الخميس 12 ديسمبر 2019 / 11:59

بدأت الحرب.. هل يخاف أردوغان من داود أوغلو وباباجان؟

"بدأت الحرب"، هذا ما قاله الصحافي الخبير في شؤون حزب العدالة والتنمية روسن جاكير، وفق ما ذكر الكاتب في صحيفة "ذي اراب ويكلي" اللندنية توماس سيبيرت، مشيراً إلى أن الانكماش الاقتصادي والاتهامات بالفساد، والانزلاق نحو التسلط، أدى إلى تآكل شعبية ووحدة الحزب الحاكم، واللتين كانتا حصنه في ما مضى، ولم يعد حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتمتع بالأغلبية في البرلمان.

دعا داود أوغلو إلى تحقيق مستقل في ثروة جميع الرؤساء الحاليين والسابقين وثروة رؤساء الحكومات الحاليين والسابقين إضافة إلى عائلاتهم

يتحدى أردوغان اليوم الوزير السابق للخارجية ورئيس الحكومة السابق أحمد داود أوغلو. إلى جانب أوغلو، برز علي باباجان، الذي شغل سابقاً منصبي وزير الاقتصاد والخارجية، ومنصب نائب رئيس الوزراء قبل الخروج من الحكومة في 2015.

ويقول الرجلان إنهما سيؤسسان حزبيهما الجديدين قبل نهاية الشهر الجاري، مع اعتماد داود أوغلو عل أفكار محافظة دينياً، فيما يميل باباجان إلى نظرة أكثر ليبيرالية.
  
خسارة محتملة
ويكتب سيبيرت أن اسطلاعات الرأي تختلف بشكل كبير حول قوة الحزبين الجديدين مع تراوح التقديرات بين 2 إلى 10% لكل منهما. لكن حتى لو بقيا دون عتبة 10% الضرورية لدخول البرلمان، فإنهما قد يحرمان الحزب الحاكم من دعم ثمين ويقلصان عدد مشرعيه البالغ حالياً 290 من أصل 600 مقعد.

تشير تقارير إعلامية إلى أن نواباً من حزب العدالة والتنمية يستعدون لمغادرته، والاصطفاف إلى جانب داود أوغلو، أو باباجان. ويصعب هذا التطور على أردوغان وحزبه نشر أجندتهما. هما يقودان 339 مقعداً بسبب تحالفهما مع حزب الحركة القومية.

وإذا انضم 50 عضواً من الحزب الحاكم إلى أي من الحزبين الجديدين، فقد يخسر العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية غالبيتهما.

اتهامات أردوغان
خلال حديثه عبر شبكة ميدياسكوب التلفزيونية عبر الإنترنت، قال جاكير، إن أردوغان سعى طوال فترة طويلة إلى التقليل من شأن داود أوغلو وباباجان بعدما غادرا الحزب، لكن الرئيس التركي أدرك الآن أنه لم يكن بإمكانه تفادي تأسيس الحزبين. ورد أردوغان بالمبادرة إلى الهجوم. في خطاب له الأحد الماضي، فاتهمهما بالتحيل على بنك خلق الحكومي.

في المقابل، دعا داود أوغلو إلى تحقيق مستقل في ثروة جميع الرؤساء الحاليين، والسابقين وثروة رؤساء الحكومات الحاليين، والسابقين إضافة إلى عائلاتهم. ولم يرد باباجان على اتهامات الرئيس التركي. لكن داود أغلو "كان يصوب نحو أردوغان" وفق ما أوضح جاكير.

الفساد في اسطنبول عينة
أضاف سيبيرت أن الفساد والمحسوبية أصبحا مسائل بارزة في تركيا مع فشل الاقتصاد في تأمين فرص عمل كافية. وتصل البطالة إلى 14% وتقترب النسبة من الضعف بين الشباب. خسر الحزب الحاكم السلطة في اسطنبول وأنقرة في الانتخابات البلدية هذا العام.

وتحدث سياسيون من المعارضة الذين استلموا المجالس البلدية عن كشف قضايا فساد كبرى من عهد حزب العدالة والتنمية. وتضمنت الأمثلة عقوداً عامة مع أنصار الحزب الحاكم وفقاً للادعاءات. واستعرض عمدة اسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو مئات السيارات التي قال إن الإدارة السابقة استأجرتها وسلمتها لمناصري الحزب الحاكم للاستخدام الشخصي.

انتخابات مبكرة؟
حتى موعد الانتخابات العامة المقبلة في 2023، سيتمتع داود أوغلو وباباجان بالوقت الكافي لتركيز حزبيهما في جميع أنحاء البلاد. وقال الكاتب السياسي في صحيفة قرار، القريبة من داود أوغلو، ييلديراي أوغور إنه يشك في ذهاب أردوغان إلى انتخابات مبكرة ليصعّب على خصومه حشد شعبيتهم ضده.

فالحزب الحاكم "لم يُصلح الاقتصاد" و "الشعب غير سعيد أبداً بذلك". على الأرجح لن يخاطر أردوغان بانتخابات في ظروف غير مناسبة. وأضاف "الأهم البقاء في السلطة".

"نفق أسود"
من جهته، ذكر باباجان في حديث تلفزيوني إلى شبكة خبر تورك أن مسؤولي حزبه المنتظر سيعملون على مقترحات سياسية ملموسة ستعلن بعد تأسيس الحزب. وقال في أول مقابلة بعد استقالته من الحزب الحاكم، في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، إن تركيا "دخلت نفقاً أسود" بسبب المشاكل في جميع القضايا والتي تتزايد كل يوم.

واتهم باباجان، المؤسس المشارك لحزب العدالة والتنمية، أردوغان بالابتعاد عن الرؤية السياسية التي وضعها الحزب للديموقراطية والشفافية. وأضاف أن غياب الديموقراطية تحت حكم الرجل الواحد، أنزل الضرر بالبلاد. وقال باباجان إن الابتعاد عن هذه المبادئ "قضية وطنية، وشعرنا بمسؤولية جدية تجاه بلدنا".