نتانياهو من أطول ولاية في رئاسة الحكومة إلى متهم مهدد بالسجن

وقرر المدعي العام الإسرائيلي افيخاي ماندلبليت، الخميس، اتهام رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في ثلاث قضايا تتعلق بالرشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة.

وجاء في بيان لوزارة العدل تلقت نسخة منه فرانس برس، أن "المدعي العام قرر تقديم لائحة اتهام ضد نتانياهو في ثلاث قضايا عن جرائم الرشوة، والاحتيال، وخيانة الأمانة، وذلك أثناء توليه منصب رئيس الوزراء".

ووجهت له تهمة الارتشاء وخيانة الأمانة والخداع في الملف "4000" المعروف بقضية شركة الاتصالات بيزك.

ووجهت له تهمة الخداع وخيانة الأمانة في الملف "1000" المعروف بتقديم هدايا من أنواع فاخرة من السيجار، والشمبانيا، والمجوهرات.

وقرر المدعي العام أيضاً اتهامه بالخداع وخيانة الأمانة في الملف "2000" المعروف بقضية "يديعوت احرونوت" أكثر الصحف انتشاراً، لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع الناشر مالك الصحيفة للحصول على تغطية إيجابية، وذلك خلال فترة ولايته رئيساً للوزراء ووزير الاتصالات.

تمكن نتانياهو من فرض نفسه على قلب النظام السياسي في إسرائيل كما لو كان دائماً جزءاً منه، وبات من أبرز وجوه الحياة السياسية ببنيته القوية، وشعره الفضي وصوته الأجش، علماً أنه الوحيد بين جميع رؤساء الوزراء في تاريخ إسرائيل، الذي ولد بعد قيام الدولة العبرية في مايو(أيار) 1948.

ولد نتانياهو في 21 أكتوبر(تشرين الأول) 1949 في تل أبيب، ونشأ في بيئة مطبوعة بفكر زئيف جابوتنسكي زعيم "حزب الصهيونية التصحيحية"، أحد أبرز أحزاب اليمين الصهيوني المتطرف في القرن الماضي المطالب بإنشاء دولة يهودية تمتد ما بين النهرين. وكان بن تسيون، والد بنيامين نتانياهو المساعد الشخصي لجابوتنسكي.

أمضى فترة من حياته في الولايات المتحدة، وتخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونال شهادة بكالوريوس في الهندسة المعمارية، وماجستير في إدارة الأعمال.

خدم في وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي، وأصيب في 1972 عند عملية السيطرة على طائرة "سابينا" البلجيكية التي خطفها أعضاء تنظيم فلسطيني. وبعد 4 أعوام قتل شقيقه يوناتان في تحرير الرهائن الإسرائيليين من ركاب طائرة خطفها فلسطينيون، إلى مطار عنتيبي بأوغندا.

خاض حملته الانتخابية بمزيج من الشعبوية المثيرة للانقسمام، ومحاولات تصوير نفسه رجل دولة عالمي، مشدداً على علاقاته مع القادة الأجانب خاصةً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

هيمن حزب العمل بمسمياته المختلفة على السياسة الإسرائيلية نحو ثلاثة عقود، إلى أن تمكن الليكود بقيادة مناحيم بيغن من تولي الحكم في 1977 ما ساعد على انطلاق مسيرة نتانياهو السياسية.

بدأ نتانياهو بالعمل في سفارة إسرائيل بواشنطن، ثم مندوباً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.

وفي 1996 أصبح أصغر رئيس وزراء في الـ46 من العمر، قبل أن يهزم في انتخابات 1999.

عاد نتانياهو إلى السلطة في 2009 ولا يزال رئيساً للحكومة.

وعلى صعيد النزاع مع الفلسطينيين، فإن عملية السلام متعثرة منذ سنوات وسط تجاهل نتانياهو المطلب الفلسطيني بوقف الاستيطان.

وإذا أعيد انتخابه، تعهد نتانياهو بضم غور الأردن وفرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، في موقف اعتبره الفلسطينيون "مدمراً لكل فرص السلام".

ورغم نمو الاقتصاد في عهده، وتشديده على الأمن، يقول كثيرون إن سياسات نتانياهو تعمق الانقسامات ويتهمونه باتباع أساليب التخويف، وتأليب الإسرائيليين ضد بعضهم البعض، بانتقاد من يخالفونه الرأي.