الأحد 8 ديسمبر 2019 / 13:08

واشنطن بوست: النظام الإيراني بخطر...احتمالان للردّ

اعتبرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن موجة الاحتجاجات الهائلة التي شهدتها إيران مؤخراً هي بمثابة دليل على نجاح استراتيجية "الضغط الأقصى" التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد طهران.

الاحتمال الأكبر، برأي "واشنطن بوست"، يتمثل في أن طهران سوف تسعى إلى استعادة نفوذها بمزيد من العدوان الخارجي

وترى صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها أن هذا صحيح من ناحية؛ حيث ساعدت العقوبات المفروضة ضد صادرات النفط الإيرانية على إجبار نظام الملالي على رفع أسعار البنزين بنسبة 50% أو أكثر في الخامس عشر من  نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، الأمر الذي أثار احتجاجات شارك فيها قرابة 200 ألف شخص في 29 محافظة من إجمالي 31 محافظة إيرانية، إضافة إلى الهجوم على 50 قاعدة عسكرية.

قمع وحشي
وبحسب الافتتاحية، تُعد هذه الاحتجاجات أكبر تمرد شعبي تشهده إيران منذ إطاحة الشاة قبل أربعين عاماً. ولكن نظام الملالي تعامل مع الاحتجاجات بقمع وحشي لا هوادة فيه؛ إذ قامت قوات الحرس الثوري الإيراني بإطلاق النار على المتظاهرين، واستخدمت نيران الرشاشات في حالة واحدة على الأقل.

وتُشير منظمة العفو الدولية إلى أن ما لا يقل عن 208 أشخاص قُتلوا في أقل من أسبوع، وربما يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، وتدعى إدارة ترامب أن عدد القتلى الحقيقي يمكن أن يتجاوز أكثر من 1000 شخص.

وتلفت الصحيفة الأمريكي إلى أن السبب وراء هذه المذبحة يتمثل في اقتناع نظام الملالي بضرورة إثبات عدم تعرضه للانهيار. ويورد تقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية هذا الأسبوع أن المسؤولين الإيرانيين يدركون أن مدى سرعتهم في تهدئة الشوارع وإخماد الاحتجاجات، بغض النظر عن الكلفة، من شأنها أن تثبت لواشنطن أن جميع الأمور تحت سيطرتهم الكاملة.
 
 "الضغط الأقصى" ليس كافياً

وتقول الافتتاحية: "لايزال علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كانت الاضطرابات قد تم إخمادها فعلاً، وبخاصة في ظل التقارير التي تشير إلى اندلاع احتجاجات جديدة في الأيام الأخيرة، وإذا كان هذا الأمر صحيحاً، يجب أن نلاحظ إلى متى ستستمر".

ولكن الصحيفة ترى أن استراتيجية الضغط الأقصى ليست كافية إذا كانت أهداف الرئيس ترامب، كما يقول، تتمثل في إجبار إيران على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي الذي انسحب منه وكذلك منع المزيد من العدوان الإيراني ضد الدول المجاورة.

وتقول مجموعة الأزمات الدولية إن الاحتجاجات قد زعزعت استقراره التظام لدرجة أنه سوف يبحث على الأرجح عن طريقة للتسوية مع الولايات المتحدة.

وتورد الافتتاحية أنه إذا كان الأمر كذلك، فإن ثمة طريقاً مفتوحاً؛ حيث بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت مبكر من العام الجاري، على وشك إقناع الرئيس ترامب، إن لم يكن المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي، بدراسة اتفاق تجدد بموجبه إيران الالتزام بشروط الاتفاق النووي مع الموافقة على إعادة التفاوض بشأن بعض شروط الاتفاق في مقابل تخفيف العقوبات.

لكن الاحتمال الأكبر، برأي "واشنطن بوست"، يتمثل في أن طهران سوف تسعى إلى استعادة نفوذها بمزيد من العدوان الخارجي، مثل الهجوم المدمر الذي شنه في سبتمبر(أيلول) الماضي ضد منشآت النفط السعودية.

هجوم إيراني جديد

وتنقل الافتتاحية عن الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة الأمريكية المركزية في الشرق الأوسط" قوله إنه "من المحتمل جداً" أن تشن إيران هجوما آخر من أجل "تحطيم حملة الضغط الأقصى الأمريكية"، وذلك رغم نشر 14 ألف جندي أمريكي إضافي في الخليج خلال الأشهر الأخيرة.

ومن الواضح أن المتشددين في إدارة ترامب، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، يأملون في أن تكون الاحتجاجات بمثابة إشارة إلىش أن الضغط الأمريكي سيقود إلى اندلاع ثورة وتغيير نظام الملالي في طهران. ولكن ترى صحيفة "واشنطن بوست" أن مثل هذه النتيجة المرجوة لاتزال مستبعدة، بالنظر إلى التاريخ وكذلك الأحداث التي وقعت خلال الشهر الماضي. ولذلك، من الأجدر بالنسبة لإدارة ترامب أن تكون أكثر حكمة وتستغل لحظة الضعف الإيراني الراهنة لاقتراح مسار لتخفيف التصعيد.