الخميس 19 ديسمبر 2019 / 11:52

خيبة أمريكية من تركيا.. دولة مارقة حتى خروج أردوغان

أشار بنيامين بيرد، ضمن موقع "منتدى الشرق الأوسط" لحادثة جرت في 19 سبتمبر( أيلول)، 2017، حينما غادر وفد تركي اجتماع الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف الناتو، والذي عقد في مركز الاستقلال التاريخي في ولاية فيلادلفيا، احتجاجاً على رفض المنتدى المضيف الاستجابة لطلب الرئيس رجب طيب أردوغان سحب دعوة منشق عن النظام التركي إلى الاجتماع.

لا ننظر إلى ما يجري في تركيا باعتباره مشكلة أردوغان وحده، بل ننظر إلى ذلك على أنها مشكلة تركية. ولن تتغير سياسات تركيا في أي وقت قريب

وعوض الانصياع لرغبة الرئيس التركي الرجعي رجب طيب أردوغان، قدم رئيس المنتدى ومؤسسه دانييل بايبس للناتو درساً في كيفية مواجهة طاغية.

وبعد ذلك بعامين، عقد المنتدى مؤتمراً في الكابيتول هيل لدراسة توقعات بشأن إقامة علاقات طبيعية مع أنقره، وقدم تحديثاً بشأن السياسة الأمريكية.

وعقد المؤتمر في 9 ديسمبر( كانون الأول)، الجاري، وحضره خبراء في السياسة الخارجية، وممثلون عن جماعات عانت من طموحات تركيا العثمانية الجديدة.

متاعب
ويلفت كاتب المقال إلى إجماع المشاركين على أن تركيا في عهد أردوغان تمثل متاعب هائلة لأمريكا والغرب. ويتوافر عدد من الاتهامات ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا( AKP).

وحسب بايبس، تعد عمليات الحفر في المنطقة الصناعية الخالصة القبرصية، وغزو سوريا المجاورة، والتدخل في ليبيا، من بين إخفاقات في السياسة الخارجية تؤدي لعزلة تركيا وتفضح أردوغان بشدة".

ميل نحو الشرق
ومن جانبه، ركز إيلان برمان، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية على "ميل تركيا نحو الشرق" وعلاقتها مع" أطراف مارقة".

ويرى كاتب المقال أن أردوغان قوض، في الواقع، التشغيل البيني لحلف الناتو عبر شرائه نظاماً روسياً مضاداً للطائرات، ودعم فصائل إرهابية كحماس وحزب الله، والتغاضي عن استخدام جهاديي داعش لبلاده كمنصة لإطلاق عملياتهم الإرهابية في العراق وسوريا.

وقال ديليمان عبد القادر، من جمعية الأصدقاء الأمريكيين لإقليم كردستان: "في داخل تركيا، تتواصل انتهاكات في مجال حقوق الإنسان تحت حكم أردوغان. فقد أصبحت تركيا أكبر سجان لصحفيين، متجاوزة الصين".

وفي أحدث مثال على حملة أردوغان المستمرة للقضاء على المعارضة السياسية وتعزيز سلطته، أشار غريغ رومان، مدير منتدى الشرق الأوسط، لاعتقال وإقالة "عشرات من رؤساء بلديات مدن في جنوب شرق تركيا ذات غالبية كردية".

أعراض
ولكن يرى من شاركوا في المؤتمر أن ما يجري ليس إلا تعبيراً عن أوضاع سياسية داخل تركيا، لكنهم تساءلوا عما إذا كانت تلك التوجهات المعادية للغرب سوف تبقى بعد زوال النظام الحالي. وسأل بايبس: "هل يمكن أن تعود تركيا إلى "فترة الخمسين الرائعة" بين انضمامها إلى حلف الناتو حتى 2002 عند انتخاب أردوغان، عندما كانت واشنطن تقود وتتبعها أنقره؟".

وأضاف: "لا يمكن للسياسة الخارجية الأمريكية الرهان على إمكان استرجاع تركيا التي ابتعدت كما ابتعدت إيران. ولكن لن يكون ابتعاداً أبدياً، بل مؤقتاً. ونحن بحاجة اليوم للاستعداد للتعامل مع أنقره مارقة".

سياسات غير متوازنة
واتفق مع رأي بايبس إندي زيمينديس، عضو قيادة المجلس اليوناني - الأمريكي الذي قال: "لا فرصة لعودة تركيا إذا واصلت واشنطن سياستها غير المتوازنة مع تركيا"، مشيراً إلى عقود من "الاسترضاء" على أمل أن تكون تركيا مثالاً يحتذى لدول أخرى في المنطقة.

وفي حديثه باسم الجالية الكردية، قال عبد القادر: "لا ننظر إلى ما يجري في تركيا باعتباره مشكلة أردوغان وحده، بل ننظر إلى ذلك على أنها مشكلة تركية. ولن تتغير سياسات تركيا في أي وقت قريب".

مسار بديل
وكان بيرمان المتحدث الوحيد في المؤتمر الذي رأى أن هناك مساراً بديلاً لمستقبل العلاقات الأمريكية - التركية. وقال: "أعتقد أنه، بالنظر للمسار الحالي، من الصعب أن أكون متفائلاً. ولكن أرى أن صناع السياسة ما زالوا قادرين على إحداث تغيير عبر صياغة السياسة الخارجية والهوية التركية بوسيلة بناءة أكثر".

لكن بايبس ليس متفائلاً حيال مستقبل أفضل في تركيا ما بعد أردوغان. وقال رئيس المنتدى: "أرى أن القوميين واليسارين أكثر عداءً من حزب أردوغان الإسلامي. ولذا ليس ما يدعو للاعتقاد أنه عندما يرحل عن السلطة سنجد في أنقره من هو أكثر مودة".