(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 8 ديسمبر 2019 / 15:09

اللبنانيون يترقبون "إثنين الاستشارات"

ينتظر اللبنانيون يوم غد الإثنين، عسى رئيس الجمهورية ميشال عون، يلتزم بدعوة النواب في البرلمان إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة، إلا أن الخيارات ليست كثيرة، والمطروح اسم متعهد البناء سمير الخطيب، الذي اختاره عون ومعه "صهره" وزير الخارجية جبران باسيل وأقنع فيه حزب الله.

ولكن، حساب الحقل ليس كحساب البيدر، كما يقول المثل اللبناني، فالحقل هو مكان زراعة القمح، والبيدر هو مكان تجميعه بعد حصده، وطرح اسم الخطيب الذي لاقى ترحيب القوى السياسية "الحقل"، وصل إلى الاستشارات من دون دعم سياسي فعلياً إلا عون وباسيل وصمت مريب من حزب الله الذي لا يتخلى عن تحالفه مع رئيس الجمهورية، ولذلك كان "البيدر" خاوياً من الدعم.

قبل أيام نشرت مجموعة من الشبان مشاهد فيديو لتظاهرة صغيرة أمام منزل الخطيب في بيروت، كانوا يحاولون بشعاراتهم ثنيه عن ترؤس حكومة عملها تغطية فساد السلطة بجميع مكوناتها، وفيها حزب الله وحلفائه بتهديداتهم المتواصلة للمتظارين الرافضين للفساد والهدر والانهيار، المهم، أن الشبان خلال التظاهرة تلقوا رداً واضحاً، حيث تساقط عليهم من المبنى الذي يسكنه الخطيب عدداً من بيض الدجاج، وهو إشارة إلى رفض الخطيب الاستماع لهم.

رفض شعبي
هذا الموقف الرافض للاستماع إلى الشارع رافقه أيضًا من الخطيب رفض للاستماع إلى سياسيين إخرين شركاء معه في المشاريع، أو المواقف السياسية أو حتى الصداقات العائلية. أول هذه الأصوات الرافضة جاء من رؤساء الحكومات السابقين، فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، الذين أعلنوا رفضهم خرق الدستور الذي يقوم به عون مع "صهره" باسيل وحزب الله، حيث اتفقوا مع الخطيب وطالبوا بقبوله رئيساً للحكومة قبل الاستشارات النيابية، وهو ممنوع منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية قبل ثلاثة عقود، وفرض أن يقوم النواب بزيارة رئيس الجمهورية لإبلاغه الاسم الذي يوافقون على ترئيسه الحكومة، على أن يقوم الرئيس فقط بتحديد المرشح الحاصل على العدد الأكبر من أصوات البرلمانيين لتكليفه الرئاسة الثالثة.

الأمر الثاني، هو عدم إعلان سعد الحريري ولا كتلة تيار "المستقبل" دعمهما الرسمي والعلني لسمير الخطيب، كما حاول في البداية باسيل أن يوحي بعد لقائه الحريري. كذلك رفض باسيل التنازل عن مشاركته شخصياً في الحكومة، وهو الأمر الذي يصر عليه الحريري، والسبب أن وزير الخارجية مرتبط لصقا بحزب الله، واسمه وارد أن يوضع في أي لحظة تحت العقوبات الأمريكية بسبب ملفات مالية لها علاقة بالحزب، ما يعني أزمة جديدة للحكومة لا يمكن التخلص منها.

استياء واتهامات
في بعبدا "القصر الرئاسي اللبناني"، يقف عون مستاءً من بيان رؤساء الحكومات السابقين اللاداعم للخطيب، ويتهم السنيورة بأنه مسؤول عن "فركشة" حكومة عهده التي يرى فيها المنقذ من الأزمات، فيما "صهره" باسيل يعتبر نفسه أكبر من القوى السياسية جميعاً - ما عدا حزب الله ـ ويحاول فرض ما يريده على الجميع، وجاءت زيارته الفاشلة إلى الفاتيكان، لتؤكد أن لا دور سياسي "مشرقي" له كما يدعي، ففي الحاضرة البابوية لم يوافق البابا فرنسيس على لقائه، رغم موقعه كوزير للخارجية إلا أنه لم يلتق سوى أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وهو له دور رئيسي في روما، ولكنه ليس البابا فرنسيس.

محاولات الحريري
أما الحريري، والذي صمت طويلاً عن قضايا التكليف، فحاول مع الفرنسيين الدعوة إلى لقاء لدعم لبنان في هذه المرحلة من الانهيار الاقتصادي والسياسي، وأرفق الدعوة بالطلب من عدد كبير من الدول، بتأمين اعتمادات للاستيراد بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات، فالحريري أكيد من أن أي دعم مالي للبنان متوقف على قضايا عديدة، أبرزها وقف الفساد والهدر بإشراف دولي، والأهم إبعاد لبنان عن الأزمات الإقليمية مثل اليمن والعداق وسوريا.

أي وقف مشاركة حزب الله فيها، وكذلك مسألة الحدود البحرية مع إسرائيل، والتي كانت الولايات المتحدة تدير مفاوضات بين إسرائيل ولبنان حولها قبل أن يضع حزب الله عبر الحكومة في بيروت شروطاً تعجيزية على الموفد الأمريكي.