الأحد 15 ديسمبر 2019 / 11:35

صحف عربية: السراج غريق يتعلق بقشة الدوحة

24. إعداد: معتز أحمد إبراهيم

تتطور الأوضاع الاستراتيجية في منطقة شرق المتوسط في ظل البلطجة التركية التي تأتي تزامنا مع الزيارة التي يقوم بها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج إلى الدوحة بحثاً عن دعم عاجل تركي وقطري، وتأتي هذه الزيارة في وقت دقيق وسط تقدم ملحوظ يحققه الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في المناطق الاستراتيجية القريبة من العاصمة الليبية طرابلس.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، تعيش منطقة الشرق الأوسط أجواء ساخنة متوترة عقب هذا الاتفاق، موضحة أن هذا الاتفاق بدا أشبه بصب الزيت على النار، ومحاولة إعادة شبح الإمبراطورية العثمانية إلى المنطقة، فضلاً عن تحدي القوى الإقليمية والعالمية والقانون الدولي.

السراج يبحث عن الدعم

وفي التفاصيل، قالت صحيفة "العرب" اللندنية، في تقرير لها، تحت عنوان "السراج يطير إلى الدوحة بحثاً عن دعم تركي وقطري"، إن رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، ترك العمليات مشتعلة في محيط العاصمة طرابلس وطار إلى الدوحة بحثاً عن دعم عاجل تركي وقطري.

وأشارت الصحيفة إلى أن دقة المشهد العسكري في ليبيا الآن خاصة مع اشتعال المعارك حول العاصمة طرابلس، في الوقت الذي تتحول فيه التعهدات التركية بإرسال قوات إلى طرابلس إلى مجرد وعود.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الليبي تمكّن من تدمير كميات هامة من الأسلحة والذخائر التركية إضافة إلى مواقع تخزين الطائرات المسيرة إثر قصف الكلية الحربية بمصراتة، وهو ما يمثل تغيراً عسكرياً مهماً في ظل تضارب الأنباء عن حدود تقدم الجيش الليبي على الأرض، وحديث كتائب الوفاق عن صدّ هجمات على محاور مختلفة .

ولفتت الصحيفة أيضاً إلى لقاء السراج مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مشيرةً إلى اكتفاء أكار بالتأكيد على أن بلاده اتخذت الإجراءات اللازمة في إطار حقوقها وعلاقاتها ومصالحها وقوانين البحار.

مكاسب طرابلس
وبدورها، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن المواقع التي استهدفها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في مدينة مصراتة على صلة بالاتفاق المثير للجدل الذي أبرمه فائز السراج، رئيس حكومة "الوفاق"، مع تركيا حديثاً.

وأشارت إلى إعلان القيادة العامة عن رصد وصول ونقل وتخزين شحنات عسكرية تركية في مواقع مدنية غير ملائمة بمدينة مصراتة أخيراً، وهي المواقع التي يتم بها تخزين معدات خطرة من الأسلحة والذخائر والمعدات.

وقالت مصادر عسكرية إن "بعض من هذه المواقع يتبع مخازن شركات تجارية مدنية، ويقع بعضها قرب المناطق السكنية، الأمر الذي دفع بالجيش إلى مطالبة سكان مصراتة برفض تخزين هذه الذخائر قرب أحيائهم السكنية، وتجار السلاح وقادة الميليشيات الإرهابية بإخراج هذه الذخائر الخطرة، بعيداً عن وجود السكان المدنيين المسالمين".

بلطجة
وتعليقاً على الاتفاق التركي مع حكومة الوفاق وزيارة فائز السراج، أكد أستاذ الاستراتيجيات في كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية في مصر، اللواء محمد زكي الألفي، أن اتفاق "أردوغان والسراج يندرج تحت بند "البلطجة" من قبل تركيا بهدف الاستيلاء على ثروات الدول بشكل غير شرعي وغير قانوني".

وشدد الألفي في تصريح خاصة لصحيفة "الاتحاد" الإمارتية، على أن مصر لا تريد أن تدخل في صراعات مسلحة وعسكرية، ولكن في حال تهديد أمنها واستقرارها فإنها قادرة على مواجهة مثل هذه الأعمال التي يمكن أن تشكل خطراً على أمنها وحقها في ثروات شرق المتوسط.

وأضاف أن "هناك قوى دولية تدعم الرئيس التركي في أعماله التي تنتهك القوانين الدولية وتغض الطرف عنها، لوجود مصالح لها في المنطقة"، وأضاف "أن تركيا تعتبر دولة محتلة لقبرص التركية، باعتراف الأمم المتحدة".

ترسيم حدود
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "فيتو" المصرية عبر موقعها الإلكتروني، إلى إعلان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أنّه بحث مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة ”الوفاق الوطني“ الليبية، فائز السراج، الاتفاقية المثيرة للجدل حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وأكدت أن الاتفاق بين أنقرة وحكومة السراج الذي تم توقيعه الشهر الماضي أثار ردود فعل غاضبة داخل ليبيا، وعلى المستوى الإقليمي، مشيرةً إلى أن بعض من الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ترة إن هذا الاتفاق لا يراعي المعطيات الجغرافية.

وأشارت الصحيفة إلى التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي الذي أشار إلى اجتماعه مع رئيس حكومة الوفاق، موضحاً أنه ناقش مذكرة التفاهم المشتركة، وأكد أنه سيستمر في الدفاع عن الحقوق التركية والمصالح الشرعية في شرق البحر المتوسط.