الأربعاء 18 ديسمبر 2019 / 13:34

عدائية تركيا حيال الغرب... إلى متى؟

تساءل وينفيلد مايرز، باحث لدى مركز ستوكهولم للحرية، عما إذا كانت عدائية تركيا تجاه الغرب ستدوم طويلاً، كما هو الحال مع إيران بعد الثورة، أم أنها ستتلاشى مع رحيل رئيسها رجب طيب أردوغان.

تجاهل الغرب العدوان التركي، سواء في سوريا في عام 1925 أو في شمال قبرص في 1974، أو اليوم مجدداً في شمال سوريا

وسأل مايرز أيضاً، ضمن موقع منتدى الشرق الأوسط، هل تَبَني تركيا، في القرن الحادي والعشرين، للقومية والإسلام السياسي ثقافي في طبيعته، أم ناجم عن سياسات وشخصية أردوغان؟ وهل بإمكان واشنطن عمل أي شيء للتخفيف من تلك التطورات الخطيرة؟.

انقسام
وعند تغطيته لحلقة نقاش بعنوان: "هل تركيا عائدة؟"، عقدت في 9 ديسمبر( كانون الأول) في الكابيتول هيل، برعاية منتدى الشرق الأوسط، رصد كاتب المقال انقساماً في الرأي بين صناع السياسة الأمريكية في ما يتعلق بعمق ومدى كراهية تركيا للغرب.

وأشار دانييل بايبس، رئيس المنتدى، إلى أن عهد أردوغان أطلق بداية نقاشاً بشأن الثقة في تركيا كحليف. ولكن عدائيتها المتواصلة نحو أصدقاء الأمس أنهت ذلك الخلاف في الرأي. وباتت اليوم النقاشات الرئيسية تدور حول أسباب وتوقعات بشأن مدة تحول تركيا من عماد المنطقة الجنوبية الشرقية لحلف الناتو إلى نقطة ضعف في أوروبا.

وينظر بايبس، ومعه عدد من أعضاء الكونغرس وخبراء من خارج الحكومة الأمريكية، إلى تلك التحولات على أنها اجتماعية/ ثقافية، ولذا من غير المرجح أن تتغير عما قريب. وتنعكس تلك التحولات في انهيار شعور سابق بحسن النية لدى الأتراك تجاه الولايات المتحدة. فقد أعرب أكثر من نصف من استطلعت آراؤهم من الأتراك في عام 2000عن رضاهم عن أمريكا، فيما تراجعت أخيراً تلك النسبة إلى 18%.

عمى متعمد

ويشير كاتب المقال لتعارض هذا التشاؤم بشأن فعالية حلول قصيرة الأمد مع سياسات آخر ثلاث إدارات أمريكية ورجال أعمال غربيين وصناع السياسة الخارجية الأمريكية. فمن عهد بوش إلى أوباما فترامب، ينشط الجناح التنفيذي مثل خط تفاؤل – وقد يقول بعضهم إنه عبارة عن عمى متعمد – أي أن غرائز أردوغان في الحفاظ على الذات، إن لم تكن محبته لحلفائه السابقين، ستبقيه ضمن التجمع الغربي. وفي الوقت ذاته، وقعت شركة بوينغ مؤخراً صفقة بقيمة 1.2 مليار دولار مع شركة طيران أنطاليا التركية، ما سبب إحباطاً للعديد من ضحايا العدائية التركي.

استرضاء
إلى ذلك، عبر رؤساء ثلاث منظمات عرقية تمثل أكراداً ويونانيين وأرمناً- وجميعهم ضحايا تاريخيون لعدوان عثماني – تركي، عن إحباطات مماثلة حيال قصر نظر الانتهازية الغربية، وأجمعوا على أن مصاعب تركية معاصرة تعكس مشاكل منتظمة في الثقافة التركية، لا تقتصر على سياسات أردوغان وحسب.

وقال إندي زيمينديس، المدير التنفيذي للمجلس اليوناني – الأمريكي، إن مثل تلك السياسات تجعله يرغب بإصدار قانون إدانة بحق واشنطن. فقد تمكنت تركيا خلال عقود من الاسترضاء من الوصول إلى موقفها الحالي. وواصلنا الخروج بمبررات جديدة كي لا نأتي على ذكر المجزرة الأرمنية، أو عنف ضد أقليات دينية وعرقية تركية أخرى.

ومن جانبه، أشار ديلمان عبد القادر، متحدث باسم جمعية أصدقاء أمريكيين لكردستان، ومشارك في تأسيسها، إلى أن القضايا الكردية مع تركيا تعود إلى عام 1923، حين تأسيس الدولة التركية الحديثة. ومنذ ذلك الوقت، تجاهل الغرب العدوان التركي، سواء في سوريا في عام 1925 أو في شمال قبرص في 1974، أو اليوم مجدداً في شمال سوريا.

جذور عميقة
وقال عبد القادر إن للسياسة العثمانية الجديدة، التي تسعى لتوسيع الأراضي التركية وأسلمة المنطقة، جذوراً عميقة ولن تنقضي، ما يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في شرق المتوسط.

ورداً على عدوانية أردوغان الأخيرة، غيرت دول في المنطقة سياساتها تجاه تركيا، ولكن الولايات المتحدة لم تغير شيئاً. لذلك، ما زالت شعوب كردية عبر المنطقة معرضة لخطر كبير.

إلى ذلك، اتهم آرام هامباريان، المدير التنفيذي للجنة الوطنية الأرمنية في أمريكا، وزارة الخارجية باتباع "نهج وهمي" حيال تركيا و "العيش في الماضي". وقال إنه فيما يتعلق بالمجزرة الأرمنية التي ترفض معظم القوى الغربية التطرق إليها، ينبغي اتباع "سياسة صادقة"، باعتبار أنه في أي تحالف، كالناتو، هناك مجال واسع ٠٠٠ للتوصل إلى الحقيقة".