صورة جوية للقاعدة الإيرانية في سوريا (إيماج سات)
صورة جوية للقاعدة الإيرانية في سوريا (إيماج سات)
الجمعة 13 ديسمبر 2019 / 14:09

قاعدة الإمام علي ركيزة النفوذ الإيراني في سوريا والعراق

24- زياد الأشقر

أفاد الكاتب سيث ج. فرانتزمان في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، بأن القاعدة الإيرانية الجديدة التي قرب مدينة البوكمال في سوريا عند الحدود العراقية، تعتبر محوراً أساسياً لنفوذها في المنطقة.

إيران منهمكة بالحفر، إذا إنها تريد تخبئة مستودعاتها تحت سواتر وأنفاق

 وكشفت صور أقمار اصطناعية نشرها موقع "سات إنترناشيونال" أخيراً، أن القاعدة الإيرانية تتوسع، ومن الواضح أنها جزء من رابط أكبر للنفوذ الإيراني في العراق وسوريا، في الوقت الذي تنقل فيه طهران صواريخ باليستية إلى العراق، وتطلق فيه، الفصائل العراقية الموالية لإيران الصواريخ على القواعد العراقية التي تؤوي جنوداً أمريكيين.

وأظهرت معاينة للمنطقة أن القاعدة الجديدة تضم 30 كيلومتراً من الطرق الداخلية، وأنها رُبطت بقاعدة تي-4 الاستراتيجية إلى الغرب عبر طرق صحراوية.

قاعدة الإمام علي
وأضاف الكاتب أن قاعدة الإمام علي، ظهرت مثل الشبح من الصحراء في الأشهر القليلة الماضية. وقبل مدة كان مكان القاعدة مجرد كثبانٍ وأرض قاحلة. وتبلغ مساحة القاعدة نحو 20 كيلومتراً مربعاً. وكان داعش يسيطر على المنطقة القريبة من الحدود السورية مع العراق قرب نهر الفرات، بين 2014 و2017.

واستعادت القوات القادمة من الشرق والقوات السورية من الغرب، المنطقة في 2017. وبعده اجتاز الفصيل الشيعي العراقي كتائب حزب الله، الحدود إلى سوريا لتعزيز قوات النظام السوري.

وكان النظام السوري ضعيفاً ولا يملك ما يكفي من قوات للسيطرة على المنطقة المحيطة بالبوكمال، فساعدته الميليشيات العراقية في هذه المهمة.

قوات المهندس

وأشار الكاتب إلى أن كتائب حزب الله التي يقودها أبو مهدي المهندس، أقامت مخزناً في فيلا كبيرة قرب الحدود وعلى مسافة خمسة كيلومترات من البوكمال نفسها. والمهندس، حليف قديم للحرس الثوري الإيراني، وحلقة أساسية في شبكة النفوذ الإيراني في العراق، ومقرب من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.

وتستطيع قواته أن تلعب دوراً على الحدود، وهي قادرة على مساعدة العراق في تأمين المنطقة بصفتها جزءاً من قوات الحشد الشعبي، وعلى مد نفوذ الميليشيات الشيعية شمالاً نحو دير الزور، وتستطيع مساعدة إيران في السيطرة على منطقة حدودية أساسية.

محور للنفوذ الإيراني
وذكر الكاتب أن مجمع كتائب حزب الله تعرض لغارة جوية في 2018، وفي العام الماضي برزت المنطقة مكاناً يؤوي ميليشيا محور لنشر نفوذ إيراني أوسع، وسرعان ما بدأت تظهر مستودعات من الصحراء.

وبحلول صيف 2019 كانت المستودعات تتوزع في 8 مناطق، وفق ما أظهرت صور الأقمار الإصطناعية وتقارير شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية. وفي الوقت نفسه كانت إيران تنقل منذ أغسطس (آب) 2018 صواريخ باليستية إلى العراق، واستمر نقل هذه الصواريخ إلى المستودعات التي تعرضت لغارة في يوليو(تموز) وأخرى في أغسطس (آب)، وتعرضت شحنات الصواريخ الإيرانية الموجهة للميليشيات الموالية لطهران في العراق لغارات جوية. ووجه العراق أصابع الاتهام إلى إسرائيل، بينما بدأت إيران زيادة دورها في البوكمال.

أنفاق جديدة
وقال فرانتزمان، إن آخر الأخبار من قاعدة الإمام علي، تشير إلى بناء أنفاق جديدة، استناداً إلى صور الأقمار الإصطناعية، والاستخبارات الغربية، ويبدو أن إيران منهمكة في الحفر، لأنها تريد حماية مستودعاتها تحت سواتر وأنفاق، وأقامت 30 كيلومتراً من الطرق لربطها ببعضها.

وتسعى إيران بذلك إلى الضغط أيضاً على الولايات المتحدة في العراق، بالاستمرار في شحن الأسلحة إلى حلفاء في سوريا.