الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الجمعة 20 ديسمبر 2019 / 14:13

انتخابات 2020.. كيف سيتفوق أداء ترامب الاقتصادي على محاكمته؟

شدد الكاتب السياسي والاقتصادي آندي بوزدر على أن قادة الحزب الديموقراطي غير واثقين من امتلاكهم لمرشح يمكنه هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة. وتطرق في شبكة "فوكس نيوز" إلى مجموعة كبيرة من المؤشرات التي جعلت أداء ترامب الاقتصادي إيجابياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

مكاسب الأجور في ولاية ترامب تذهب بشكل أساسي إلى العمال عوضاً عن المدراء. في 2018، ارتفعت أجور العمال ب 3.5% بينما ارتفعت أجور المدراء ب 2.5%

لم تقدم دراسة شركة فيديليتي للاستثمارات حول القرارات المالية لسنة 2020 ما يبدد مخاوفهم. وفقاً للدراسة، قال 82% من الأمريكيين إنهم في وضع مالي مشابه أو أفضل من الوضع المالي السنة الماضية. ويعتقد 78% من أنهم سيكون سنة 2020 في وضع أفضل بالمقارنة مع سنة 2019. هذه الأرقام مخيفة بالنسبة إلى الديموقراطيّين.

ما يختبرون لا ما يسمعون
على الرغم من الحديث عن ركود في الأفق، يبدو الأمريكيون مقتنعين بما يختبرونه أكثر مما يسمعونه. ذكر 23% فقط من الأمريكيين "الاقتصاد، تقلب سوق المال، أو نسبة الفوائد" كأهم مخاوف مالية لسنة 2020. المخاوف المالية الكبرى (51%) كانت "نفقة غير متوقعة". من الآمن التحدث عن توقع الأمريكيين بأن تتجه الأمور إلى الأفضل السنة المقبلة. وهذا يصّعب على الديموقراطيين الدعوة إلى تغيير فوري في القيادة. حين يصل الحديث إلى الفوز بانتخابات رئاسية، يصعب تخطي اقتصاد مزدهر خصوصاً ذلك الذي يفيد كل الناس تقريباً.

تفاؤل
الناس الذين يتمتعون بعمل متفائلون بالتأكيد. وفقاً لدراسة فيديليتي، قال 23% من الأمريكيين إنهم في وضع مالي أفضل اليوم لأنهم "حصلوا على عمل جديد أو تلقوا ترقية". وأفاد 15% أنهم "حصلوا على علاوة" و 25% أنهم "يعملون ساعات إضافية". ويذكّر الكاتب بأن نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كان الشهر السادس عشر على التوالي الذي أعلن فيه مكتب إحصاءات العمل عن نمو الأجور من سنة حتى سنة بنسبة 3% أو أكثر.

لدى الناس العاطلين عن العمل سبب وجيه للشعور بالتفاؤل حول إيجادهم عملاً. وفقاً لتقرير نشره مؤخراً مكتب إحصاءات العمل حول فرص العمل والوظائف الآيلة إلى الشغور، كان هنالك 7.3 مليون فرصة عمل في أكتوبر (تشرين الأول). مع 5.9 مليون شخص، كان هنالك 1.4 مليون عرض للوظائف أكثر من الذين يبحثون عن عمل بنشاط. لقد كان الشهر العشرين على التوالي الذي كان فيه عرض الوظائف أكبر من عدد الناس العاطلين عن العمل. طوال 16 من أصل 17 شهراً، كان هنالك ما يفوق مليون فرصة عمل أكثر من الناس العاطلين عن العمل.

المستفيدون من فئات كثيرة
يفيد خلق فرص العمل في ولاية ترامب فئات مختلفة وواسعة من الأمريكيين بما فيها تلك التي كانت تشهد نسباً أعلى من البطالة. يشرح الكاتب أن الولايات المتحدة اليوم قريبة أو عند مستويات قياسية من تدني نسب البطالة بالنسبة إلى السود والهيسبانيين والأمريكيين-الآسيويين وذوي التعليم الثانوي فقط، وقدامى المحاربين وذوي الهمم.

وينتقل بوزدر للكتابة عن الأفراد المتقاعدين أي ممن هم غير موظفين ولا يبحثون عن عمل. إذا كان لدى هؤلاء خطة خاصة للتقاعد أو الخطة التي يقدّمها صاحب العمل (401 ك)، فإنّ عوائد التقاعد ستكون مرتبطة على الأرجح بسوق الأسهم. منذ انتخاب ترامب، ارتفع مؤشر داو بأكثر من 50% فيما ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 إلى حوالي 50%. أصبحت مزايا التقاعد أكثر أماناً بكثير مما كانت عليه حين استلم ترامب منصبه. يميل المتقاعدون إلى ملاحظة هذا النوع من الأمور.

غياب المساواة.. إلى أين؟
يضيف الكاتب أن هنالك أخباراً جيدة أيضاً بالنسبة إلى غياب المساواة. وفقاً لمكتب الإحصاء الأمريكي، انخفض غياب المساواة في 2018 عقب التخفيضات الضريبية التي أقرها الجمهوريون. باستخدام ما يسميه المكتب ب "مقياس التكافؤ" الذي يأخذ بالحسبان حجم العائلة عند قياس غياب المساواة في الدخل، انخفض التفاوت "بشكل بارز إحصائيّاً". يشرح بوزدر أن هذا الأمر يجب ألا يكون مفاجئاً.

إن مكاسب الأجور في ولاية ترامب تذهب بشكل أساسي إلى العمال عوضاً عن المدراء. في 2018، ارتفعت أجور العمال ب 3.5% بينما ارتفعت أجور المدراء ب 2.5%. وتبدو الأمور أفضل في 2019. حتى نوفمبر، ارتفعت أجور العمال ب 3.7% وأجور المدراء بأقل من 1%. لن يعرف المراقبون بالتأكيد حتى سبتمبر المقبل، لكن يجب ألا يتفاجأ أحد إذا استمر تضاؤل حجم غياب المساواة في هذه السنة. وستصدر الأرقام قبل الانتخابات الرئاسية.

ماذا لدى الديمقراطيين ليقدموه؟
في مقابل هذا الأداء، يتابع الكاتب، تُظهر متابعة المناظرات الديمقراطية السابقة أن المرشحين لن يشجعوا المبادرين على الاستثمار في أعمالهم وعلى خلق الوظائف والتنافس بين الموظفين وهي عناصر تدفع الأجور إلى النمو. سيسمع المتابعون عن برامج حكومية شاملة وزيادات ضخمة في الإنفاق الحكومي لتمويلها. ولن تعترف سوى قلة من المرشحين بأنها سترفع الضرائب على الجميع، وهذا ما دفع والتر مونديل إلى الخسارة بفارق كبير أمام رونالد ريغان سنة 1984. لذلك سيزعم معظمهم بأنهم سيرفعون الضرائب فقط على "الأثرياء" أي على الأعمال والأفراد أنفسهم الذين يوفرون الوظائف والذين يدفعون الأجور التي قال حوالي 80% من الأمريكيين إنهم يعتقدون أنها ستكون أفضل سنة 2020 مما كانت عليه سنة 2019.

ودعا الكاتب في الختام قراءه إلى نسيان قضايا تقرير مولر وتعسف أف بي آي في استخدام صلاحياته ومحاكمة ترامب، إذ ستكون الانتخابات حول هوية من ستثق به الطبقة العاملة لقيادة مستقبلها الاقتصادي. "حقاً، هو ليس خياراً صعباً."