صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 22 نوفمبر 2019 / 10:13

صحف عربية: حزب الله الأزمة المزمنة للبنان

24 - معتز أحمد إبراهيم

رصدت تقارير صحافية الأخطاء المتكررة التي يرتكبها حزب الله، مشيرة إلى تواصل أخطاء الحزب بصورة تثير المشاكل والأزمات الداخلية والخارجية على لبنان.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، تنبه عدد من الساسة لدقة هذه القضية بداية من الرئيس سعد الحريري أو غيره، وأشارت إلى أن الحريري يرفض إشراك حزب الله في حكومة جديدة لإدراكه حجم العقوبات الأمريكية على لبنان إن تم اتخاذ هذه الخطوة.

أخطاء حزب الله
أشار الكاتب والإعلامي اللبناني شارل جبور، في مقال له بصحيفة الجمهورية اللبنانية إلى ما أسماه بأخطاء حزب الله الرئيسية الثلاث، موضحاً أن الأزمة المالية والسياسية اللبنانية أثبتت أنّ حزب الله لا يملك عقلاً استراتيجيّاً، خلافاً للانطباع الذي يحاول أن يضفيه على نفسه.

ولفت إلى أن الخطأ الأول الذي وقع فيه الحزب هو إهماله الواقع المعيشي والمطلبي، حيث لم يقدم على أيّ شيء لإعطاء الأولوية للوضع المالي والاقتصادي، أما الخطأ الثاني فتمثل في إهماله للانعكاسات السلبية المترتبة على أداء الوزير جبران باسيل الذي سرّع سلوكه في وتيرة الانهيار، إذ بدلاً من أن تكون الأولوية لمقاربة الوضع الاقتصادي، تحولّت الأولوية للصراعات السياسية.

وعن الخطأ الثالث، قال الكاتب إن "الحزب تعامل مع الأحداث، وكأنّه الممسك بزمام الأمور من الأكثرية النيابية إلى الأكثرية الوزارية"، مبيناً في ذات الوقت أن الحزب لم يأخذ في الاعتبار أن الفقر يمكن أن يؤدّي إلى ثورة، وأنّ معادلة الناس زائد الوضع الاقتصادي يؤدّيان إلى تعطيل قدراته السياسية والعسكرية ويضعانه في موقع المتلقي لا المبادر.

حكومة تكنوقراط
وبدورها، رصدت صحيفة العرب اللندنية توقف أوساط سياسية لبنانية عند أهمّية نص البرقية القصيرة التي أرسلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، لتهنئته بالذكرى الـ 76 للاستقلال.

وقال سياسي لبناني في تصريح للصحيفة إن "الكلام القليل في برقية ترامب إلى عون يقول الكثير في وقت يمرّ البلد في أزمة سياسية واقتصادية لا سابق لها في تاريخه".

ولفت السياسي الذي لم تذكر الصحيفة اسمه مكتفية بالقول إنه تقلد مناصب حكومية عليا إبان عقدي السبعينيات والثمانينيات في البلاد، إلى تأكيد الرئيس الأمريكي للرئيس اللبناني استعداد أمريكا للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تستجيب لحاجات اللبنانيين، مع ما يعنيه ذلك من انحياز واشنطن لمطالب المتظاهرين في لبنان والتي تتلخص بتشكيل حكومة جديدة تضم وزراء اختصاصيين، أي من دون حزب الله.

واعتبرت هذه الأوساط أن برقية التهنئة لم تكن مجرد إجراء بروتوكولي معتاد من نوع تبادل البرقيات بين رؤساء الدول، ذلك أن الإدارة الأمريكية ركّزت على أعلى المستويات على ضرورة تشكيل حكومة لبنانية يستبعد منها حزب الله الذي تصنّفه بأنه منظمة إرهابية من دون تفريق بين الجناح السياسي للحزب وجناحه العسكري.

رجال وقرارات
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني خليل خوري في مقال له بصحيفة الشرق اللبنانية إن "لبنان يعاني الاآن من أزمات سياسية عدة"، ملخصاً الحل في ضرورة البحث عن "رجال" لإخراج البلاد من هذه الأزمة، موضحاً أن لبنان يعيش أزمات سياسية متككرة تحتاج إلى قيادة لحل ولاتخاذ قرارات حاسمة.

وأشار إلى أن لبنان كان لبنان منتجع العرب، ومستشفاهم، ومدرستهم، وجامعتهم، ومكتبتهم وكتابهم، وصحيفتهم، وفندقهم ومصرفهم، ووجههم المشرق في المحافل الدولية بفضل الاستثمار في الإنسان اللبناني المطبوع على الانفتاح وعلى التحصيل العلمي وعلى التكنيز الثقافي.

وأضاف أن "هذه التجربة أثارت حفيظة وحسد أقربين وأبعدين، وأثارت عدد من الدول التي وجدت في لبنان نقيضاً لها كونه العيش المشترك، ومنافساً لها خاصة مع تحول لبنان إلى سوق مالية ومصرفية متقدمة".

واختتم مقاله بالقول إن "القرارات الحاسمة لا تأتي من فراغ فلا بدّ من رجال يتخذونها"، موضحاً أن لبنان هذا الوطن الصغير الذي وصفه بالمعذّب، كم يحتاج اليوم إلى رجال وقرارات.