صورة يعتقد أنها لثلاث دواعش محتملين اعتقلوا في نيكاراغوا
صورة يعتقد أنها لثلاث دواعش محتملين اعتقلوا في نيكاراغوا
الأحد 8 ديسمبر 2019 / 15:29

جهود خفية لمنع وصول جهاديين إلى الأراضي الأمريكية

بناء على تنبيه صادر في يونيو(حزيران) 2019، عن مباحث الأمن الداخلي الأمريكي بشأن مطلوبين للعدالة، اعتقلت نيكاراغوا أربعة مهاجرين من الشرق الأوسط، كانوا قد عبروا الحدود متجهين شمالاً نحو الحدود الأمريكية. وقد تضمن التنبيه الأمريكي أسماء عراقيين ومصري على أنهم إرهابيون محتملون من عناصر داعش، وقد اعتقلوا برفقة مصري آخر.

بين 2012 – 2017، أمكن التعرف سنوياً على ما لا يقل عن 100 مهاجر من الذين لهم مصالح خاصة في الهجرة، وكذلك على ما لا يقل عن 20 من الإرهابيين المعروفين

وقالت مصادر في الاستخبارات الأمريكية، إن مخبراً يعمل في البرازيل تعرف على الرجال الثلاثة بوصفهم عملاء لداعش، ما دفع وزارة الأمن القومي (DHS) لإرسال تنبيه بشأن مطلوبين إلى دول تقع حدودها على طول طرق تهريب معروفة تربط الشرق الأوسط بالحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

سؤال عالق
لكن هذه الحالة ليست إلا واحدة حالات كثيرة تساعد في الإجابة عن سؤال عالق بشأن الحدود الأمريكية السهلة الاختراق، وهو أمر خطير بالنسبة لسياسة الهجرة والأمن القومي الأمريكي. والسؤال هو: كيف عجز أي إرهابي عن اختراق تلك الحدود وتنفيذ هجوم ناجح على الأرض الأمريكية؟.

ولفت تود بينسمان، محرر لدى منتدى الشرق الأوسط، وزميل بارز لدى مركز دراسات الهجرة إلى الولايات المتحدة، إلى دراسة جديدة نشرها مركز دراسات الهجرة، حول أنماط تسلل إرهابيين عبر الحدود الأوروبية، وهي توفر إجابات لذلك السؤال العالق فضلاً عن التنبيه المذكور. وعلى رأس تلك الإجابات ترد حقيقة أنه، خلافاً للاتحاد الأوروبي، أنشأت الولايات المتحدة بنية أمنية تحتية عبر أمريكا اللاتينية أمكن من خلالها الكشف عن إرهابيين مهاجرين، واعتقالهم قبل تمكنهم من تنفيذ هجوم محتمل. وأما بالنسبة للتنبيه المذكور فقد ورد لأن خطر التسلل عبر الحدود ما، زال سارياً، ولأن نفس ذلك الطوق الأمني بات مهملاً ويسهل اختراقه.

مهمة سرية
ويشير كاتب المقال لصدور تشريع بعد أحداث 11/9 قضى بأن تبحث وكالات أمن الحدود عن وسائل لمنع تسلل إرهابيين عبر الحدود. وقررت وزارة الأمن القومي استهداف ما بين 3000 و 4000 مهاجر تم التعرف عليهم بالفعل بأنهم هربوا من دول من الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا. واستهدفت برامج مثل هؤلاء المهاجرين عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وأطلق عليهم وصف "أجانب ذوي اهتمامات خاصة".

وعلى سبيل المثال، تم نشر محققين تابعين لوزارتي التجارة والأمن الوطني في عشرات من دول العبور بهدف تعطيل شبكات تهريب هؤلاء الأجانب. وتمت تلك العملية بدعم من البحرية الأمريكية والأقمار الاصطناعية. كما زودت الولايات المتحدة دولاً مثل بنما وكوستاريكا بمعدات لجمع معلومات بيومترية عن فئة محددة من الأجانب. وأجرى وكلاء لمكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة الأمن القومي مقابلات مع أجانب داخل مراكز احتجاز في المكسيك وكذلك في بنما وكوستاريكا. كما دربوا وكلاء محليين للقيام بنفس العملية ونقل معلومات إليهم.

زرع مخبرين
ويقول كاتب المقال إن مكتب التحقيقات الفيدرالية زرع أيضاً مخبرين داخل مراكز اعتقال. ويعتقد أنه عبر شيء من الحظ والصدفة، أثمر ذلك الطوق عن بعض الفوائد غير المعترف بها تماماً.

وعلى سبيل المثال، يقال إنه أمكن بين 2012 – 2017، التعرف سنوياً، من خلال تلك الأنظمة، على ما لا يقل عن 100 مهاجر من الذين لهم مصالح خاصة في الهجرة، وكذلك على ما لا يقل عن 20 من الإرهابيين المعروفين، أو المشتبه بهم. وتم توقيف هؤلاء عند الحدود بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، وبعدما كانت أسماؤهم قد وضعت فعلياً على قوائم مراقبة الإرهاب في الولايات المتحدة.

ورغم ذلك يلفت كاتب المقال لخلاصة الدراسة التي أجراها مركز دراسات الهجرة، وهو أنه "على رغم تحقيق الولايات المتحدة بعض النجاح في مكافحة الإرهاب، تظل هناك ثغرات عند الحدود، بسبب عدم فعالية بعض الجهود، وعدم التنسيق بين الوكالات وخلل في نظام اللجوء".