وفد من حماس يلتقي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في طهران
وفد من حماس يلتقي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في طهران
الأحد 15 ديسمبر 2019 / 13:25

خطة إيرانية لإفشال هدنة طويلة في غزة

لفت الصحافي الفلسطيني خالد أبو طعمة، وهو زميل معهد "غيتستون" إلى ما يبدو أنه تحسب إيراني من احتمال توصل فلسطينيين حلفاء لطهران إلى هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، قائلاً إن هذا ما دفع إيران لاستدعاء قادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني إلى طهران إثر تقارير نشرت في وسائل إعلام عربية بشأن إحراز المصريين تقدماً كبيراً في جهودهم للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين فصائل فلسطينية في غزة، من ضمنها حماس و الجهاد الإسلامي.

تريد إيران استخدام صواريخ الجهاد الإسلامي كرد على هجمات صاروخية إسرائيلية ضد ميليشيات موالية لإيران في سوريا والعراق

وحسب تقارير صحفية، وافق قادة من حماس والجهاد الإسلامي زاروا القاهرة على هدنة طويلة مع إسرائيل. ويقال إن كلا الجماعتين أبلغ إلى المصريين التزامه بالهدنة المقترحة بشرط توقف إسرائيل عن تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف نشطاء من حماس والجهاد الإسلامي.

إنكار
ورغم نشر تلك التقارير، يلفت أبو طعمة لإنكار مسؤولين في الجهاد الإسلامي موافقتهم على "تعزيز" تفاهمات لوقف النار أمكن التوصل إليها مع إسرائيل، في بداية العام الجاري، برعاية مصر والأمم المتحدة.

ونقل عن قادة الجهاد الإسلامي إبلاغهم الوسطاء المصريين أنهم بينما يعارضون وقف إطلاق نار طويل الأمد مع إسرائيل، فإنهم سيحترمون صيغة "تهدئة مقابل تهدئة". وبمعنى آخر، ما يقوله قادة الجهاد هو أنهم لن يهاجموا إسرائيل إلا في حالة الرد على "عدوان" ضد قطاع غزة.

إلى ذلك، نفت حماس تقارير حول هدنة وشيكة طويلة مع إسرائيل برعاية مصرية. واعتبر يحيى موسى، مسؤول كبير في حماس في قطاع غزة التقارير في هذا الشأن، بأنها "كلام فارغ وأخبار مزيفة".

كذلك، قلل محمود الزهار، مسؤول كبير آخر في حركة حماس، من قيمة تقارير بشأن هدنة طويلة مع إسرائيل. وقال إنه حتى لو وافقت جماعته على وقف مؤقت لهجمات ضد إسرائيل، فلن يتم سوى من أجل السماح لحركة حماس بمواصلة تخزين أسلحة. وقال الزهار: "لا ننفي أن هدفنا الرئيسي هو تحرير كل أراضي فلسطين. ويخطئ من يحاول تصوير التهدئة كشكل من أشكال التعاون الأمني، أو اتفاق مع العدو".

تناقض
وحسب كاتب المقال، تتناقض تصريحات قادة حماس والجهاد الإسلامي مع شعور بالتفاؤل عبر عنه المصريون بعد مباحثات الهدنة في القاهرة الأسبوع الماضي.

ويستند التفاؤل المصري، على ما سمعه مسؤولون كبار في الاستخبارات المصرية من حماس والجهاد الإسلامي خلال اجتماعات مغلقة. ويشاع أن كلا الجماعتين أكد للمصريين أن الفصائل الفلسطينية في غزة مهتمة بالحفاظ على تفاهمات الهدنة مع إسرائيل.

ولكن حسب الكاتب، ما إن غادر قادة حماس والجهاد الإسلامي القاهرة حتى تنصلوا من الإعلان، ونفوا بشكل قاطع تلك التقارير، وادعوا بأن "تقدماً كبيراً" تحقق على طريق التوصل إلى هدنة طويلة مع إسرائيل.

سبب آخر
ولذا يسأل الكاتب: هل كذبت الجماعتان على المصريين وجعلتهم يعتقدون أن حماس والجهاد الإسلامي حريصتان على تهدئة طويل مع إسرائيل، أم أن هناك سبباً آخر من وراء تأكيد الجماعتين أنهما لم يوافقا مطلقاً على مقترح مصري بشأن وقف إطلاق نار؟.

ويرى كاتب المقال أن هناك تفسيراً وحيداً لحالة من الرعب يبدو أنها استبدت بحماس والجهاد الإسلامي، موضحاً أنه خوف من رد فعل إيران على أي اتفاق مع إسرائيل. فمنذ وقت طويل تتلقى حماس والجهاد الإسلامي مساعدات مالية وسياسية وعسكرية من إيران من أجل مواصلة الجهاد ضد إسرائيل. ومن الواضح أن إيران لا يمكن أن تخسر وكلاءها الفلسطينيين، وخصوصاً في الوقت الذي توسع فيها ميلشياتها مع وكلائها السياسيين أنشطتهم في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

ويرأس زياد نخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وفداً يزور طهران، ومن المتوقع أن يؤكد أعضاء الوفد لقادة إيران أنهم، كنتيجة للمباحثات في القاهرة، لم يتخلوا عن القتال ضد إسرائيل.

ويعتقد الكاتب أن هدف إيران الرئيسي هو التأكد من مواصلة حماس والجهاد الإسلامي العمل كوكلاء موثوقين في حربها ضد إسرائيل. ويرى خبراء سياسيون عرب أن الإيرانيين يسعون الآن للرد على غارات جوية إسرائيلية استهدفت مليشيات موالية وقواعد إيرانية في العراق وسوريا.

نار هادئة
في السياق نفسه، قال عبد المنعم إبراهيم، محلل سياسي: "تريد إيران استخدام صواريخ الجهاد الإسلامي كرد على هجمات صاروخية إسرائيلية ضد ميليشيات موالية لإيران في سوريا والعراق. ولكن، في الوقت نفسه، لا تريد إيران توسيع نطاق المواجهة العسكرية إلى درجة تجعل إسرائيل تستهدف قواعد للحرس الثوري الإسلامي داخل إيران. وهنا تبرز أكبر مأساة في هذه اللعبة بين إسرائيل وإيران ووكلائها داخل قطاع غزة، وتتمثل في مقتل عشرات من الأبرياء الفلسطينيين عند كل مواجهة".

ويختم الكاتب رأيه بأن سياسة إيران تقوم على ما يبدو على استمرار الصراع على نار هادئة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في قطاع غزة. وذلك يعني، إطلاق بضعة صواريخ، بين الحين والآخر، من قطاع غزة ضد إسرائيل، مع العمل على منع تحول العنف إلى حرب شاملة في القطاع الذي تحكمه حماس.