الخميس 21 نوفمبر 2019 / 14:54

قرار ترامب حول المستوطنات.. لإرضاء الناخبين الإنجيليين؟

24- زياد الأشقر

صرح وزير الخارجية مايك بومبيو الإثنين بأن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية (ومن المفترض أيضاً في القدس الشرقية ومرتفعات الجولان) مسألة تتعارض مع القانون الدولي، مشيراً بالتحديد إلى أن إدارة ترامب تعكس قراراً كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد اتخذته حول هذه المسألة ربطاً بقرار الرئيس الراحل رونالد ريغان عام 1981 الذي يعتبر المستوطنات "غير شرعية".

القول إن الخطوة الأمريكية لن يكون لها تأثيرات على الوضع النهائي للضفة الغربية، فإن تأثيرات كهذه ستكون موجودة. كما أن من شأن التغيير الحاصل في السياسة الأمريكية أن يزيد في عزلة الفلسطينيين، الذين ستحتاج إسرائيل إلى موافقتهم على أي حل محتمل للنزاع

وأوضح الزميل الباحث في معهد كارنيغي لدراسات السلام آرون ديفيد ميلر أن الأسباب حول توقيت الإعلان عن هذا القرار تبقى غير واضحة. والسياسات المحلية تأتي دائماً على رأس أولويات أجندة ترامب. وتشريع الاستيطان سيكون له وقعه الحسن في الدوائر الانتخابية الموالية لإسرائيل، ولا سيما الإنجيليين.

ويدفع مسؤولون بارزون في إدارة ترامب، وخصوصاً السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، المؤيد للدولة العبرية ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، منذ وقت طويل، من أجل إحداث تغيير في السياسة الأمريكية على هذا الصعيد، منذ بدء الولاية الرئاسية لترامب. وليس ثمة شك، في أن نتانياهو المحاصر بمشاكله الداخلية ويكافح من أجل بقائه على قيد الحياة سياسياً، سينظر بعين الرضا إلى الخطوة الأمريكية ويعتبرها بمثابة حبل نجاة له. لكن من غير الواضح كيف سيستفيد من المسألة في وقت من المحتمل أن يواجه اتهامات رسمية بتلقي الرشى والاحتيال.

خطوة رمزية؟
ولفت الكاتب إلى أن البعض قد لا يعير اهتماماً للخطوة الأمريكية ويعتبرها رمزية أكثر مما هي ذات تأثيرات عملية. وفضلاً عن ذلك، كانت إدارة ترامب تتعامل بإذعان حيال النشاط الاستيطاني الإسرائيلي إن لم تكن من المشجعين عليه. ومنذ بدء المفاوضات العربية-الإسرائيلية في التسعينيات، وباستثناء حالات نادرة، فإن الإدارات الأمريكية المتتالية قد تجنبت الإشارة إلى الوضع القانوني للمستوطنات واكتفت بإبداء مواقف رافضة لها.

ومع ذلك، يجب النظر إلى القرار في سياق تصميم ترامب على إعادة صياغة السياسة الأمريكية حيال النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. وأولاً، عمد ترامب إلى الحط من قدر أهمية الدولة الفلسطينية وقضية اللاجئين. ثم ذهب إلى الإعلان عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل-من دون إقامة أي اعتبار لعلاقة الفلسطينيين بالمدينة. والآن، ها هو يمنح ضوءاً أخضر للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي- وتالياً قوض فرص التوصل إلى تسوية سياسية.

يزيد عزلة الفلسطينيين
وعلى رغم جهود بومبيو للقول إن الخطوة الأمريكية لن يكون لها تأثيرات على الوضع النهائي للضفة الغربية، فإن تأثيرات كهذه ستكون موجودة. كما أن من شأن التغيير الحاصل في السياسة الأمريكية أن يزيد في عزلة الفلسطينيين، الذين ستحتاج إسرائيل إلى موافقتهم على أي حل محتمل للنزاع. وفضلاً عن ذلك، فإن التحرك الأمريكي قد يشعل العنف. وفي الواقع، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيراً من سفر الأمريكيين إلى الضفة الغربية عقب إعلان بومبيو.