الأربعاء 11 ديسمبر 2019 / 11:01

تركيا في سوريا...تطهيرعرقي وترحيل قسري

تفيد تقارير متطابقة بأن قوات مدعومة من تركيا تنفذ عمليات وحشية في شمال شرق سوريا، ما يثير قلقاً من تطهير عرقي، حسب لارا سيليغمان، مراسلة موقع "فورين بوليسي" لدى البنتاغون.

تزعم تركيا أن القافلة نقلت أفراداً من سكان المنطقة التي سيطر عليها الأكراد". ولكن مصادر محلية تقول إن اللاجئين من سكان مناطق أخرى في سوريا – دير الزور والرقة ومناطق أبعد، مثل إدلب والغوطة وحمص

باشرت تركيا نقل لاجئين سوريين عبر الحدود نحو شمال شرق سوريا، رغم خطورة الأوضاع الأمنية عند مدن حدودية، وهو ما يعد في رأي سيليغمان، أول مؤشر علي مضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تنفيذ خطته لإعادة توطين نحو 3 ملايين سوري من تركيا، في منطقة تبلغ مساحتها 30 كيلومتراً، كانت تحت سيطرة كردية.

وكشفت وسائل إعلام محلية، ومعلومات قدمها، لموقع "فورين بوليسي"، مركز معلومات روج آفا في شمال شرق سوريا، أن عدداً صغيراً من اللاجئين السوريين عبر الحدود بعد شهرين من غزو أردوغان وقوات موالية له للمنطقة، الذي أدى إلى مقتل مئات من المقاتلين الأكراد والمدنيي، وإلى نزوح نحو 200 ألف شخص.

رعب يومي
وفيما توقف الهجوم إلى حد كبير منذ توقيع أردوغان ونظيره الروسي، بوتين، اتفاق هدنة في أكتوبر( تشرين الأول) الماضي، يعيش سكان مدينتي تل أبيض ورأس العين، عند الحدود الغربية والشرقية للمنطقة التي تحتلها تركيا، في رعب يومي تحسباً من هجمات، وإرهاب، وسلب. وتثير الأوضاع الأمنية على الأرض القلق على سلامة العائدين، وشكوكاً في إجبار المدنيين على العودة بالقوة.

ووفقاً للكاتبة، يستمر ورود تقارير عن عمليات وحشية للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، ما يثير مخاوف من إقدام وكلاء أنقرة على شكل من أشكال التطهير العرقي بإعادة توطين لاجئين من أصل عربي، ومنع عودة أكراد إلى بيوتهم.

وتشير معلومات حصل عليها موقع "فورين بوليسي" إلى أن معظم الذين أسكنوا في المنطقة هم عوائل مقاتلين مدعومين من تركيا، وهم في الأصل من مناطق سورية أخرى، وغالبيتهم تركمان، وعرب.

توازن دقيق
ولهذا السبب، يخشى خبراء ومسؤولون أمريكيون أن يؤدي توطين أعداد كبيرة من اللاجئين من غير سكان شمال شرق سوريا، إلى الإخلال بتوازن عرقي دقيق في المنطقة. وقبل التوغل التركي، شكل الأكراد والعرب معظم سكان المنطقة ما بين مدينتي تل أبيض ورأس العين، والتي كانت تحت سيطرة كردية.

وقالت السيناتور جين شاهين، في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في منتدى ريغان الوطني بكاليفورنيا: "استحسن العالم استعداد تركيا لاستضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين، والسماح لهم بالإقامة في تركيا مع دعمهم. ولكن اليوم عندما تقول تركيا إنها عازمة على إعادة توطين ما بين 2 إلى 3 ملايين لاجئ، يجب أن نبذل قصارى جهدنا في الولايات المتحدة لمنع ذلك، لاعتبارات إنسانية، وبسبب استمرار الصراع في المنطقة".

ووفق تقارير إعلامية تركية، عبرت، في 22 نوفمبر( تشرين الثاني)، أول مجموعة من حوالي 70 لاجئاً سورياً الحدود من تركيا نحو مدينة رأس العين.

وبعد يومين، أشارت معلومات من مركز روج افا للمعلومات، أن تركيا نقلت قافلة تضم 600 أسرة سورية، نحو مدينة تل أبيض.

تضليل
وقال توماس ماكلور، الباحث مع مركز روج افا: "تزعم تركيا أن القافلة نقلت سكاناً من المنطقة التي سيطر عليها الأكراد". ولكن مصادر محلية تقول إن اللاجئين من سكان مناطق أخرى في سوريا، دير الزور، والرقة، ومناطق أبعد، مثل إدلب، والغوطة، وحمص، وحتى من العراق.

وأضاف "يرجح أن غالبية هؤلاء من عائلات مقاتلين مدعومين من تركيا، انشق عدد كبير منهم عن جيش الرئيس السوري بشار الأسد، وتربطهم علاقات مع جماعات متطرفة مثل القاعدة".

إعادة توطين قسري
وأشار ماكلور إلى فتح معبر تل أبيض مع تركيا، في 26 نوفمبر( تشرين الثاني) الماضي، لأول مرة منذ خمسة أعوام، ما أفسح المجال لعودة أعداد كبرى من السورين إلى سوريا.

وحسب ماكلور، يستخدم المعبر حالياً لنقل مقاتلين مدعومين من تركيا مع أسرهم نحو شمال شرق سوريا، ولنقل بضائع منهوبة، خاصةً الديزل، والحبوب، وكذلك السيارات، والمعدات، وآليات.

وفيما يقول مسؤولون أمريكيون إنه لا علم لهم بإعادة توطين قسري في مناطق خضعت لسيطرة كردية، نشرت منظمة العفو الدولية، في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، تقريراً اتهم تركيا بترحيل قسري لمئات اللاجئين إلى محافظة إدلب، المنطقة المضطربة في شمال غرب سوريا، تحت ستار العودة الطوعية.