وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات (أرشيف)
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات (أرشيف)
السبت 14 ديسمبر 2019 / 22:54

تفاهم أردني فلسطيني لاستثمار تأخر "صفقة القرن"

24 - عمان - ماهر الشوابكة

كشفت مصادر سياسية مطلعة في العاصمة الأردنية عمان عن توصل المشاروات الأردنية الفلسطينية المكثفة في الأيام الأخيرة، إلى تفاهمات مشتركة إزاء التخفيف من وقع وآثار صفقة القرن المفترضة على الأردن والقضية الفلسطينية.

وأضافت المصادر لـ24، أن تأخر الإعلان عن صفقة القرن أعطى الجانبين الأردني والفلسطيني فرصة للتحرك في الساحة الدولية، سيما وأن إعلان صفقة القرن مرتبط بنتائج الانتخابات الإسرائيلية والتي لم تتمخض حتى الآن عن تشكيل حكومة وتم الذهاب وفقاً لذلك إلى انتخابات إسرائيلية ثالثة في مارس (آذار) المقبل.

وكان مسؤولون في الإدارة الأمريكية أعطوا عدة مواعيد للإعلان عن صفقة القرن وتنفيذ بنودها، إلا أنه كان يتم إرجاؤها في كل مرة، بسبب عدم الحسم في الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل الحكومة.

وتتخوف الأوساط الأردنية والفلسطينية من عودة اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الكنسيت والحكومة الإسرائيلية المقبلة والتي ستفرزها الانتخابات المرتقبة، سيما وأن هذا اليمين عبر عن أهداف قاتلة للسلام، في حال فوزه بتشكيل الحكومة، وهو ما شكل قلقاً للجانبين الأردني والفلسطيني والمتمثل بضم غور الأردن وشمال البحر الميت للسيادة الإسرائيلية.

وبحسب ذات المصادر، فإن الأردنيين والفلسطينين شكلوا "خلية أزمة" في محاولة لتجاوز أي عقبات في طريق رفع سوية العلاقات التي شهدت فتوراً في الآونة الأخيرة، في سبيل الانطلاق والعمل المشترك على الساحة الدولية، لمواجهة مخططات اليمين الإسرائيلي.

وخلال اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات في عمان يوم الخميس الماضي، أكد الصفدي أنه "لا بد من أن نزيد من التحركات التي توضح خطورة الإجراءات الإسرائيلية والتي تستهدف إطلاق حراك دولي فاعل ينقذ ما تبقى من أمل السلام، لأن قتل الأمل سيعني أن المنطقة برمتها ستغرق في اليأس ما يعني الدخول في صراعات جديدة ستنعكس سلباً على الجميع".

وما يؤكد التوصل إلى تفاهمات مشتركة هو قول الصفدي، إن "المواقف الأردنية الفلسطينية منسجمة بشكل كامل، وتحركنا سيكون أكثر كثافة في المرحلة القادمة ورسالتنا إلى المجتمع الدولي أيضاً واحدة بأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤوليته بإنقاذ ما تبقى من أمل السلام، لأن قتله سيكون له تداعيات كارثية ليس فقط على المنطقة ولكن أيضاً على السلم والأمن الإقليميين والدوليين بشكل عام".

واللافت في المؤتمر الصحفي كان المصطلحات التي استخدمت في المؤتمر من قبل الصفدي والتي خرج فيها عن سياق الدبلوماسية الأردنية في التعامل مع الملف الإسرائيلي، وهو ما يشير إلى مدى التوتر الذي وصلت له العلاقات بين الأردن وإسرائيل، ومدى التقارب الأردني الفلسطيني إزاء الملفات، التي شهدت صلفاً إسرائيلياً في التعامل معها وخلفت تذمراً وغضباً أردنياً وأهمها الوصاية الهاشمية على الأقصى. ووصف الصفدي قرار ضم وادي الأردن وشمال البحر الميت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأنه بمثابة "إعلان قتل حل الدولتين وبالتالي إعلان انتهاء عقود من العملية السلمية كما عرفناها".