

ومن جهتها، رفضت آبل توفير تمويل أو دعم لوجستي للحزب الجمهوري، مثيرةً تعليقات ترامب عن المهاجرين والأقليات والنساء.



وبعد الانتخابات الرئاسية، التزم كوك الذي أعلن دعمه للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، الهدوء، وكتب لموظفيه "الطريقة الوحيدة للتقدم، هي أن نتقدم معاً".

ويلحظ روجر كاي المحلل في مركز "أندبوينت تكنولوجيز أسوسييت" أن كوك "دبلوماسي، لا يقول أنا أحب ترامب، أو أنا أكره ترامب. لا يدلي بتعليقات مهينة في العلن، وهذا كافٍ ليسجل في صالحه".

ويبدو أن ترامب يكن تقديراً لعلاقته مع كوك على عكس ما يظهره لزملائه الآخرين.

واتهم ترامب شركة غوغل، ومواقع التواصل الاجتماعي بـ"الانحياز"، كما ينتقد بشدة رئيس أمازون جيف بيزوس، متهماً إياه بالاستثمار في صحيفة واشنطن بوست، لأهداف سياسية.

وأعلن ترامب في أغسطس(آب) الماضي،أن "الشركات الأخرى توظف مستشارين برواتب مرتفعة جداً. لكن تيم كوك كلما واجه مشكلة، يتصل بي أنا".



وبدا أن ترامب اقتنع بالحجة القائلة إن معاقبة آبل تفيد منافسيها الخارجيين مثل سامسونغ، وهواوي.

وفي سبتمبر(أيلول) الماضي، أعرب المدير التنفيذي لآبل عن "فخره" بمواصلة تصنيع ماك برو في الولايات المتحدة، شاكراً "الإدارة على دعمها".

ويرى بوب أودونيل أن "هذا الموقف دون شك مربك لبعض محبي آبل الذين لا يؤيدون الرئيس".

لكن الخبير يعترف بأن تأثير ذلك الموقف على صورة الشركة، يبقى طفيفاً ولا يذكر، بالمقارنة مع النتائج التي كانت ستنجر عن رفع الشركة لأسعار منتجاتها للتقليل من أضرار الرسوم الجمركية.