محتج عراقي مكمم الفم في بغداد (إ ب ا)
محتج عراقي مكمم الفم في بغداد (إ ب ا)
الإثنين 9 ديسمبر 2019 / 14:01

ما علاقة حزب الله بقتل واختطاف الناشطين في العراق؟

شهد العراق مرحلة جديدة في المواجهة بين المحتجين المدنيين السلميين، وبين فصائل مسلحة مرتبطة بإيران تقتل المحتجين بالجملة في ساحات التظاهر، وتلاحق الناشطين البارزين في المدن، لتغتالهم بالرصاص والعبوات الناسفة، للتخلص منهم بسبب إصرارهم على مواجهة الفساد المستشري، وسيطرة طهران على الحكومة، وتدخلها في شؤون العراقييين، وتحويلها بغداد إلى خط دفاع عنها ضد العقوبات الدولية.

واللافت أيضاً أن الرصاص، وقنابل الغاز الإيرانية تواجه المحتجين، أما قذائف الهاون والصواريخ فتلاحق مواقع للجيش العراقي فيها جنود أمريكيون، وفي آخر الهجمات أصيب فيه 6 جنود بجروح فجراً، مع سقوط 4 صواريخ على قاعدة عسكرية في محيط مطار بغداد الدولي، حسب ما أعلنت السلطات الأمنية في بيان.

وينتمي جميع الجرحى في الهجوم إلى قوات مكافحة الإرهاب التي تعتبر قوة النخبة في العراق، والتي تدربها وتسلحها الولايات المتحدة. ويوجد في القاعدة المستهدفة، جنودٌ، ودبلوماسيين أمريكيين.

ويعد الهجوم الأخير، التاسع من نوعه في 6 أسابيع، ضد قواعد تضم عسكريين أمريكيين، أو السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد.

وأكدت مصادر أمنية قبل أيام أن الهجمات شنتها كتائب حزب الله، أبرز فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران، والمدرجة على القائمة السوداء في الولايات المتحدة.

اغتيال ناشط
بالعودة إلى الاغتيالات، في مدينة كربلاء اغتيل ناشط مدني بارز برصاص مجهولين في وقت متأخر الأحد، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من التظاهرات المناهضة للحكومة.

وكان الناشط المغدور، فاهم الطائي، يشارك منذ الأسابيع الأولى في الاحتجاجات المطالبة بتغيير الطبقة السياسية، التي يتهمها الشارع بالفساد، والمحسوبية، والتبعية لإيران.

ويروي أحد جيران الطائي أنه وصل إلى مدخل منزله على دراجة نارية مع صديقين، في "المنطقة القريبة من المقامات الدينية، ومركز الشرطة، ومجلس المحافظة، والتي تعتبر آمنة جداً".

وأظهر تسجيل فيديو لكاميرا مراقبة في الشارع، الطائي وهو يترجل عن الدراجة النارية، وتصل من الخلف دراجة نارية أخرى يستقلها شخصان.

وأطلق راكب الدراجة الثانية، النار على الطائي مرتين على الأقل بمسدس مزود بكاتم صوت، قبل أن يبدأ السائق في إطلاق النار أيضاً. وبعدها أظهر التسجيل الناشط، يسقط أرضاً، والمهاجمان يتركان المكان.

واتضح في ما بعد، أن المسلحين وسيارة بيضاء برفقتهما، طاردا الناشطين الآخرين اللذين أقلا الطائي، حسب ما أفاد به أحد أقربائه. وأصيب أحدهما برصاصة في ظهره، لكنه لا يزال حياً.

وتعرض ناشطون في بغداد ومدن أخرى منذ انطلاق ثورة الشعب العراقي للتهديدات، والخطف، والقتل. وعُثر، يوم الإثنين الماضي، على جثة ناشطة شابة قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها، خارج منزل عائلتها.

اختطاف
واختطف المصور الشاب زيد الخفاجي أمام منزله بعد عودته من ساحة التحرير فجراً، حسب ما قال أقرباؤه.

وأشاروا إلى أن أربعة أشخاص وضعوه في سيارة سوداء رباعية الدفع تحت أنظار والدته، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

ويشير الناشطون إلى أن طريقة الخطف والقتل في العراق هي بتدريب من حزب الله اللبناني، الذي يراقب المحتجين، ويلتقط صورهم، ويراقب صفحاتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويحاول التسلل إليها لمعرفة أسرار أصحابها، ثم يقرر الاغتيال بشكل يتوافق مع أسلوبه السري في الاغتيالات.

وكان الطائي، من المنتقدين علناً للتهديدات التي يتعرض لها الناشطون.

وكتب عبر صفحته على فيس بوك قبل أقل من 24 ساعة من اغتياله "سننتصر ويعود الوطن لنا رغماً على أنوفكم.. رغم الوجع بداخلنا، إلا أننا نبتسم بغضاً بكم وبأحزابكم العفنة".