الإثنين 30 ديسمبر 2019 / 14:49

... أخيراً ردّ ترامب على إيران

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردّ أخيراً على إيران، في إشارة إلى قصف مقاتلات أمريكية خمس قواعد لكتائب حزب الله العراقي في العراق وسوريا رداً على الهجمات المتكررة ضد قواعد أمريكية في العراق، وآخرها مقتل متعاقد في هجوم على قاعدة في كركوك.

لو لم يرد ترامب على هذه الإصابات الأمريكية، لكان قد شجع إلى المزيد من الهجمات

وكتبت: "إنها مسألة وقت. أخيراً، بعد هجمات متعددة على قواعد الولايات المتحدة وحلفائها، وافق الرئيس ترامب على الرد العسكري ضد الميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق وسوريا في عطلة نهاية الأسبوع. ويجب أن يكون ترامب مستعداً للقيام بالمزيد إذا قرر الإيرانيون التصعيد".

ذراع لفيلق القدس

وكتائب حزب الله هي ذراع لفيلق القدس التابعة للجنرال الإيراني قاسم سليماني، وهي لا تتحرك ضد القوات الأمريكية من دون موافقته. وتعتبر المجموعة مسؤولة عن 11 هجوماً صاروخياً خلال شهرين على قواعد كان الجنود الأمريكيون موجودين فيها.

وأسفر هجوم لكتائب حزب الله يوم الجمعة على قاعدة عراقية قرب كركوك عن مقتل مقاول أمريكي وجرح أربعة جنود أمريكيين.

وقالت الصحيفة إنه لو لم يرد ترامب على هذه الإصابات الأمريكية، لكان قد شجع إلى المزيد من الهجمات، معتبرة أن امتناعه عن استخدام القوة رداً على الهجمات الإيرانية السابقة هو أحد الأسباب التي تجعل الجنرال سليماني يشعر بأنه قادر على النجاة بمزيد من الهجمات.

إلغاء ضربة انتقامية

وذكرت الصحيفة بأنه في يونيو (حزيران) الماضي، فاجأ ترامب مستشاريه عندما ألغى ضربة انتقامية أمريكية ضد إيران في اللحظة الأخيرة، بعدما أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار. كما رفض التحرك بعد الهجوم الإيراني الوقح في سبتمبر (أيلول) على منشآت النفط السعودية.

ورأت الصحيفة أيضاً أن التصريحات المتكررة لترامب بأنه يريد الانسحاب من سوريا، ومن "الحروب التي لا تنتهي"، هي أيضاً دعوة للخصوم لإنزال مزيد من الخسائر بقواته قد تؤدي إلى مواصلة سياسته الانعزالية.

سنة انتخابية
وحذرت الصحيفة من أن هذا الخطر قد يزداد في سنة انتخابية في العديد من المسارح حيث قد يختبر الأعداء عزيمة ترامب. وتشعر إيران بضغوط العقوبات الأمريكية وقد تعتقد أن مهاجمة الأمريكيين ستقنع الرئيس بتخفيف الضغط.
وأشار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى أنه قد يجري السنة المقبلة تجربة لصاروخ قادر على الوصول إلى أمريكا.

ومع أن روسيا والصين تقولان إنهما لا تريدان مواجهة عسكرية مباشرة، لكنهما تعملان ضد المصالح الأمريكية ما اعتقدتا أن بامكانهما النجاة من العقاب.

مصالح الأمريكيين على المحك

وتنطوي الضربات في العراق وسوريا على مخاطر، بما في ذلك رد الفعل القومي في العراق ضد الوجود العسكري الأمريكي. لكن العراقيين كانوا يتظاهرون في الشوارع منذ أسابيع ضد التدخل الإيراني في السياسة العراقية، والقوة الأمريكية الصغيرة موجودة هناك بدعوة من العراق. ولفتت الصحيفة إلى أن على المسؤولين الأمريكيين التوضيح أن الضربات دفاعية لحماية الأرواح العراقية والأمريكية، وأن الولايات المتحدة سترد مرة أخرى إذا استمرت هجمات الميليشيات الإيرانية.

ومن شأن بيان قوي من ترامب أن يساعد أيضاً لأن الهجمات ضد المصالح الأمريكية تهدف إلى إرغامه على الفرار والهرب. لا يمكن لرئيس الأركان أن يظهر ضعفًا عندما تكون حياة الأمريكيين ومصالحهم على المحك.