عميد كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت المقال محمد الصايغ (أرشيف)
عميد كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت المقال محمد الصايغ (أرشيف)
الخميس 12 ديسمبر 2019 / 16:10

لبنان..سقوط أخطبوط بارز في تحالف الفساد

في غمرة انشغال اللبنانيين بثورتهم للإطاحة بحلف سلطوي مستبد، تتوالى القصص عن شبكات تحالف للأحزاب الحاكمة "أبطالها" فاسدون صغار، يستغلون وظائفهم للكسب المادي والمنفعة الشخصية.

واحد من هؤلاء الصغار تصدر أخيراً صفحات الأخبار وتحديداً صحيفة "الأخبار" المتحدثة بلسان المرشد الأعلى في طهران وميليشياته في بيروت، وهو عميد كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور محمد الصايغ.

وقبل أن يذهب القارئ بعيداً بمخيلته، فالصايغ لم يتصدر صفحات الجريدة الصفراء، سياسياً ومضمونا، في معرض الذم بل باعتباره "ضحية" تدافع عنها الصحيفة التي لطالما عرفت بتخوين كل معارضي حزب الله وإيران، إلى حد إهدار الدم، و"تحسس الرقاب".

وفي الوقت الذي كانت فيه "الأخبار" تبث كل العداء لثورة 17 أكتوبر(تشرين الأول) وناسها وتحاول بكل ما أوتيت من نفاق أن تربطهم بالسفارات في إطار تهم معلبة، حل محمد الصايغ "وردة على بحر" على صفحات الجريدة داعماً بالمال و"بطلاً" لمعارضته توجهات رئيس الجامعة الأمريكية فضلو خوري الداعمة لثورة اللبنانيين انسجاماً مع المبادئ وقيم الحريات وحقوق الإنسان التي تسعى الجامعة إلى ترسيخها منذ تأسيسها.

والصايغ هو نموذج للذين يدفعهم الجشع السياسي إلى التشبيك مع أركان السلطة الفاشلة، وتسهيل فسادهم لكسب ودهم ،لإشباع نهمه، وأمثاله للسلطة.

فالصايغ، المحسوب المدعوم من رئيس الوزراء سعد الحريري على منصبه عميداً لكلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت، ومدير المركز الطبي، ونائب رئيس الجامعة "أخطبوط" يربط من خلاله مصالحه مع كل القوى السياسية الأخرى طمعاً في مناصب سياسية.

أولى هذه العلاقات التي نسجها الصايغ، مع رئيس البرلمان نبيه بري من خلال مشروع التوأمة الذي وقعه مع مركز "مدرار" الطبي في شوكين الجنوبية، وهو مشروع عبدالله، نجل بري الأكبر، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة.

ويثير هذا المشروع العديد من الأسئلة بسبب تضافر جهود كل وزارات الدولة ومقدراتها، لشق الطرقات إلى مبانيه، وإنارتها، وإنجاز البنى التحتية اللازمة بسرعة قياسية، تحسده عليها العديد من القرى الجنوبية.

إلى ذلك، فإن الصايغ المحسوب على الحريري، ذهب إلى حد انتهاك الالتزام باللوائح الداخلية للجامعة الأمريكية، خاصةً تلك التي تتعلق بالعقوبات المفروضة على تمويل حزب الله وإيران وكل المجموعات المرتبطة بهما.

ونشر الصايغ إعلاناً مدفوعاً للمركز الطبي للجامعة الأمريكية على صفحة كاملة في جريدة الأخبار بـ 10 آلاف دولار أمريكي لليوم الواحد. وكان قرار الموافقة على دفع المبلغ مذيل بتوقيع الصايغ نفسه، وهو السبب الرئيسي لإقالة الصايغ، التي ظهرت على شكل "استقالة" حفظاً لماء وجهه، استقالة فجعت جريدة الأخبار فسارعت إلى تحويل الصايغ إلى "بطل مقاوم" دفع ثمن معارضته لـ"الإمبريالي" فضلو خوري!.

القطبة المخفية هي الثورة التي دعمها خوري إيماناً منه بمبادئ الجامعة المؤتمن عليها، والتي عارضها الصايغ لأسباب نفعية شخصية تستفيد من السلطة الفاسدة القائمة لتنال مراتب لا تستحقها.

استغل الصايغ منصبه ليكون أخطبوطاً للأحزاب الطائفية الحاكمة، فقادته قلة الأمانة إلى الوقوع تحت طائلة قوانين المؤسسة التي التزم باحترامها، قبل خروجه المذل والمستحق من الجامعة، وليكون ربما أول مرشح لرئاسة الحكومة، تحذف الثورة اسمه قبل طرحه.