عراقية توجه عبوة قنبلة غاز مسيلة للدموع إلى دماغها في اشارة الى أساليب القمع المستخدمة ضد المنتفضين
عراقية توجه عبوة قنبلة غاز مسيلة للدموع إلى دماغها في اشارة الى أساليب القمع المستخدمة ضد المنتفضين
الخميس 5 ديسمبر 2019 / 12:19

قنابل غاز إيرانية توجَّه إلى أدمغة المحتجين في العراق

24- زياد الأشقر

عن أساليب القمع التي تعتمدها السلطات العراقية في مواجهة المتظاهرين المطالبين بإسقاط النخبة السياسية الحاكمة ومحارية الفساد واقتلاع النفوذ الإيراني، كتب الصحافي ريتشارد سبنسر في صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، أن ثمة طريقة جديدة للموت في العراق فضلاً عن تلك التي سبق أن عانت منها البلاد، إذ قتل العشرات من الشباب في الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع التي كانت تطلق على رؤوسهم.

استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع كسلاح قاتل هو تطور جديد

وأضاف أن كريم الهلثي الخميسيني ذي اللحية البيضاء، فقد اثنين من أولاده الخمسة بطرق أكثر تقليدية. وقتل مصطفى بعد إصابته بالرصاص في رأسه عام 2006 على أيدي مسلحين خلال هجوم طائفي عندما كان في رحلة حج إلى كربلاء، وفرحان في انفجار سيارة مفخخة بعد عشرة أعوام. والآن يقف الهلثي عند ضريح ابنه أحمد الذي صادف عيد ميلاده السادس والعشرين الأحد الماضي. وأضيئت شموع لإحياء المناسبة، وكان الهلثي يتلقى التعازي من سيل من طابور من المحتجين. وقد علقت في أرجاء الضريح صور لأحمد، فيما أمسك أبوه بصورته جثة هامدة وسط بركة من دماء حول رأسه. فقد أصيب بقنبلة غاز من الخلف على مسافة مئات الأمتار من المكان الذي يجلس فيه الهلثي، على جسر الجمهورية في 25 أكتوبر (تشرين الأول).

اصابات قاتلو في الرأس

وأضاف الكاتب أن العدد الدقيق للمتظاهرين الذين قتلوا بهذه الطريقة ليس معروفاً من بين أكثر من 400 محتج لقوا مصرعهم على أيدي قوات الأمن والميليشيات التي تدعمها منذ شهرين من التظاهرات ضد الفساد الحكومي. ومع ذلك، من المعتقد أن العشرات قد أصيبوا إصابات قاتلة في الرأس بقنابل الغاز المسيل للدموع .

وأوضح أن أقارب سرمد عبد الوهاب عبد الرزاق (23 عاماً) أفادوا أنه كان يجثم أرضاً لتجنب وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الذي تطلقه قوى الأمن في 27 أكتوبر فأصابته قنبلة غاز برأسه. وأظهرت صورة شعاعية له في المستشفى ثقباً مستديراً في جمجمته. وبقي على قيد الحياة لبضعة أيام بعد أن نجح الأطباء في استخراج أجزاء من العظم المكسور من دماغه، لكن بعض العظم اخترق الأوعية الدموية داخل الرأس مما ادى إلى وفاته في 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق ما قال شقيقه أحمد.

زيادة أعداد المتظاهرين
ولفت إلى أن تأرجح السلطات بين السماح للمحتجين بالمضي قدماً أحياناً والقمع أحياناً أخرى، قد زاد أعداد المتظاهرين الذين يُواجهون بعقاب جماعي متقطع. وفي مدينة الناصرية قتل الخميس الماضي العشرات في غضون دقائق نتيجة الذخيرة الحية.

صنع إيراني وصربي
واعتبر أن استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع كسلاح قاتل هو تطور جديد. وقالت منظمة العفو الدولية، إنه عوض استخدام القنابل الخفيفة المعتادة التي تلقى يدوياً في معظم الأحيان، فإن قوات الأمن مجهزة بقنابل غاز ثقيلة من صنع إيراني وصربي. وأضافت أن وزن القنبلة هذه يفوق عشرة أضعاف القنبلة العادية.

وأفاد أن بعض أنواع القنابل التي تستخدمها قوات الأمن العراقية تستقر بكاملها داخل الجمجمة. وبحسب منظمة العفو فإنه "بخلاف معظم قنابل الغاز المسيل للدموع التي تستخدمها قوات الأمن في أنحاء العالم، فإن هذين النوعين من القنابل التي تستخدمها قوات الأمن العراقية مصممان من أجل أغراض قتالية...ونظراً إلى حجمهما وتكوينهما فإنهما يشكلان خطراً أكبر على المتظاهرين".