صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 21 نوفمبر 2019 / 10:50

صحف عربية: تصاعد حدة الأزمة العراقية وسط رهان جدي على التغيير

24. إعداد: معتز أحمد إبراهيم

كشفت تقارير عربية تأزم الوضع في العراق مع استمرار المظاهرات، لافتةً إلى أن الانتفاضة المتواصلة هناك تعد الأكبر والأكثر حراكاً منذ عقود، الأمر الذي يزيد من حساسية الموقف على مختلف الجبهات سواء السياسية أو الاستراتيجية في البلاد.

وسلطت صحف عربية صادرة، اليوم الخميس، الضوء، على انتصار ثورة العراق، مشيرةً إلى أن المنطقة تدخل الآن في عهد جديد لا يقبل بالتدخلات الخارجية ويتصدى بصورة خاصة للمحاولات الإيرانية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط.

عقوبات أمريكية

كشفت مصادر مطلعة في بغداد، تزامناً مع الحراك الدائر في الشارع العراقي، أن الولايات المتحدة تعتزم اتخاذ إجراءات عقابية بحق شخصيات عراقية على خلفية تورطها في استخدام القوة المميتة لإخماد احتجاجات شعبية واسعة انطلقت مطلع أكتوبر الماضي، وتستمر لليوم الخمسين على التوالي.

وأبلغت المصادر صحيفة "العرب "، بأن واشنطن تدرس أيضاً معاقبة شخصيات عراقية من الخط السياسي الأول، بتهم الفساد وانتهاك حقوق الإنسان، ووفقاً للمصادر، فإن هناك قائمتين ربما تصدرهما وزارة الخزانة الأمريكية قريباً، تتضمنان أسماء خمس شخصيات عراقية، سيجري شمولها بعقوبات مالية وفقاً لقوانين نافذة في الولايات المتحدة.

وتشير المصادر إلى أن العقوبات الأمريكية المنتظرة، ستطول 3 شخصيات عراقية بارزة، على ارتباط وثيق بالحرس الثوري الإيراني وميليشيات الحشد الشعبي.

وثائق ايران

ومن جانبه، أشار المحلل السياسي العراقي رافد الجبوري في مقال له بصحيفة "الزمان" العراقية إلى دقة الوضع السياسي بالعراق الآن، خاصة عقب الكشف عن تفاصيل الوثائق التي انفردت بعض الصحف والمؤسسات الإعلامية الأمريكية بنشرها، وهي الوثائق التي تشير إلى تعاون بعض من الساسة العراقيين مع الاستخبارات الإيرانية.

وقال الجبوري إن "وثائق‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإيرانية‭ ‬تنقل‭ ‬معلومات‭ ‬مهمة‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والمواجهة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬وعن‭ ‬علاقات‭ ‬كبار‭ ‬السياسيين‭ ‬العراقيين‭ ‬وصغارهم‭ ‬مع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإيرانية"، مشيراً إلى أن ‬الوثائق‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬لم‭ ‬تكشف‭ ‬جديداً‭ ‬للعراقيين‭ ‬العارفين‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬القصص، إلا أن ‬من‭ ‬المهم‭ ‬كشف الوثائق عن وجود ‬اتصالات‭ ‬دقيقة ‬بين‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومسؤولين‭ ‬عراقيين‭ ‬رفيعي‭ ‬المستوي، بالإضافة إلى الكشف عن نشاطات أخرى‭ ‬للنشاط‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬والنشاط‭ ‬المضاد‭.‬

وأنتهي الجبوري في مقاله بالقول إن "‬الوثائق‭ ‬تمثل فصلاً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العراق‭ ‬وعلاقته مع إيران وأمريكا"، مضيفاً أن أجهزة الاستخبارات ‬تعمل‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول لما كشفت عنه الوثائق". غير أنه أشار إلى أن إيران تعاني من الضغط الاقتصادي الذي سببته العقوبات الاقتصادية الأمريكية وقد تكون أدت إلى تسريب تلك الوثائق.

عراق ما بعد الاحتجاجات
ومن الحديث عن الوثائق الأمنية إلى "الصباح" العراقية، وفي مقال للكاتب عبد الحليم الرهيمي الذي حاول قراءة المستقبل، لفت إلى أن العراق ما بعد الاحتجاجات سيكون مختلفاً تماماً عن العراق ما قبل هذه الاحتجاجات.

وقال الرهيمي إنه "مع تصاعد حركة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة من جهة، ومحاولات الطبقة السياسية والحكومة طرح الحلول لتسوية الأزمة من جهة ثانية، تتفاقم حدة ومأزق الوضع السياسي – الأمني الراهن بما يؤدي إلى تعقيد أكبر مما كان يتوقعه كثيرون".

وأشار الكاتب إلى وصول غالبية القوى السياسية والدينية العراقية إلى قناعة بأن يوم الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي هو حد فاصل بين عراق جديد تتحقق فيه أهداف المحتجين وتسترد حقوقهم المسلوبة بعد سنوات من الأزمات.

وذكر الكاتب أيضاً أن هناك اقتناعاً من النخبة العراقية بأن مظاهرات الغضب الحالية ستتمكن من تحقيق أهدافها بتكوين ما أسماه بعراق ما بعد الاحتجاجات الذي هو غير ما قبلها، منهياً مقاله بالتأكيد على أن غالبية النخبة العراقية تأمل في أن يتحقق ذلك دون إراقة المزيد من الدماء والتضحيات.

جيل جديد
الحديث عن الجيل الثائر في العراق أو لبنان، كان بدوره محوراً للكاتب حسين الرواشدة في صحيفة "الدستور" الاردنية، وتحت عنوان "جيل جديد، لا نعرفه"، قال الرواشدة إن "الخلاصة أنّنا أمام جيل جديد من الشباب"، مشيراً إلى أن وعيه الجيلي آخذ في التنامي والتطوّر.

وطرح الكاتب تساؤلات عن الموقع الذي خرج منه هؤلاء الشباب، وهل خرجوا من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أفرزت جبلاً وجدوا أنفسهم ضحايا لمجتمعاتهم، أم من ثورة الاتصالات والانترنت التي تتحول الآن إلى "قنابل" متفجرة لتسويق الغضب وتنظيمه؟

وحاول الرواشدة الوصول إلى السبب الموضوعي لخروج هؤلاء الشباب إلى الساحات ، قائلاً إن "المجتمعات العربية وعلى امتداد أكثر من نصف قرن وهي تتعامل باستعلاء مع قضايا المجتمع، وباستهتار مع الشباب العربي.

وأشار الكاتب أيضاً عما أن كان بوسع عالمنا العربي اليوم ان يصحو على عصر جديد انتهت فيه كل هذه الاعتبارات والادوات، وسقط فيه المنطق القديم؟، وأوضح أن الحكومات العربية ولو فعلت ذلك لتغيرت كثير من المطالبات والهتافات، وتحول عنوان "التغيير" إلى دفة "السلم" ومن زاوية "الكراهية" الى زاوية البحث عن سلوك أفضل.