جو بايدن (أرشيف)
جو بايدن (أرشيف)
الإثنين 9 ديسمبر 2019 / 00:22

بايدن لا يزال يتصدر السباق الانتخابي الديمقراطي رغم هفواته

رغم هفواته وتقدمه في السن وهجوم دونالد ترامب عليه وتداعيات القضية الأوكرانية، لا يزال نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، مظهراً قدرة كبيرة على الصمود.

وعلق ديفيد اكسلرود المستشار السياسي السابق للرئيس السابق باراك أوباما أخيراً، أن "حالة بايدن هي الأمر الأكثر غرابة الذي صادفته في السياسة".

وأضاف على موقع "بوليتيكو"، أن بايدن يبدو كأنه "يقف على فراغ والجميع يتصورون أنه سيسقط ...لكنه يواصل التقدم".

ويبدو أن الروح القتالية لدى بايدن (77 عاماً) ازدادت زخماً في الأسبوع الأخير. فقد بادر الخميس ناخباً ديمقراطياً ثمانينياً "إذا أردت التأكد إلى أي مدى أنا في صحة جيدة، ما عليك إلا أن تبارزني".

وكان الناخب المذكور شكك في قدرات بايدن البدنية خلال تجمع انتخابي قبل أن يتهمه بأنه استغل نفوذه لتعيين نجله هانتر عضواً في مجلس إدارة شركة غاز أوكرانية حين كان نائباً للرئيس بين العامين 2009 و2017.

وقد رد عليه المرشح بعبارة استقطبت اهتمام التلفزيونات الأمريكية إذ قال له "أنت مجرد كاذب، هذا ليس صحيحاً".

ويواجه الرئيس ترامب اليوم آلية عزل للاشتباه بأنه طلب من كييف التحقيق في أمر بايدن، خصمه الأبرز في انتخابات 2020 الرئاسية.

وعلى المرشح الديمقراطي أن يحافظ على تماسكه لتبديد الاتهامات التي تحوطه في هذه القضية، بحيث لا يتوسل الأسلوب نفسه الذي انتهجه مع الناخب الثمانيني.

لكن المحلل السياسي لاري ساباتو، اعتبر أن قضية أوكرانيا قد تصب في صالحه، لأن "ترامب أظهر أنه يخشى بايدن أكثر من أي شخص آخر" لمجرد أنه طالب بإجراء تحقيق.

ويبقى المعتدل بايدن في صدارة استطلاعات الرأي على المستوى الوطني متحدياً جميع من توقعوا انهياره الوشيك منذ خوضه السباق الانتخابي في أبريل (نيسان) الفائت.

ومع 28% من الأصوات وفق المعدل الذي حدده معهد "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم بايدن بفارق كبير على السناتور المستقل برني ساندرز (16%) والسناتورة التقدمية اليزابيث وارن (14%) والمعتدل الشاب بيت بوتيغيغ (11%).

ورفع بايدن هذا الأسبوع سقف خطابه الانتخابي، وصرح الاثنين لوسائل إعلام أمريكية عدة سألته عن مدى تفوق وارن عليه لجهة اجتذاب الناخبين "انظروا إلى استطلاعات الرأي. قولوا لي أين لاحظتم هذه الحماسة الكبيرة".

كذلك، أكد بايدن هذا الأسبوع أنه تمكن من جمع تمويل لحملته في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) يفوق الأشهر الثلاثة السابقة.

وقال الجمعة، "أذكر أن جو بايدن...ساعد الرئيس أوباما أحياناً في اتخاذ بعض قرارته الأكثر صعوبة"، مضيفاً "ذلك هو المهم: الخبرة".

والواقع أن هذه الكلمة هي الشعار الذي يبني عليه بايدن حملته في مواجهة ترامب، متهماً إياه دائماً بأنه يسخر من القادة الأجانب.

وأوضح ساباتو، أن المعادلة بسيطة: "يرغب الديمقراطيون بشدة في إلحاق الهزيمة بترامب. ويرى معظمهم أن بايدن يستطيع تحقيق ذلك أكثر من سواه حتى لو كان الأمر غير مضمون".

ولبايدن أيضاً قوة أخرى يستطيع التعويل عليها: الدعم الذي يحظى به لدى الناخبين السود الذين قد يشكلون عاملاً حاسماً في الانتخابات الديمقراطية التمهيدية، وأيضاً لدى العمال الذين كان لهم دور في فوز ترامب العام 2016.

لكن احتلاله المركز الرابع في استطلاعات ولايتي ايوا ونيو هامشير اللتين ستكونان أول من يصوت في الانتخابات التمهيدية في فبراير (شباط) 2020 يثير القلق.

رغم ذلك، يؤكد فريقه الانتخابي أنه يستطيع التعويض عبر تحقيقه نتائج أفضل بكثير في ولايتي نيفادا وكارولاينا الجنوبية حيث عدد كبير من الناخبين السود والمتحدرين من أصول إسبانية.

وأورد ساباتو "يبقى تقدمه في السن هو السؤال الكبير"، مضيفاً "إذا بقي بايدن في صحة جيدة فلا مشكلة. لكنها ستنهار إذا تعرض لنوبة قلبية مثل (برني) ساندرز".