زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل.(أرشيف)
زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل.(أرشيف)
الجمعة 20 ديسمبر 2019 / 13:01

ترامب والديمقرطيون...من يخرج أقوى؟

24- زياد الأشقر

عن المضاعفات التي تحيط باحتمال عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كتب المسؤول السابق في الإدارة الأمريكية كارل روف في صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنه مثل الجميع واشنطن في الوقت الحاضر، فإن زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر يبالغ في توقعاته.

من شأن خطاب حال الاتحاد والأسابيع التي تسبق ذلك، أن يوفر للإدارة مزيداً من الفرص القوية، بخلاف الديمقراطيين الذين أضاعوا عام 2019 في إجراءات العزل

وبدأت المتاعب عندما طلب تشومر من زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس ميتش ماكونيل إصدار مذكرة استدعاء لرئيس فريق موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون ولمساعدين رئاسيين آخريين للإدلاء بشهاداتهم في قضية مساءلة الرئيس ترامب في مجلس الشيوخ في يناير (كانون الثاني).

وعندما رفض ماكونيل طلب تشومر، اتهمه الأخير بغضب بالجبن، كما اتهم الجمهوريين بالمشاركة في التغطية على ترامب، وأعلن أنه "لم يسمع جملة واحدة، أو تبريراً بعينه... حول عدم قبوله بتوجيه الاستدعاءات". ومن الواضح أن تشومر يعاني من جراء جلسات الاستماع ومن الصعوبات الإجرائية. وبشكل لاذع، شرح ماكونيل سبب عدم استدعاء المزيد من الشهود، مذكراً بالدستور الذي يقول إن مجلس النواب "لديه وحده صلاحية العزل" وإن مجلس الشيوخ "وحده لديه صلاحية التدقيق في كل إجراءات العزل". واعتبر أنه ليست وظيفة مجلس الشيوخ القفز إلى العزل والبحث يائساً عن طرق للوصول إلى إصدار حكم مفاده بأنه "مذنب".

اللجوء إلى المحكمة
وأشار الكاتب إلى أنه لو كان مجلس النواب أراد الاستماع إلى شهادات المسؤولين الأربعة في البيت الأبيض، لكان عليه الذهاب إلى المحكمة لإرغام هؤلاء على الإدلاء بشهاداتهم. لكنه لم يفعل، على الأرجح بسبب احتمال ان يتعاطف القضاة مع حجج الإدارة الأمريكية على قاعدة الفصل بين السلطات. وقال ماكونيل إن مجلس الشيوخ يجب أن ينظر فقط في السجل الذي أعده مجلس النواب من الشهود أمام لجنتي الاستخبارات والقضاء قبل أن يمضي في إجراءاته.

وبينما سارع تشومر إلى القول إن "مجلس النواب قد أعد قضية متماسكة جداً في ما يتعلق بإساءة الرئيس لصلاحياته"، فإنه يجب أن يعلم بالتأكيد أن القضية هي بعيدة كل البعد عن ذلك، خصوصاً أنها تأتي على مسافة 46 أسبوعاً من الانتخابات الرئاسية.

بايدن
ومع ذلك، لا تزال ثمة قضايا شائكة بالنسبة إلى الجمهوريين. ومع أن البيت الأبيض قد يرغب في استدعاء المرشح الديموقراطي جو بايدن وابنه هنتر، فإن مجلس الشيوخ يجب أن لا يوافق على ذلك. فسلوكهما هو قضية للرأي العام ولا يتعلق بقضية مساءلة الرئيس. وتاجر هنتر باسم والده، بينما كانت شركة بوريسما الأوكرانية للغاز التي تخضع للمساءلة، قد دفعت له مبالغ ضخمة. وذهب نائب الرئيس السابق كي يحاضر أمام الأوكرانيين في مسألة الفساد بينما كان مالك شركة بوريسما يخضع للاستجواب. لقد تعاضى جو بايدن هنا عن تضارب المصالح، ومن شأن استدعائه ونجله إلى مجلس الشيوخ أن يخلق تعاطفاً معهما. وباستشناء الزعم بأن الرئيس كانت لديه المبررات في ممارسته الضغوط من أجل فتح تحقيق أوكراني في قضية هنتر بايدن، فإن البيت الأبيض يقف على أرض صلبة في القول إنه تم الإفراج عن المساعدة الأمريكية لأوكرانيا من دون مقايضة.

بعد يناير
وخلص الكاتب إلى أنه عندما ينتهي مجلس الشيوخ من هذه الدراما في أواخر يناير (كانون الثاني) المقبل، فإن البيت الأبيض يجب ان يحول اهتمامه إلى قضايا تهم الأمريكيين. وترامب سجل فعلاً انتصارات في الاتفاق الأمريكي-المكسيكي-الكندي، وفي اتفاق التجارة مع الصين، وفي الموازنة المالية للعام 2020. ومن شأن خطاب حال الاتحاد والأسابيع التي تسبق ذلك، أن يوفر للإدارة مزيداً من الفرص القوية، بخلاف الديمقراطيين الذين أضاعوا عام 2019 في إجراءات العزل. ومع تصويت مجلس الشيوخ الشهر المقبل على المساءلة، سيتعين بعدها على الرئيس أن يبدأ فصلاً مثمراً.