الأربعاء 11 ديسمبر 2019 / 12:36

نيويورك تايمز: ترامب يقوض الدستور الأمريكي

24- زياد الأشقر

عن مساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجلس النواب على خلفية المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومطالبته بالتحقيق مع هنتر بايدن نجل المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جوزف بايدن في قضية فساد، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب أبدى ازدراءً واضحاً بصلاحية الكونغرس لمحاسبته، ملمحاً إلى أنه لن يتقدم بأي دفاع ضد إجراءات العزل، ومصراً على أنه لا يجدر به المشاركة في عملية دستورية.

من المستحيل اليوم توقع العواقب البعيدة المدى لتبديد مثل هذه التقاليد التي كانت على مر التاريخ الأمريكي نوعاً من الدستور غير المكتوب

ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب لو كان واثقاً من أنه لم يضغط على الحكومة الأوكرانية للتدخل في انتخابات 2020، فلماذا لم يرسل وزير خارجيته مايك بومبيو ليشهد تحت القسم بأنه لم تكن هناك مقايضة؟ وعوض ذلك رفض الرئيس رفضاً قاطعاً أن يشارك مسؤولون من إدارته في الإدلاء بشهاداتهم أو تقديم الوثائق التي طلبها الكونغرس.

واعتبرت الصحيفة أن مقاربته تعتمد على وضع ولاء الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب له قبل احترامهم لمؤسستهم. وهم بذلك يتخذون خياراً مصيرياً للتقليل من شأن مجلس النواب.

سابقة
وفي وقت سابق، كان هذا السلوك يواجه بإلحاح من الحزبين المصرين على المساءلة أمام الكونغرس، وبعده الشعب الأمريكي.

وذكرت الصحيفة أنه لم يسبق لرئيس أن خاطر بإثارة مثل هذا الغضب في الكونغرس، إذ كان ريتشارد نيكسون أكثر مرونة مع الكونغرس، ومثله كان بيل كلينتون، إذ شعرا بما يجب أن يشعرا به، وأحسا بما كان عليهما أن يحسا به، ولكن تلك العهود، غير هذا العهد.

التزام القسم
وقالت الصحيفة، إن الجمهوريين قاتلوا بكل قوتهم دفاعاً عن نيكسون في فضيحة ووترغيت، مثلما فعل الديمقراطيون للدفاع عن كلينتون أثناء محاولة عزله بعد قضية مونيكا لوينسكي.

وفي العهدين أدرك أعضاء الكونغرس من الحزبين أيضاً ثقل مسؤوليتهم وكانوا منفتحين على التدقيق في الدليل أكثر من تمسكهم بهوياتهم الحزبية. وفي المقابل، دعم المشرعون الجمهوريون ترامب في رفضه الهوية المستقلة للكونغرس، بإظهار لامبالاتهم بفادات أدلى بها شهود يتمتعون بالمصداقية، وسخروا من موظفين عامين كانت لديهم الجرأة للإدلاء بشهاداتهم، في موقف يجب أن يُغضب كل من يتوقع أن يلتزم المشرعون بالقسم الذي أدوه عند توليهم مناصبهم.

عواقب
وقالت افتتاحية الصحيفة إن من المستحيل اليوم توقع العواقب بعيدة المدى لتبديد مثل هذه التقاليد التي كانت على مر التاريخ الأمريكي نوعاً من الدستور غير المكتوب، وفق ما يصفها الباحث القانوني في جامعة ييل أخيل ريد عمار.

لكن، وعلى المدى القريب، فإن الشعب يحتاج لسماع شهود مثل بومبيو ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، اللذين حسب شهود تحت القسم، يملكان معلومات مباشرة تتعلق بما إذا كان ترامب قد ضغط على الرئيس الأوكراني لمساعدته على الفوز بانتخابات 2020. أما سكوتهما فهو نوع من التجاهل لثقة الشعب.