قوات من الجيش الليبي على مشارف طرابلس (الإعلام الحربي الليبي)
قوات من الجيش الليبي على مشارف طرابلس (الإعلام الحربي الليبي)
الجمعة 13 ديسمبر 2019 / 16:35

صناع الحدث| الجيش الوطني الليبي يرد على تركيا وقطر بتحرير طرابلس

24 - إعداد - أحمد إسكندر

تترتقب العاصمة الليبية طرابلس، منذ مساء أمس الخميس، نتيجة المعركة التي أعلقها قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر لتحريرها من براثن الميليشيات الإخوانية، وجماعات حكومة الوفاق المسلحة.

وجاء تحرك الجيش الوطني الليبي، بحسم معركة التحرير، لاستكمال توحيد ليبيا بعد أيام قليلة من توقيع الاتفاق مع تركيا الذي يُبيح البلاد، لتركيا، ويكرس تقسيمها، وتبعيتها لقوة أجنبية.


لا تفاوض
وبعد محاولات كثيرة علنية وسرية، للاتفاق على وضع حد للأزمة الليبية، ورغم المؤتمرات واللقاءات الدولية الكثيرة التي شاركت فيها الأطراف الليبية ممثلةً في حكومة الوفاق في طرابلس، و الحكومة الموالية للبرلمان المنتخب في طبرق، أصرت حكومة طرابلس المدعومة من الإخوان، والتنظيمات الإرهابية المحلية مثل فروع داعش والقاعدة، والميليشيات المسلحة الكثيرة، على نسف كل جهود المصالحة والسلام، بتوقيع اتفاقية مع تركيا، ظاهرها ترسيم الحدود البحرية، دون صفة أو مخول قانوني أو دستوري لهذه الحكومة، وباطنها فتح كامل الساحل الليبي الممتد على أكثر من 2000 كيلومتر، من الشرق إلى الغرق، في وجه الأساطيل التركية، كما كان الوضع في القرون الخالية مع الأساطيل العثمانية الغازية، لنسف كامل منطقة غرب المتوسط، من مصر إلى شمال أفريقيا.

ورغم التنديد وقبله التحذير، مضت حكومة الوفاق مدعومة بوعود تركيا على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان، بإرسال قوات عسكرية إلى طرابلس للدفاع عنها، وبمباركة قطرية مالية ولوجستية، ما دفع القوى الوطنية الليبية وفي طليعتها الجيش وقائده العام المشير خليفة حفتر، إلى إطلاق المرحلة الثانية و"الحاسمة" من معركة تحرير العاصمة، منذ مساء أمس الخميس. 

وتوقعت تقارير صحفية أن يحسم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر معركة طرابلس في الأيام المقبلة، لقطع الطريق على أي محاولة تركية، للتسلل إلى البلاد، وقطع دابر الميليشيات التي تتألف منها القوات الموالية لحكومة الوفاق، وسد منافذ عودة الإخوان وفلول داعش والقاعدة، نهائياً إلى السيطرة على العاصمة، والمدن القريبة منها، إلى الحدود التونسية غرباً، وذلك بعد أن نجح الجيش في السيطرة على كل المنطقة الشرقية تقريباً، باستثناء بعض الجيوب، من طرابلس إلى الحدود المصرية.

حكومة جديدة
ولم تقتصر المعركة التي أطلقها المشير حفتر، على البعد العسكري وحده، إذ قالت مصادر سياسية ليبية إن العملية تتزامن مع "التحضير لترتيب الأوضاع السياسية لمرحلة ما بعد دخول الجيش الوطني الليبي إلى طرابلس".

وأكدت مصادر لصحيفة "العرب" اللندنية التشاور على تشكيل الحكومة التي قد يعلن عن تعيين رئيسها تزامناً مع دخول الجيش إلى العاصمة، الأمر الذي بات وشيكاً، في ظل تسريبات عن انشقاق قيادات في حكومة الوفاق من جهة، واتصال أخرى بالجيش على غرار وزير الداخلية في حكومة طرابلس فتحي باش أغا، أمير الحرب النافذ في الغرب، لتأمين مدن كبرى بين طرابلس وجبل نفوسة، وتسليم المقاتلين أسلحتهم للجيش.

تقدم عسكري
وتقدمت قوات الجيش الوطني الليبي عبر عدة محاور أبرزها محيط مطار طرابلس بعد سيطرته على عدة مواقع في إطار العمليات العسكرية التي يخوضها ضد التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.

وشن سلاح الجو الليبي غارات على وادي الربيع استهدفت شاحنات محملة بالذخائر والآليات المسلحة، وبعدد من الإرهابيين في صفوف ميليشيات طرابلس.

دور تركي وقطري
إن أطلاق الجيش معركة التحرير الحاسمة، ستشكل ضربة مؤلمة لتركيا وقطر، الداعمتين الرسميتين للجماعات الإرهابية، في رسالة واضحة لأنقرة والدوحة، مفادها أن الساحة الليبية، لن تكون بعد اليوم مرتعاً ومسرحاً لهما، في هزيمة استراتيجية قاسية ستتكبدها العاصمتان، بعد استثمار المال والوقت والجهد، والدعم اللوجستي والإعلامي الهائل منذ 2011، لتحويل ليبيا، إلى مربع نفوذ حصري لهما، بين دولتين تهمان كثيراً قطر وتركيا، هما مصر التي أسقطت الإخوان رسمياً، وانتقلت إلى طور جديد مختلف، وتونس، التي يترنح فيها الإخوان انتخابياً في كل مناسبة، وسياسياً في كل امتحان، آخرها فشل النهضة في تشكيل حكومة جديدة، موالية لها، أو حتى قريبة منها.