صحف (24)
صحف (24)
الجمعة 27 ديسمبر 2019 / 10:45

صحف عربية: رفض عالمي للتدخل التركي في ليبيا

24 - معتز أحمد إبراهيم

أثار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موافقته على إرسال قوات إلى ليبيا الاهتمام الدولي في الوقت الذي نأت فيه الرئاسة التونسية بنفسها عن التحالف الذي يسعى أردوغان لتشكيله لدعم تدخله عسكرياً في ليبيا.

ووفقاُ لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن التوجّه التركي لتصعيد تدخلها في ليبيا، أثبت أن أردوغان لم يستفد من الدرس الإيراني، وأنه ماضٍ في تحويل بلاده لتصبح بمثابة "إيران جديدة" تعمل على توزيع الاضطرابات والأزمات حيثما حلت منخرطة في تحالفات منبوذة.

قوات تركية
رصدت صحيفة "الشرق الأوسط" تفاصيل المكالمة التي تحدث فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب أخيراً، وهي المكالمة التي اتفق فيها الرئيسان على ضرورة وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.

وكشفت الصحيفة أن السيسي شدد خلال الاتصال مع ترامب على أهمية الدور الذي يقوم به الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر في مكافحة الإرهاب، وتقويض نشاط الميليشيات المسلحة.

وكرر السيسي هذا الموقف في اتصال أخر له مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.

وقال كونتي للرئيس المصري إن "الحكومة الإيطالية تستنكر التدخلات التركية في الشأن الليبي"، مؤكداً سعي بلاده إلى حل الوضع الراهن وتسوية الأزمة الليبية، باعتبارها "تمثل تهديداً لأمن المنطقة بأكملها".

ونبهت الصحيفة إلى أن هذه التحركات السياسية تأتي مع دخول مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري، الموقعة بين تركيا وحكومة السراج، حيز التنفيذ، الخميس، بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية.

الإسلاميون والواقع
وأشارت صحيفة "العرب" اللندنية إلى دقة المشهد السياسي في ليبيا الآن عقب التوقيع على هذه الاتفاقية خاصة في ظل بعض التصريحات الصادرة من أعضاء في حكومة الوفاق التي يتزعمها فائز السراج.

وقالت الصحيفة إن "عدداً من الدوائر السياسية المسؤولة سواء في تونس أو عدد من دول المغرب تعاطت مع التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا باستخفاف، حيث حذر دول شمال أفريقيا مما اسماه تأثير مشروع القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر على المنطقة.

ورصدت الصحيفة تساؤلات عن الخطر الذي يمكن أن تشكله قوات حفتر على تونس أو أي عاصمة مغاربية أخرى وهي تحارب في الأساس الميليشيات المتطرفة في طرابلس؟.

وأشارت إلى أن تصريحات باشاغا تعكس تحول ليبيا إلى ساحة نفوذ لتركيا ومحطة ضمن أجندة أنقرة الهادفة إلى بسط مشروعها الإقليمي في منطقة شمال أفريقيا.

وأوضحت الصحيفة أن أنقرة رفعت الدعم العسكري للميليشيات الإسلامية في طرابلس ولوحت بإرسال قوات تركية للتصدي لسيطرة الجيش على العاصمة من أجل تنفيذ هذا المشروع.

واعتبر مراقبون أن هذه التصريحات ليست غريبة عن تيار الإسلام السياسي الذي كثيراً ما يعتمد في حربه الإعلامية على أسلوب قلب الوقائع والحقائق واتهام خصومه بنفس التهم الموجهة إليه بهدف الترويج لمشاريعه.

دروس ضائعة
قالت صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها السياسية اليوم إن "الرئيس التركي يمضي في مغامراته المكلفة، مستنفداً رصيد بلاده من الثقة الدولية، والعلاقات الطبيعية، وممزقاً تحالفات تاريخية لطالما كانت ذخيرة استراتيجية لأنقرة عبر عقود طويلة".

وقالت الصحيفة: "التوجّه التركي لتصعيد تدخلها في ليبيا، أثبت أن أردوغان لم يستفد من الدرس الإيراني، وأنه ماضٍ في تحويل بلاده لتصبح بمثابة "إيران جديدة"، توزع الاضطرابات والأزمات حيثما تحل، منخرطاً في تحالف الدول المنبوذة".

وأضافت الصحيفة أن أردوغان يمضي في استراتيجيته العبثية هذه ويعتقد أنه يعمل على تثبيت تركيا كقوة إقليمية وازنة، وأنه على الطريق الصحيح لتحقيق حلمه بالزعامة الإقليمية، وهذا للمفارقة نفس الطموح الذي يستولي على أذهان النظام المتطرف في إيران، وقادهم في طريق العزلة والانحدار الاقتصادي، مخلفاً عداءً مكتوماً بين النظام وشعبه، بدأت بوادره تتصاعد شعبياً منذرة بثورة كبرى.

واختتمت الصحيفة حديثها بالقول إن "الرئيس التركي يعتقد أن ليبيا ستكون ميدان معركته الأخيرة بعد خسائره المتوالية في بقية الميادين، ولكن هذه المرة سيناطح الدب الروسي الذي لم يخفِ قلقه من النيات التركية في ليبيا، الأمر الذي سيزيد من تعقيد أزمات أردوغان، ويعمق عزلته الإقليمية والدولية".