الشاحنة المتفحمة بعد انفجارها في هجوم السبت الإرهابي في الصومال (أ ف ب)
الشاحنة المتفحمة بعد انفجارها في هجوم السبت الإرهابي في الصومال (أ ف ب)
الأحد 29 ديسمبر 2019 / 00:35

صباح دام في العاصمة الصومالية يحول عروساً إلى أرملة

بينما كان دوي الانفجار قرب منزلها في العاصمة الصومالية مقديشو صباح اليوم السبت يصم آذانها، واصلت قالي إبراهيم 18 عاماً، الاتصال بهاتف زوجها المحمول الذي غادر المنزل قبل دقائق من الانفجار وبيده أدوات يستخدمها في أعمال البناء.

واستمر الرد الآلي من الهاتف "هذا الرقم غير متاح حالياً".

وتتذكر قالي ساعات الكرب وهي تهرول بين مستشفى وآخر بحثاً عن مختار أبوكار، 35 عاماً عامل البناء الذي تزوجته قبل 4 أشهر، فقط لكن دون جدوى.

وبوصولها إلى مستشفى المدينة بصحبة شقيقة زوجها طلب منها المسؤولون تفقد صف من الجثث مجهولة الهوية، بسبب انفجار ضخم لشاحنة ملغومة.

وتقول قالي إنها عادت خطوات إلى الوراء بعد مشاهدة أول جثة متفحمة، إذ أدركت أنها لزوجها الذي تعرفت عليه من أثر ندبة عميقة على أحد أصابعه.

وقالت الأرملة الحبلى منذ 3 أشهر، بينما كانت تنتحب جالسةً في مكانها وهي تحرك جسدها للأمام والخلف وتدس رأسها المغطاة بين ركبتيها: "كنا معاً الليلة الماضية".

وقالت لشقيقة زوجها التي كانت تضغط على كتفيها: "هذا العالم مؤلم للغاية".

وقُتل ما لا يقل عن 90 شخصاً في الانفجار الذي أودى بحياة زوجها صباح اليوم السبت.

وذكرت منظمة دولية أن شاحنة ملغومة انفجرت في نقطة تفتيش مزدحمة في مقديشو، في أسوأ هجوم يشهده هذا البلد منذ ما يزيد على عامين.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار حتى الآن، لكن رئيس بلدية مقديشو اتهم حركة الشباب الإسلامية الصومالية الموالية لتنظيم القاعدة.

وذكر معهد هيرال، المنظمة البحثية التي تركز على القضايا الأمنية في مقديشو، أن هجوم السبت، هو العشرين باستخدام مركبة ملغومة هذا العام وأن عدد القتلى بسبب الهجمات هذا العام يزيد عن العدد في 2018.